بالصور.. حملات مكبرة بحي العجوزة لرفع الإشغالات وتحقيق الانضباط بالشارع العام    خلافات النسب تنتهي بالقتل في الوراق.. النيابة تأمر بتشريح الجثة وحبس المتهم    «الجارديان»: من المرجح أن تقود مصر «قوة الاستقرار» في غزة واستبعاد تركيا    مصرع شخص وإصابة 5 آخرين إثر حادث تصادم سيارتين فى إمبابة    لتفادي النوبات القلبية.. علامات الذبحة الصدرية المبكرة    الصحة: مصرع شخصين وإصابة 41 آخرين في حادث مروري على طريق (القاهرة - السويس)    الحزن يسيطر على محمد صلاح بعد خسارة ليفربول الرابعة في البريميرليج.. صور    ترامب: أراقب إعادة حماس لجثث الرهائن خلال 48 ساعة    مدرب إيجل نوار: الأهلي كان قويا رغم الطرد    وزير الرياضة: سنساعد الزمالك وفقا للوائح والقوانين.. وقد نمنحه قطعة بديلة لأرض أكتوبر    انتخابات الأهلي – الغزاوي: التنمية والاستثمار هما هدف المرحلة المقبلة للمجلس    محمد عبد الجليل: يانيك فيريرا أقل من تدريب الزمالك.. وأنا أفضل من زيزو بمراحل    أشرف صبحي: هدفنا الوصول لنهائي كأس أمم إفريقيا    وزيرة التضامن تتابع إجراءات تسليم الأطفال لأسر بديلة كافلة    استعدادات مكثفة لافتتاح «المتحف المصرى الكبير».. والحكومة: السبت المقبل إجازة رسمية    هيئة سلامة الغذاء تُكرّم 10 مصانع لدخولها القائمة البيضاء لتصدير التمور    الصحة: نقل مصابي حادث طريق "القاهرة - السويس" إلى مستشفيات بدر الجامعي والشروق    مصرع شاب وإصابة شقيقه فى حادث تصادم سيارة نقل بدارجة نارية بالمنوفية    مصرع شخص في حريق شقة سكنية بالعياط    تعرف على برجك اليوم 2025/10/26.. «الأسد»: لا تشتت نفسك بالانتقادات.. و«الجوزاء»: تحقق نتائج إيجابية بالصبر    بعد الظهور في حفل "وطن السلام"، محمد سلام يعلن عن مسلسله الجديد    الانتخابات.. تحية للأغلبية وكشفٌ لواقع المعارضة    خليل الحية: سنسلم إدارة غزة بما فيها الأمن.. وتوافقنا مع فتح على قوات أممية لمراقبة الهدنة    غادة عبد الرحيم تدعو وزارة التعليم لتبني حقيبة "سوبر مامي" لدعم أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه    أكثروا من الألياف.. نصائح فعالة لعلاج شراهة تناول الطعام    السر في فيتامين B12.. أبرز أسباب الإرهاق المستمر والخمول    معاينة حادث طريق السويس: تهشم كامل ل10 سيارات و«تريلا» السبب.. وضبط السائق المتورط    مفاجأة.. اعتذار الدكتور محمد ربيع ناصر مالك جامعة الدلتا عن الترشح بالقائمة الوطنية ممثلًا عن حزب الجبهة بالدقهلية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم بعطلة الصاغة الأحد 26 أكتوبر 2025    عشاء رومانسى يجمع على الحجار وزوجته.. صورة    أحمد الجنايني يغازل زوجته منة شلبي: بالنسبة للعالم نجمة.. وبالنسبة لي كل شيء (صور)    عليك الموازنة بين الحزم والمرونة.. حظ برج العقرب اليوم 26 أكتوبر    بنغازي تتلألأ بانطلاق المهرجان الثقافي الدولي للفنون والإبداع تحت شعار "من بنغازي... الإبداع يوحدنا والإعمار يجمعنا"    أسعار الموز (بلدي و مستود) والتفاح بالأسواق اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    صلاح يسجل أمام برينتفورد وليفربول يخسر للمرة الرابعة تواليا في الدوري الإنجليزي    عضو إدارة بتروجت يكشف كواليس انتقال حامد حمدان للزمالك    محمد الغزاوى: أخدم الأهلى فى جميع المناصب ونمتلك أقوى لاعبى اسكواش بأفريقيا    «الداخلية» تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة على سائق أجرة بمدينة نصر    الطفل آدم وهدان: فخور بوقوفى أمام الرئيس ومحمد سلام شخص متواضع    ترامب يؤكد استعداده لخفض الرسوم الجمركية على البرازيل فى ظل الظروف المناسبة    الهلال الأحمر الفلسطينى: أكثر من 15 ألف حالة مرضية بحاجة للعلاج خارج قطاع غزة    رئيس جامعة المنيا يشارك الاحتفالية العالمية «مصر وطن السلام» بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية    ترامب: لن ألتقي بوتين ما لم أتأكد من وجود اتفاق بشأن أوكرانيا    عمرو أديب: مُهمة التدخل للبحث عن جثث الرهائن فى غزة تظهر قوة مصر وحكمتها    بالصور.. محافظ الجيزة يشارك في افتتاح معرض الوادي الجديد الزراعي الثاني    يوسف زيدان: قصة أبرهة الحبشي غير دقيقة.. واستخدام الفيل لهدم الكعبة تصور غير عملي    الأزهر للفتوى: الاعتداء على كبير السن قولًا أو فعلًا جريمة فى ميزان الدين والقيم    امتحانات أكتوبر.. تعليم القاهرة تشدد على الالتزام بالنماذج الامتحانية المعدة من قِبل الموجهين    خالد الجندي: لو تدبرنا إعجاز القرآن لانشغلنا بالخير عن الخلاف    6 صور ترصد تفاصيل حفل وطن السلام بحضور الرئيس السيسي    غدا..مؤتمر جماهيري للجبهة الوطنية بالبحيرة دعمًا لشعراوي وعماد الدين حسين في انتخابات النواب    جلسة خاصة بمؤتمر الإيمان والنظام تسلط الضوء على رجاء وثبات المسيحيين في الشرق الأوسط    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    الصناعة: طرح 1128 قطعة أرض صناعية مرفقة بمساحة 6.2 مليون متر    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    مصر توقع على إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة السيبرانية    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    اليوم.. جورج إلومبي يتسلم رئاسة «افريكسم بنك» رسميا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد أن الضحك أصبح سلعة نادرة
هاني رمزي: قسطي بيوجعني يكشف جشع التجار
نشر في الأهرام المسائي يوم 23 - 10 - 2016

يعتبر الفنان هاني رمزي واحدا من النجوم المهمومين بقضايا البلد طوال الوقت ومناقشتها في أعماله الفنية, في محاولة لإصلاح الأوضاع الخاطئة بالفن,
ومؤخرا بدأ تصوير عمل سينمائي جديد يحمل اسم' قسطي بيوجعني' يكشف من خلاله لجوء الفقير والغني للأقساط كل منهما بطريقته الخاصة والمنتج الذي يتلاءم مع طبيعة وضعه الأجتماعي, كما يسلط الضوء علي جشع التجار وطمعهم, هاني تطرق في حواره مع' الأهرام المسائي' للعديد من القضايا التي تعاني منها مصر في الفترة الحالية في هذه السطور:
ما هو دورك في فيلمك الجديد قسطي بيوجعني؟
أجسد دور' محصل أقساط' وهذه أول مرة أقدم هذه الشخصية علي شاشة السينما حيث يتعرض المحصل للعديد من المشاكل خلال عمله بسبب تعثر الناس في دفع هذه الأقساط أو التهرب منه, والحقيقة أنه من خلال هذا العمل نتعرض لكل شرائح المجتمع سواء الفقير أو الثري والموظف البسيط أو أصحاب المناصب العليا وهو فيلم جديد ولم تطرح فكرته من قبل يدور في إطار كوميدي إضافة إلي بعض الخطوط الإنسانية التي تحمل العديد من المعاني والرسائل خاصة في الوقت الحالي الذي كثر فيه لجوء البعض إلي فكرة الأقساط بسبب الظروف الاقتصادية التي أصبحت صعبة, لدرجة أنه نادرا عندما يشتري شخص مستلزماته فوري.
