عادت الروح لمدينة رأس غارب بشكل ملحوظ وانتظمت حركة المرور بمعظم شوارع المنطقة بعد ان نجحت معدات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ومعها معدات المحافظة وشركات البترول والأهالي في إعادة فتح جميع الطرق الرئيسية والفرعية داخل المدينة, فيما تواصلت جهود الجمعيات وغيرها في تقديم الدعم المالي والعيني للمواطنين الذين ضربتهم السيول واستقبلت المدينة لجنة من مجلس النواب للوقوف علي أبعاد الكارثة, بينما بدأت محافظة البحر الأحمر عدة إجراءات لتوفير مساكن جديدة للمواطنين الذين لحقت بمنازلهم أضرارا جسيمة جراء السيول فبعد24 ساعة من إعلان المحافظة علي لسان محافظها اللواء أحمد عبد الله أنه تواصل مع الدكتور مصطفي مدبولي وزير الإسكان والمرافق من أجل شراء588 وحدة سكنية من وحدات الإسكان الاجتماعي التي أقيمت بالمدينة أخيرا لتوزيعها علي أصحاب المساكن التي باتت غير أمنة وغير صالحة للسكن قال المحافظ في تصريحات مهمة ل الأهرام المسائي أنه تقرر رفع هذا العدد ليصل إلي620 وحدة سكنية وأنه حصل علي موافقة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء علي قيام المحافظة بشراء هذه الوحدات علاوة علي موافقة مهمة من رئيس الوزراء أيضا تضمنت عدم تطبيق الشروط التي تطبقها وزارة الإسكان والمرافق فيما يختص بوحدات الإسكان الاجتماعي والمتعلقة بدفع مقدمات تصل إلي عشرة ألاف للوحدة لأن هذه الوحدات ستخصص بالكامل للمضارين من السيولبالمدينة وأن معظم تلك الأسر ومنها أرامل وأيتام لا تملك تلك المقدمات, ومن غير المنطقي أن تطلب منها تلك المبالغ في هذه الظروف. وأشار المحافظ إلي أنه كلف الوحدة المحلية لمدينة رأس غارب بالإعلان أمس عن إجراء قرعة علنية لتوزيع الوحدات السكنية للمرحلة الثانية والتي تتضمن1008 وحدات كانت أقيمت بالمدينة خلال الفترة الماضية وتوقف توزيعها علي المستحقين لحين توصيل المرافق, لافتا إلي أنه كلف الوحدة المحلية بسرعة توصيل المرافق لها خلال فترة وجيزة وبدأ العمل بالفعل في ذلك ولكن هذه الوحدات لا علاقة لها بالمتضررين من السيول حتي لاتختلط الأمور حيث تم تحديد المستحقين قبل السيول والغرض من القرعة تحديد رقم العمارة ورقم الشقة والدور الذي تقع فيه وحدة كل مستحق. وأضاف المحافظ أن لجان الحصر أكدت أن جميع البيوت التي تضررت بشكل تام كانت قد أقيمت منذ سنوات في مخرات سيول ويبلغ عددها نحو670 مسكنا وأنه جار تدقيق الحصر حتي لا يظلم أحد من المضارين أن حصر الوفيات توقف عند11 مواطنا وأنه يقوم ومعه اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية بالمتابعة المستمرة للعمليات التي تقوم بها معدات القوات المسلحة وغيرها والتي بلغ عددها نحو140 معدة في رفع مخلفات السيول, مشيرا إلي نجاح تلك الجهود في إعادة فتح الغالبية العظمي من الشوارع الرئيسية والفرعية بالمدينة وإعادة حركة المرور بشكل تام استخراج عدد من السيارات التي دفنتها الإطماءات بمناطق الملاحة ومنطقة ملعب كرة القدم والمعاشات علاوة علي استخراج الحيوانات النافقة بطريقة آمنة بالتنسيق مع الطب البيطري والطب الوقائي وإدارة البيئة, فيما استعانت القوات المسلحة بنحو300 عامل بالأجر علاوة علي الشباب المتبرعين من أبناء المدينة للقيام خلال ال48 ساعة المقبلة بمساعدة الأهالي علي التخلص من الربوة التي تدفقت إلي منازلهم من خلال معدات يدوية وتنظيف الأمتعة والحوائط التي تدفقت إليها المياه كما قامت4 لجان من القوات المسلحة بحصر670 مسكنا أضيرت بشكل تام معظمها مكون من دور واحد وسيتم التنسيق مع بقية اللجان التابعة للمحافظة ومديرية التضامن لتدقيق هذا الحصر. فيما تواصلت أعمال الخير لمساعدة متضرري السيول بمدينة رأس غارب حيث أجري الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة اتصالا مع المحافظ أحمد عبد الله أعلن خلاله تبرع الجامعة ب20 مليون جنيه للإسهام في إصلاح المنازل التي أضيرت من جراء السيول كما قررت الجامعة إرسال قافلة طبية بعد غد لمدينة رأس غارب تضم عددا كبيرا من أساتذة كلية الطب بالجامعة للمساعدة في تقديم الخدمات الطبية للمواطنين. من جانب آخر, أعلن محمود الجندي مدير عام جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر موافقة مجلس إدارة الجمعية برئاسة كامل أبو علي علي تخصيص50 ألف جنيه لأسرة كل متوفي من ضحايا السيولبالمدينة مع إعطاء أولوية لأي فرد من تلك الأسر للعمل بالقري والفنادق السياحية بالغردقة بالإضافة إلي قيام عدد كبير من أصحاب المنشآت الفندقية وشركات السياحة بإرسال مساعدات عينية للمواطنين عبارة عن مواد غذائية. وكانت المدينة استقبلت أمس لجنة من أعضاء مجلس النواب, والتي قامت بتفقد عدد من المناطق التي أضيرت بالمنطقة حيث تم إطلاعهم علي الإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة لإعادة الحياة لطبيعتها, بينما استقبل معظم أبناء المدينة أعضاء اللجنة ب فتور شديد لتأخرهم في زيارة المنطقة المنكوبة.