السيسي يبحث مع دي سوزا دفع التعاون التجاري والاقتصادي

قمة مصرية - برتغالية في لشبونة .. اليوم

السفير علي العشيري: فرص استثمارية في مجالات الاتصالات والمعلومات والنقل البحري والطاقة
تعقد اليوم في العاصمة البرتغالية لشبونة القمة المصرية البرتغالية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، وذلك في ثاني ايام اول زيارة دولة تستقبلها البرتغال منذ تنصيب رئيسها الجديد في شهر مارس الماضي، كان الرئيس السيسي قد وصل إلي لشبونة بعد ظهر امس واستهل نشاطه بإجراء مقابلة مع كبير المذيعين بالتليفزيون البرتغالي الرسمي.. ويرافق الرئيس خلال الزيارة، سامح شكري وزير الخارجية وطارق قابيل وزير التجارة والصناعة وداليا خروشيد وزيرة الاستثمار والوزير خالد فوزي رئيس المخابرات العامة واللواء مصطفي شريف رئيس ديوان رئاسة الجمهورية واللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس والسفير علاء يوسف المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية وانضم للوفد السفير علي العشيري سفير مصر في البرتغال.
ومن المقرر ان تجري مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس السيسي صباح اليوم من امام كنيسة جيرونموس والتي تعد ابرز واهم المعالم الوطنية لدي الشعب البرتغالي نظرا لما تمثله من قيمة قومية وروحية كبيرة.. وتتضمن مراسم الاستقبال استعراضا لحرس الشرف، ثم يتوجه الرئيس إلي ضريح كمويش شاعر البرتغال الأبرز والأهم وأبو اللغة البرتغالية حيث يضع باقة من الزهور علي ضريحه ثم يزور الرئيس الكنيسة ويوقع في سجل الشرف، عقب ذلك يغادر ساحة الكنيسة متوجها إلي القصر الجمهوري في موكب مهيب تصاحبه الخيالة حتي مقر القصر، لتبدأ مباحثات القمة الثنائية بين الرئيسين السيسي ودي سوزا حيث يتم استعراض سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية ودعم الاستثمارات المشتركة ومكافحة الإرهاب والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ثم تعقد جلسة موسعة تضم الوزراء وكبار المسئولين المصريين والبرتغاليين، وفي ختام القمة يعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا يلقي خلاله كل منهما كلمة خاصة حول نتائج المباحثات ومجمل العلاقات بين البلدين.
وعقب ذلك يغادر الرئيس السيسي والوفد المرافق له قصر الرئاسة متوجهين إلي أحد القصور الملكية لعقد جلسات مباحثات رسمية مع انطونيو كوستا رئيس الوزراء البرتغالي يتم خلالها استعراض كافة الأُطر التنفيذية المطلوبة لتعزيز التعاون بين البلدين، ثم يشارك الرئيس السيسي والوفد المرافق له في مأدبة غداء اعدها كوستا علي شرف الرئيس.
بعد ذلك يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي والوفد المرافق له الي بلدية لشبونة في زيارة رمزية للإعراب عن مساحات الصداقة والتعاون والتقدير بين الشعبين المصري والبرتغالي حيث يعد مبني بلدية لشبونة التاريخي رمزاً هاماً لدي الشعب البرتغالي لأنها رمز للحكم وللكنيسة منذ انطلاق فاسكو دي جاما المكتشف البرتغالي الكبير لبدء اكتشافاته، وهو تقليد ثابت بالبرتغال ولايتم سوي في زيارات الدولة فقط، ومن المقرر ان يجري هناك ايضا استقبال رسمي وحرس شرف وعزف للسلام الوطني وسيعقد عمدة المدينة احتفالية يهدي فيها الرئيس مفتاح مدينة لشبونة ويلقي السيسي كلمة وعمدة المدينة كلمتين في حضور كبار المسئولين البرتغاليين والسفراء المعتمدين لدي الحكومة البرتغالية، يعود بعدها مباشرة الرئيس إلي القصر الجمهوري »أجواد« لحضور مأدبة العشاء التي يقيمها الرئيس البرتغالي دي سوزا علي شرف الرئيس السيسي لتنتهي بذلك فعاليات اول ايام الزيارة الرسمية، وثاني ايام زيارة الرئيس للشبونة.