ذكرت طبقة الأثرياء في نظام الأقساط.. أليس غريبا أن يلجأ للأقساط مثل الفقير؟
لا أريد حرق أحداث الفيلم ولكن سنري كيف سيكون قسط الفقير وقسط الثري وميول كل شخص فيهما وماذا يشتروا, ففي النهاية كلها أقساط ولكن نوع المشتريات مختلفة ومنهم من يستطيع سداد القسط ومنهم من يتعثر, كما سنجد خلال الفيلم أن هناك نوعية من الأقساط نتيجة الرفاهية الزائدة وأخري نتيجة احتياج شديد والفرق واضح هنا كما نتعرض أيضا لمنطقة الغارمات التي كانت تتمني تجهيز ابنتها بالقسط ولكن لم تستطيع علي استكماله وبالتالي تكون نهايتها السجن فأوله قسط وأخره سجن وكل هذا سنشاهده من خلال شرائح المجتمع المختلفة.
لماذا اخترت الشكل الكوميدي لإيصال قضية مهمة مثل هذه؟
الفيلم من الألف إلي الياء كوميدي لكن القضية كبيرة فعلا ولا تخص الشعب المصري فقط وإنما تخص كل شعوب العالم ولكننا نلمسها كثيرا في هذه الفترة لأن الحالة الاقتصادية صعبة علي الجميع.
ولكن ألم يكن من الضروري إبراز جشع التجار واستغلالهم الوضع الاقتصادي؟
هذا حقيقي وموجود حيث سنري جشع التجار وانعدام الرحمة في هذه المنطقة لان التاجر يهتم بالمكسب فقط, ونبرز أيضا مدي استفادته من الأقساط, وهنا نشاهد أن محصل الأقساط بات في نظر الناس مثل القضاء المستعجل لأنه يطالبهم كل شهر بالأقساط وبالتالي يتهربون منه دائما كل هذا كان من المهم طرحه في إطار كوميدي خفيف وكل المعاني في العمل سوف يستوعبها المشاهد بشكل غير مباشر وهذا ما يميز العمل.
كيف استحضرت نيو لوك الشخصية؟
اخترت نيو لوك مختلف لشخصية المحصل حيث سيكون بشارب قصير وشعر مجعد ووجدتها فرصة أن أقدم شخصية جديدة لأنها قليلة في السينما وأنا من الفنانين الذي يبحث عن الشخصيات صاحبة' الكاركتر' المختلف ويوجد أفلام تعتمد علي الكاركتر وهذا ما يتضح في أعمالي السابقة مثل' أبو العربي',' غبي منه فيه',' توم وجيمي' و'محامي خلع' وهنا الكاركتر جديد ومختلف وسوف يلمس المشاهد ويؤثر أيضا عليه لان هذه القضية تهم كل فئات المجتمع.
هل حرصك علي اختيار' الكاركتر' أو الشخصية لإيصال الرسالة للمشاهد بطريقة أفضل؟
لا بالطبع لأن الرسالة ستصل في كل الأحوال من خلال أحداث الفيلم والشخصية تكون مجهود كبير علي الفنان لأنه يريد توصيلها للجمهور ليشعر بها, وبالشخصية نجد هذا الرجل يعاني لأنه مخلص في عمله ومجتهد ويعرف كيفية تحصيل الأقساط في وقتها وبالتالي نجده مكروه من كل الناس ولكن بداخله العديد من المعاني الإنسانية ومشاعر وأحاسيس مرهفة كما نجده يواجه العديد من الصراعات.
هل تري أن كثرة الأفلام الكوميدية بالسينما أفضل من التراجيدي؟
ليست الأفضل ولكن الأشد احتياجا فكلما نواجه ضغوط ونعاني منها نبحث عن أعمال ترفع من معنوياتنا فالضحك بصفة عامة أصبح سلعة نادرة في هذا الزمن خاصة أننا أصبحنا نعاني من الضغوط السياسية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية نتيجة عدم وجود استقرار وهذا ليس في مصر فقط ولكن بالعالم العربي كله.
