جاء فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليصيب القارة الأوروبية العجوز بحالة من الصدمة خاصة أن جميع المؤشرات واستطلاعات الرأي رجحت كفة المرشحة هيلاري كلينتون إلا أن الاحزاب اليمينية المتطرفة استقبلت الامر بمزيد من الأمل والترحيب وفي مقدمتهم زعيمة الجبهة الوطنية بفرنسا مارين لوبان التي اكدت ان فوز المرشح ترامب يحيي آمالا جديدة وقد يعيد اليمين المتطرف من جديد الي سدة الحكم في فرنسا مؤكدة أن الفرنسيين معها وأنها تأمل في فوز كالذي حققه ترامب المنتخب. وما يؤكد أن رياح التغيير هبت علي أوروبا أن اليمين المتطرف يسيطر وبقوة علي الانتخابات الرئاسية التي ستجري4 ديسمبر المقبل في النمسا التي تعد من أبرز وأهم الدول الأوروبية بل وأكدت الاستطلاعات أن اليمين سيفوز لا محال. وأكدت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن ربيع اليمين المتطرف يجتاح أوروبا, مشيرة إلي أن انتصار اليمين في النمسا يعزز من فرص الأحزاب اليمينية في المانياوفرنسا أيضا والتي تستعد لخوض سباق الانتخابات العام المقبل, إلا انها في تلك المرة تشعر بثقة كبيرة في اجتياح فكرها للقارة العجوز خاصة بعد أن أكد المحللون أن الشعب الأوروبي بات يفكر خارج الصندوق ويأمل في التغيير وهو ما رأيناه في فوز ترامب وخروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي. وتابعت: في حال انتخاب النمسا للمرشح نوربرت هوفر مرشح حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف فلن يمكننا ردع مارين لوبان عن تولي رئاسة فرنسا في مايو المقبل, أو منع حزب البديل الألماني من الفوز أيضا خاصة أنه حقق مكاسب مذهلة منذ تأسيسه في2013, وينذر فوز تلك الأحزاب المتطرفة بسياسات أكثر تشددا إزاء المهاجرين والمسلمين وقد تصل الي طردهم وعدم استقبالهم, وهو ما قد يؤدي الي كارثة انسانية خاصة أن ألمانيا تعد الدولة الأوروبية الأولي التي تحتضن اكبر عدد من المهاجرين وسبق أن أكدت ان هدفها من وراء ذلك هو السيطرة علي انخفاض معدلات المواليد الذي بات تؤرق البلاد في الفترة الأخيرة, وفي حال وصول تلك الأحزاب الي سدة الحكم, وهو أمر ليس ببعيدخاصة بعد تفوقهم علي حزب ميركل في عدة ولايات, فمن المفترض ان ترسم اوروبا لمستقبلها صورة قاتمة ومعتمة. ويبدو أن فوز لوبان في انتخابات فرنسا التي ستجري في إبريل المقبل ليس صعبا, فهي تتمتع بخبرة سياسية كبيرة استطاعت من خلالها من إقناع الفرنسيين بافكارها القومية, وهو ما يؤكد أن كيان الاتحاد الأوروبي علي وشك الانهيار والتفتت خاصة أنه لوبان تعهدت في حال فوزها بإخراج فرنسا من العملة الأوروبية الموحدة وإجراء استفتاء انفصال عن الاتحاد الاوروبي وهو ما يؤكد أن عقد الاتحاد الاوروبي سينفرط لأنها ليست الدولة الأولي التي تنفصل ولن تكون الأخيرة.