وقد أكد السفير علي العشيري سفير مصر لدي البرتغال ان هذه الزيارة تعكس بالفعل حجم ومساحة العلاقات القوية والتاريخية بين مصر والبرتغال نظرا للزخم والاهتمام الرسمي والشعبي من الجانبين بهذه الزيارة التي تعد الأولي منذ انتخاب الرئيس البرتغالي الجديد في مارس الماضي، مشيرا إلي ان حضور الرئيس السيسي إلي لشبونة وحرصه علي ان يصاحبه خلال الزيارة وفد رفيع المستوي يضم وزير الخارجية سامح شكري ووزير التجارة والصناعة م. طارق قابيل ووزيرة الاستثمار داليا خورشيد محل تقدير كبير من الجانب البرتغالي نظرا لدلالات ذلك القوية علي حرص مصر لتعزيز اطر التعاون بين البلدين وإيجاد صيغ جديدة لدفع هذا التعاون إلي آفاق ارحب علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد أعرب الجانب البرتغالي عن عدم رضائه عن مستوي التبادل التجاري بين البلدين حيث يبلغ نحو مائتي مليون يورو وهو رقم يمكن بسهولة مضاعفته ليتناسب مع مستوي العلاقات المتميزة مشيرا إلي أن ميزان التبادل التجاري يميل نحو البرتغال وهو ما يستدعي منا زيادة حجم الصادرات من السلع والخامات المختلفة وليس فقط الحالية والتي تمثل الجلود نصفها تقريبا نظرا لجودة الجلود المصرية واعتماد صناعة المنتجات الجلدية البرتغالية والتي تعد متقدمة جداً ومميزة جداً عالمياً عليها لهذه الأسباب.
وأوضح السفير العشيري ان الجانب الاقتصادي سيشمل محورا مهما خلال زيارة الرئيس إلي البرتغال حيث شهدت تحضيرات الزيارة مباحثات حول الكثير من النقاط حول محور الاهتمام المشترك وعلي رأسها عودة خط الطيران المباشر الذي توقف منذ عام 2011 لما سيكون له من انعكاس إيجابي كبير علي حركة التجارة والاستثمار وبالتأكيد السياحة ليس فقط من البرتغال ولكن ايضا من البرازيل لافتا إلي ان وزير السياحة السابق هشام زعزوع كانت له رؤية مهمة جداً في هذا الإطار بإعتبار ان البرتغال هي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها رحلات طيران تصل إلي جميع المدن البرازيلية وبالتالي من الممكن ان تكون نقطة انطلاق مهمة لفتح سوق جديد للسياحة المصرية.
وأضاف السفير المصري لدي البرتغال انه من المقرر أن يلتقي الرئيس أيضاً خلال الزيارة مع صفوة مجتمع الاعمال البرتغالي في لقاء خاص يجري خلاله حديثا هاما عن الفرص والاستثمار الواعد لدي مصر لاسيما في تخصصات رجال الاعمال المشاركين وهي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والنقل البحري والطاقة الجديدة والمتجددة وإدارة الموانئ والمقاولات والإنشاءات.
وعن المباحثات الرسمية أوضح السفير العشيري انه بجانب سبل تعزيز العلاقات بين البلدين سيتم استعراض رؤية الرئيسين حول مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما الأوضاع في ليبيا وسوريا مشيداً بالموقف البرتغالي الإنساني الكبير من قضية اللاجئين السوريين حيث أعلنت استقبالها ضعف العدد الذي حددته لها مفوضية الاتحاد الأوروبي ونظمت لهم منحا تعليمية خاصة وبرامج لاندماجهم في المجتمع البرتغالي، كما سيتم بحث جهود دفع عملية السلام ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية لاسيما في منطقة البحر المتوسط، وينتظر ان تحتل جهود الاصلاح الاقتصادي في كلا البلدين موقعا مهما في المباحثات.
واشار السفير علي العشيري إلي الاهتمام البرتغالي الكبير بنشر لغتهم وحرصهم علي انشاء قسم خاص لتدريسها في جامعتي عين شمس وأسوان مشيدا بالجهد الكبير الذي تبذله السفيرة البرتغالية في القاهرة لتعزيز ذلك الجانب وغيره من باقي اطر التعاون المشترك بين البلدين، لافتا إلي ان الجالية المصرية في البرتغال كلها تبلغ نحو 300 مواطن بينهم نحو 27 من المبعوثين الدارسين في تخصصات الكيمياء الطبية والرياضيات والهندسة والفيزياء والطب البيطري والكيمياء الحيوية والاستزراع السمكي، معربا عن تطلعه إلي مضاعفة هذا العدد وتعزيز التعاون في المجالات التعليمية والثقافية والرياضية، مشيرا إلي ان تبادل الخبرات الرياضية يعد من مجالات التعاون بين البلدين والتي يمكن البناء عليها لتعزيز السياحة من خلال استضافة نجوم برتغاليين مثل كريستيانو رونالدو وغيره من المحبوبيين لدي الشعب البرتغالي.