ما أسباب عدم استقرار الشعوب؟
بسبب الظروف العامة التي تم وضعنا فيها خاصة مصر فهي اليوم تحارب من الداخل والخارج وكل هذا يؤثر علي جميع المناطق فالناس تغيرت وجشع التجار والطمع جعل الناس تقوم ب'تكنيز' أموالها, هذا إلي جانب أزمات الزيت والسكر والدولار فمصر من البلاد التي وضع الله فيها كل الخيرات فهي بالفعل أرض مباركة وخصبة وأفضل طقس وتتميز بأجمل الشواطئ ونمتلك بترول وغاز ومعادن ودهب وبالتالي نجد أن المشكلة ليست في البلد ولكن فينا.
لماذا تكمن المشكلة فينا؟
الانتماء والحب والضمير ثلاث صفات بدأنا نفقدهم مع مرور الزمن فنحن لو بالفعل منتمين لهذه البلد سنجعلها أفضل بلد في العالم ولو بالفعل نحب بعضنا البعض ونتمني الخير لبعضنا سنصبح قوة خارقة ولن يقدر علينا أحد أما الضمير يكمن في أن كل شخص ينجز عمله بأمانة ويراعي ربنا هنا لن نعاني فالناس ما زالت تمتاز بالطمع والنظر للغير ولم يعجبهم أي شيء وبالتالي أصبحنا ساخطين علي الوضع أكثر من البحث عن حلول.
ولماذا لا تكون الظروف المحيطة هي ما أدت إلي ذلك؟
بالفعل معك حق ولكن بدلا من أن نساعد بعضنا أصبحنا نكثر منها.
ما الأسباب التي أدت إلي عدم الانتماء؟
يعود إلي العديد من الأسباب وأهمها أن كل فرد بات يفكر في مصلحته الشخصية فقط وهذا ليس عيب ولكن عليه أيضا أن يفكر في مصلحة البلد بأكملها فإذا عاش الفرد لنفسه فقط سنواجه خطر شديد وسنفقد انتمائنا للبلد وهنا السؤال يطرح نفسه أين مصلحة البلد؟ وهل سنقف بجانبها أم لا؟.
ما هو دور الفانيين في هذه الأزمة؟
دورنا كفانيين وإعلاميين لفت النظر لهذه النقاط لأننا نملك قوة عامة ولنا تأثير كبير والقوة الناعمة الغير مباشرة لأننا نقدم رسائلنا من خلال البرامج والأعمال التلفزيونية والسينمائية فقديما وقت النكسة كان فنانين مصر العظماء مثل أم كلثوم التي تقيم العديد من الحفلات لتجلب إيرادات وتساعد بها الجيش, وهكذا محمد عبد الوهاب كان يشارك بأغانيه الوطنية وعبد الحليم حافظ وأغنياته الحماسية للثورة ولذلك يجب علينا أن نساهم مثلهم من خلال أي عمل فني يتم تقديمه حتي إن كانت لوحة تشكيلية أو قطعة موسيقية ستحرك بداخلنا كثير من المعاني تجعلنا نضع أيدينا علي النقاط التي تجعلنا نفكر في بلدنا لان بالفعل لو حدث لها مكروه سنعاني جميعنا دون تفرقة وسنندم علي الأيام الماضية وللعلم نحن كفانين أيضا يتم محاربتنا في توزيع أعمالنا.
هل معني ذلك أن الفنانين جزء من الحرب التي تتعرض لها مصر؟
هي ليست حرب بمعناها المتعارف عليه فهناك من يهدفون لانخفاض مستوي كل مجالات البلد كالثقافة والفن والعلم والهندسة والطب وآخرون يوافقون علي بعض الأعمال الفنية لمرورهم بأزمة اقتصادية, وللعلم لا توجد بلد الآن مستقرة فالكل مهدد مثل السعودية والخليج هذا بخلاف سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان فاليوم كل بلد تريد التوفير من ميزانية الدولة للغد, ففي الماضي ميزانية وزارة الثقافة كانت من أكبر الميزانيات واليوم أصبحت من أقلها وبالتالي كيف نطالب بإقامة مهرجانات علي أعلي مستوي دون ميزانية؟ ولذلك فإن الحالة العامة تؤثر علينا جميعا.
