طلب أحمد الشهير بلقب الهشة من أسرته بعد حصوله علي الدبلوم الفني أن يستكمل دراسته في المعاهد العليا لرغبته في تحسين وضعه العلمي والاجتماعي وحمل حقيبته من محل إقامته في شمال سيناء واتجه للإسماعيلية قبل نحو عامين تصاحبه دعوات والدته. لكن الهشة سار عكس الاتجاه الذي ربما كان يرغبه أو تشجعه عليه أسرته, إذ راح يرتمي في أحضان تجار المخدرات وأقنعهم بقدرته علي جلب البودرة من محل إقامته بواسطة تهريب الكميات المختلفة من هذا المخدر عبر الضفة الشرقية في اتجاه الغربية لقناة السويس ورحبوا به واقتنعوا بفكره ووفروا له السيولة المادية اللازمة للتعامل بها وفي غضون فترة ليست بالقصيرة ذاع صيته وأصبح من مروجي الهيروين الكبار وانتفخت جيوبه بالمال الحرام وحاول إقناع عائلته أن سبب ثرائه يعود لعمله في مجال سمسرة الأwراضي بجانب تحصيله لدروسه إلا أن أمه راودها الشك. تحدثت والدته بما يدور في قلبها وعقلها من قلق علي مستقبله أخبرها أنه حريص علي سمعة أسرته وطمأنها أنه يعيش بعيدا عنها ملتزما وينفذ النصائح التي أسدتها إليه علي خلاف الواقع من اتساع دائرة تعاملاته وإقبال الزبائن عليه من أماكن متفرقة للحصول علي احتياجاتهم اللازمة من البودرة ولم يضع الهشة في حيز اعتباره أن يكون هدفا سهلا في قبضة الأجهزة الأمنية وصل عمله غير المشروع لجمع مزيد من المال الذي يصرفه علي ملذاته الشخصية وشراء السيارات الحديثة للظهور أمام المقربين إليه في حالة اجتماعية ميسورة الحال. ونظرا لخطورته الشديدة بعد أن تعددت الشكاوي ضده وضعه رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء تحت الرقابة ورصدوا تحركاته والأشخاص الذين يتعامل معهم وتمكنوا من ضبطه متلبسا وبحوزته كميات كبيرة من الهيروين الخام المعد للبيع وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء أحمد عمر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع وكيليه اللواءين أحمد عبد الكريم ومحمد ثروت في حضور اللواء حسن عبد الرسول مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن الهشة وأمثاله. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد سلامة رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ووكيليه العقيد عصام جبر والعقيد مفيد فوزي والرائدين إسلام حافظ وعلي عبد النبي والنقيب أحمد المحمدي مفتشي المنطقة ودلت تحرياتهم أحمد الشهير بلقب الهشة21 سنة طالب نزح من محل إقامته بالشيخ زويد بحجة الدراسة في أحد المعاهد العليا للسياحة بالإسماعيلية واتخذ من ورائه ستارا لممارسة نشاط الاتجار في الهيروين الخام الذي يستقدمه من شمال سيناء بأساليبه وطرقه الخاصة عن طريق التهريب بواسطة المجري الملاحي لقناة السويس. وأضافت التحريات أن المتهم بالرغم من صغر سنه إلا أن علاقاته متشعبة مع كبار تجار الكيف وعقد مع العديد منهم صفقات كبيرة لتدبير البودرة لهم بسعر الجملة ولم يقصر في أداء عمله الشيطان الذي جمع من ورائه أموالا طائلة وضع البعض منها في البنوك والآخر للصرف علي حياته الشخصية وأشارت التحريات إلي أن الهشة يجلس دائما علي إحدي الكافيتريات بطريق القاهرة الصحراوي لكي يلتقي زبائنه ويسلمهم بضاعتهم ويحصل علي ثمنها نقدا سواء بالعملة المحلية أو الأجنبية ويترك مكانه بعد أداء مهمته علي أكمل وجه. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء أكمنة ثابتة ومتحركة علي مقربة الوكر الذي يبيع داخله البودرة واتفقوا معه علي توفير حصة من الهيروين بدعوة ترويجها وسال لعابه عندما قاموا بإخراج الأموال من حقيبة وجدت بحوزتهم وعند التسليم والتسلم كشفوا عن هويتهم وألقوا القبض علي الهشة واصطحبوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وهو في ذهول شديد وحسرة وندم علي ضياع مستقبله الدراسي وعدم الالتزام بنصائح والدته البعد عن طريق الحرام وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته ل500 جرام من جوهر الهيروين داخل قوالب أسطوانية الشكل بقصد الاتجار فيها وبعرضه علي كمال الشناوي رئيس نيابة أبو صوير أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.