يواصل الرئيس السيسي جولاته الخارجية وزياراته لدول العالم بهدف إعادة مصر إلي وضعها ومكانتها الدولية التي هي جديرة بها بحكم تاريخها العريق وحاضرها الواعد, فقد زار السيسي خلال الأسبوع الماضي دولة البرتغال, في أول زيارة لرئيس مصري لهذا البلد الأوروبي منذ ربع قرن تقريبا, كما أن هذه الزيارة تمثل أول زيارة دولية يستقبلها الرئيس البرتغالي مارسيلو دي سوزا الذي تولي منصبه في مارس من العام الجاري. وجاءت الزيارة تحت عنوان تعزيز التعاون بين البلدين اقتصاديا وسياسيا, والبحث عن حلول ناجعة للقضاء علي الإرهاب المتنامي. والتعاون الثنائي لوقف الهجرة غير الشرعية والتي تقلق أوروبا كلها. وقد حظي الرئيس السيسي باستقبال رسمي حافل في العاصمة البرتغاليةلشبونة, حيث استقبله الرئيس البرتغالي في القصر الرئاسي. وأجري الرئيسان محادثات تناولت الكثير من القضايا وبحثا العديد من الأزمات الراهنة التي تواجه البلدين, وقال الرئيس السيسي إن المباحثات كشفت إدراكا واعيا من البرتغال للدور المحوري الذي تمثل فيه مصر ركيزة للاستقرار والأمن في محيطها الإقليمي. والذي يرتبط مباشرة بأمن أوروبا والبحر المتوسط, كما أثني علي موقف البرتغال الداعم لعملية التحول الديمقراطي في مصر, كما دعا الرئيس السيسي رجال الأعمال البرتغاليين إلي الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في تطوير البنية التحتية المصرية في القطاعات التي تتميز بها البرتغال مثل النقل والشحن والطاقة المتجددة, وهي المجالات التي تنفذ في مصر حاليا. كما دعا الرئيس السيسي المستثمرين البرتغاليين إلي الاستفادة من حوافز الاستثمار التي تقدمها الحكومة المصرية, وأشار إلي أن القرب الجغرافي لمصر والبرتغال علي ضفتي البحر المتوسط يفرض عليهما التنسيق الوثيق سواء في محاربة الإرهاب أو محاولات تفكيك الدول والنيل من الدول الوطنية, بالإضافة إلي مكافحة الهجرة غير الشرعية, وقد دعا الرئيس السيسي نظيره البرتغالي إلي زيارة مصر في القريب العاجل. من جانبه أكد الرئيس البرتغالي دي سوزا أن المباحثات تناولت وجهات نظر الجانبين فيما يتعلق بالتحديات المشتركة, وأوضح أن البرتغال تتابع بتأييد كبير الخطوات التي تتخذها مصر علي الصعيد الاقتصادي. كما أنها تري أن لمصر مكانة متميزة جدا في إقليمها وفي العالم, وتقدر موقعها الإستراتيجي علي جنوب البحر المتوسط, وتقدم الرئيس البرتغالي بالشكر للرئيس السيسي للدعم الكبير الذي قدمته مصر لمرشح البرتغال علي منصب سكرتير عام الأممالمتحدة. كما عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع رئيس وزراء البرتغال أنطونيو كوستا أكد خلالها الرئيس أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين, مشيرا إلي أن حجم التبادل التجاري لا يتناسب مع ما يجمع البلدين من علاقات سياسية متميزة, وقد حضر الاجتماع من الجانب المصري وزراء الخارجية والتجارة والصناعة والاستثمار ومن الجانب البرتغالي وزراء الخارجية والدفاع والتخطيط والبنية التحية, بالإضافة إلي سفيري البلدين في القاهرةولشبونة. وقد أعرب كوستا عن حرص بلاده علي تطوير وتنمية العلاقات التي تجمعها مع مصر, مشيرا إلي أهمية عقد اللجنة المشتركة بين البلدين لا سيما في ضوء إمكانيات التعاون الكبيرة المتاحة, مشيدا بالقرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة المصرية. وقد كانت زيارة الرئيس للبرتغال حافلة بالتحركات المكوكية, فقد زار مقر عمدة مدينة لشبونة العاصمة, وأهداه العمدة مفتاح المدينة, وقد حضر هذه المناسبة أعضاء مجلس مدينة لشبونة والسفراء العرب والأجانب المعتمدون في لشبونة وعدد من الشخصيات البرتغالية العامة, وختمت الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام بالتوقيع علي اتفاقيات وتفاهمات تدل علي عمق العلاقة بين البلدين, وعلي التقارب الكبير في وجهات النظر اقتصاديا وتجاريا وسياسيا, وتحيا مصر.