ما رأيك فيمن يوجهون أصابع الاتهام إلي الإعلام وأنه السبب في حالة الانقسام؟
نحن للأسف أصبحنا نخون ونوجه الاتهامات لبعضنا البعض بشكل كبير فمن يعترض نعتبره إخوان ومن يشكو نعتبره عديم الانتماء ومن يعبر عن مرضه لا يجوز وجوده وهذا خطأ فما المشكلة من وجود إعلاميين معارضين يلفتوا النظر للسلبيات فانا أراها لا تشكل أزمة علي الإطلاق, ولكن الأزمة الحقيقية هو أنه من الممكن أن تسبب المعارضة حالة إحباط أو هبوط للروح المعنوية للشعب وهنا يكون الفرق بين أساليب المعارضة فيجب أن تكون بأسباب ويجب علاجها مع تشجيع الايجابيات أيضا وكل هذا سيتم مع الحفاظ للروح المعنوية للناس لان الإعلام في الفترة الأخيرة منقسم وتسبب في إحباط الناس ولذلك لابد من عرض المشكلة وطرح الأمل ففي أي مشكلة لابد من استجواب الوزير لمعرفة أسباب المشاكل في الوزارات وحلها.
ولكن الا توجد أي مسئولية علي بعض المسئولين؟
هناك خلل في منظومة الإعلام أدي بالمشاهدين إلي عدم فهم شيء أو تصديق أي أحلام وعود من المسئولين وكل مسئول برأي سواء معارض أو مؤيد وهو ما سبب إحباط ويظهر مصر أمام العالم بصورة سلبية بالرغم من أننا نمتلك كل الخيرات فلو الإعلامي راعي ضميره سيطرح المشكلة دون أن يعكس صورة سلبية حتي أيضا في أفلامنا لابد من تجميل الواقع.
ولكن بعض المخرجين يرون أن عليهم تقديم الواقع دون تجميل؟
هذا خطأ وأنا دوري كفنان هو تعود الناس علي سلوك محدد للكلام وإذا كان هناك شخصية تقوم بالسب فلا يجوز أن يكون البطل الذي يقوم بذلك حتي لا يكون مثل يحتذي به فمثلا هناك نوعية من الأفلام تظهر أن الذي ضد القانون والشرطة هو بطل شعبي وهذا خطأ فبدلا من التوعية باحترام القانون نظهر عكسه وهناك أفعال كثيرة تحتاج إلي تصحيح ولو كل فرد بدأ بنفسه سنسير علي الطريق الصحيح وليس شرط أن يكون ذلك بتوجيه من الحكومة ولا أقصد من وراء ذلك أن حكومتنا ملائكية لأن الأزمات التي نعاني منها ترجع إلي عدم الإدارة الصحيحة لها ولكن في نفس الوقت ليس معني ذلك تشويه صورة بلدنا.
هل تري أن للعملية التعليمية بمصر دور في الإصلاح؟
نعم فلابد من تعديل المناهج ونري الدول المتقدمة كيف تكون دراستهم وما هي المناهج الخاصة بهم ويتم تدريسها عندنا حتي نرتقي بعقول أولادنا خاصة أن اليوم يوجد العديد من النقاط العقيمة التي مازال يتم تدريسها بالمدارس مثل الشعر الجاهلي فماذا سأستفيد منه؟ ولماذا لم يتم تعليم الشعر العادي والفصحي والإعراب وأيضا الكتب التاريخية من أيام ثورة25 كان فيها أسباب سقوط الملك وانه فاسد ويساعد الانجليز ويعشق النساء ولكن بعد مرور كل هذا الزمن نكتشف أن الملك كان أفضل من ذلك وبالتالي هناك أمور خاطئة في المناهج لابد من تصحيحها, هذا إلي جانب ما يتم حذفه من دروس علي حسب الحاكم, بالإضافة إلي أسلوب المذاكرة والدروس الخصوصية.
