كشفت التصريحات الأخيرة لقيادات التنظيم الدولي للإخوان بتأكيد دعوتهم للمصالحة للمرة الثانية في أقل من أسبوع رغم نفي الجماعة في مصر عن العزلة التي تعيشها قيادات التنظيم والتخبط والارتباك الشديد الذي يسود الجماعة, ففي الوقت الذي اعترفت فيه قيادات إخوانية بتلاعب قيادات الجماعة بمصر بأنصارها وتحريضهم علي العنف دعت قيادات التنظيم الدولي للإخوان إلي ضرورة المصالحة في مصر, وأكدت علي لسان اثنين من أبرز قياداتها أنها مستعدة لتقديم تنازلات, وهما إبراهيم منير, أمين التنظيم الدولي للإخوان ومحمد سودان أمين العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المنحل, والقيادي الإخواني في لندن. وأكد سودان في تصريحات صحفية استعداد الجماعة لتقديم تنازلات خلال الفترة المقبلة, مشيرا إلي أن الجماعة يمكن أن تغير مواقفها, مضيفا أن المواقف السياسية تحدث عليها تغيرات وتتسم بالمرونة, وهذا أمر طبيعي ومنطقي, طبقا للتطورات التي تشهدها الساحة الداخلية أو حتي الخارجية. وقال: إن جماعة الإخوان لا تزال تنتظر أي أفكار أو تصورات أو مقترحات من أي أشخاص أو جهات داخلية أو خارجية, وأنها سترحب بها وتقوم بدراستها ومناقشتها, وستأخذها علي محمل الجد, بغض النظر عن الموقف النهائي للجماعة من تلك التصورات المرتقبة. وأكد عصام تليمة, مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق, عضو مكتب شوري الإخوان بتركيا, عدم وضوح منهج الجماعة وانتهازيتها وعدم وجود خطاب موحد لقواعدهم, مشيرا إلي أن الجماعة تعيش حالة ارتباك وأن الأزمة فعلا تتمثل في وجود خطابين عند بعض قيادات الإخوان, بل ربما أكثر من مستوي في الخطاب, فهناك خطاب للإعلام, وهناك خطاب للداخل, وهناك خطاب للصفوة من أهل الداخل. ومن جانبها انتقدت سناء عبد الجواد, زوجة محمد البلتاجي القيادي الإخواني, جماعة الإخوان, مؤكدة أن الجماعة تعاني من خلافات داخلية وليست لها رؤية للمستقبل, مشيرة في تصريحات لإحدي وسائل الإعلام المقربة من الإخوان: للأسف لا توجد رؤية للإخوان, ولا وضوح تبني عليه خطة واضحة لاستكمال طريقها. وقال سعد الدين إبراهيم, أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية, مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنسانية والاجتماعية: إن ما يحدث هو مناورة سياسية جديدة تقوم بها الجماعة لإرضاء الغرب, موضحا أن تصريحات قيادات جماعة الإخوان بالداخل والخارج جزء منها مناورات إخوانية أو تقسيم عمل بين الداخل والخارج, مشددا, في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي, علي أن الخلاف ليس بين الداخل والخارج, ولكنه صراع أجيال داخل الجماعة بين عواجيز الجماعة الذين يدعون للمصالحة لضمان بقاء كيان الجماعة وبين جيل الشباب الذين يريدون إعادة عقارب الساعة إلي الوراء بدعوي القصاص لعزلهم عن الحكم ويعتبرون أن وجودهم بالسلطة هو تكليل لجهدهم علي مدار أكثر من80 سنة وتم أخذه عنوة منهم ويحاولون الانتقام مما حدث لهم في30 يونيو في محاولة العودة إلي السلطة.