اهتم الإسلام اهتماما بالغا بقضية الأمن الغذائي للإنسان, لأن الغذاء به قوام النفس وبقاؤها, فالإنسان قد يحيا بدون كساء أو مأوي لكنه لا يستطيع العيش بدون غذاء أو طعام , فلقمة العيش التي يسد بها الإنسان رمقه من أعظم النعم التي من الله بها علي عباده, وقد بين الرسول صلي الله عليه وسلم أهمية الأمن الغذائي في حياة الأمة وأنه ركن من أركان الحياة الآمنة المستقرة; وأنه بحصول المسلم عليه فكأنما ملك الدنيا كلها فعن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري, عن أبيه, قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من أصبح منكم آمنا في سربه, معافي في جسده, عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا. رواه الترمذي, لذلك حرص الإسلام علي تأمين إمكانية الحصول علي الغذاء وجعله متاحا ضمن القدرة الشرائية لغالبية أفراد المجتمع, فنهي عن الاحتكار والجشع والاستغلال ورفع الأسعار لأن في ذلك إضرارا بالناس وخاصة الفقراء, والإضرار منهي عنه شرعا بقوله صلي الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار رواه أحمد. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة من بعض التجار بعض الممارسات السلبية التي أثرت علي حياة الناس ومن تلك الممارسات ما يسمي بالاحتكار وهو تخزين السلع وإخفاؤها من أجل رفع ثمنها لتحصيل أكبر كسب ممكن, وهو حرام لما فيه من الإضرار والتضييق علي الناس في أقواتهم,وقد نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك فعن معمر بن عبد الله- رضي الله عنه- أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: لا يحتكر إلا خاطئ رواه مسلم, قال الإمام النووي رحمه الله تعالي: قال أهل اللغة: الخاطئ هو العاصي الآثم وهو صريح في تحريم الاحتكار, وجاء الوعيد الشديد لمن زاد في ثمن السلعة علي المسلمين ظلما وعدوانا, فعن الحسن, قال: ثقل معقل بن يسار, فدخل إليه عبيد الله بن زياد يعوده, فقال معقل بن يسار سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم, فإن حقا علي الله تبارك وتعالي أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة رواه أحمد, فليتق الله كل من تسول له نفسه احتكار السلع ورفع أسعارها فإن ذلك من وسائل الإفساد في المجتمع وليتحلي بالقناعة وعدم الطمع والجشع ولييسر علي الناس, فمن يسر علي الناس في الدنيا يسر الله عليه يوم القيامة, والجزاء من جنس العمل. من علماء وزارة الأوقاف