نعود للفن ما هي مشاكله في الوقت الحالي؟
أعتقد أنه نتيجة الضغوط وتدهور الحالة الاقتصادية أصبحنا غير قادرين علي إنتاج أفلام عالمية لأننا في النهاية لنا سقف في الإيرادات لا يجوز تجاوزها ومشاكل التوزيع أيضا تؤثر علي الفن والموضوعات والسيناريوهات.
هل تري أن الأعمال الفنية تعاني من تراجع في السيناريوهات؟
في رأيي أنه فيما يخص منطقة الكوميديا السيناريوهات قليلة فمثلا في المسلسلات الرمضانية هناك عمل أو اثنين كوميديا رغم أننا في أشد الحاجة للضحك وصناع الأعمال الفنية بشكل عام لو أدركوا أهمية الضحك سيهتمون أكثر بالأعمال الكوميدية فالضحك قادر علي شفاء العديد من الأمراض كما يعطي طاقة للإنسان, أما كثرة التراجيدي سينتج مآسي وهو ما يؤثر علينا فالكوميديا زادت في السينما والمسرح.
علي ذكر المسرح ما رأيك في فكرة' مسرح مصر'؟
'مسرح مصر' يرسم الابتسامة علي وجه الجمهور وليس جديدا كما تردد فهذا مسرح التلفزيون ومتواجد منذ الستينيات من خلال مسرح الجيب الذي كان يجمع كل نجوم مصر مثل فؤاد المهندس فكانوا يقدمون مسرحية وتعرض في التلفزيون ولكنها كانت طويلة, أما اليوم مع الإيقاع السريع للحياة الجمهور أصبح يفضل مشاهدة جرعة بسيطة, ولكن في النهاية المسرح التلفزيوني ليس جديدا ولكنه اختفي وعاد مرة أخري لأنه نجح بسبب جرعته الخفيفة والبسيطة خاصة بعد غلق مسارح الدولة نتيجة الثورة.
هل تري انه من المفترض أن تكون مسارح الدولة مدعمة من ناحية الأجور والتذاكر؟
بالطبع ولكنها تفتقد تواجد النجوم الكبار فنادرا ما نجد نجما مثل يحيي الفخراني وأحمد بدير فالنجوم يحتاجون لمسرح القطاع الخاص لارتفاع الأجور والدعاية الأفضل أما مسرح الدولة يكون مدعم والتذكرة تكلفتها بسيطة ولكن لو اتجه النجوم له سيحدث انتعاش للمسرح المصري كما أننا منذ زمن نتجنب البيروقراطية الموجودة في الحكومة فمسرح الدولة كله موظفين تحصل علي راتب علي عكس القطاع الخاص رأسمالي أكثر علي حسب جودة العمل.
ولكن نفس الأمر يحدث في المهرجانات المحلية حيث تعاني من قلة النجوم؟
فكرة عدم حضور النجوم المهرجانات يعود إلي التنظيم ولا اعتقد أن هناك نجم تتاح له الظروف والوقت ويرفض حضور مهرجان بلده فظهوره هام ولكن من الممكن أن يكون مسافر أو مريض أو عنده تصوير فهنا لديه عذر خاصة إذا وجهت له الدعوة, ومسألة التنظيم والاحتفاء بالنجوم مهم فليس عيبا أن يجد مكانه محجوزا ويكون في استقباله احد ويتم تنظيم الحوارات الصحفية واللقاءات التلفزيونية ولكن عندما يجد' بهدلة ومرمطة' فلن يحضر ثانية, وفي المهرجانات الدولية حينما يتم دعوة نجوم من مصر' لازم يتشالوا علي كفوف الراحة' سواء في الانتقالات والإقامة والندوات واحتفاء المهرجان في الافتتاح والختام حتي يعود بصورة جيدة مما يشجع الناس علي الحضور.
ما رأيك في فرض الرقابة علي الأعمال الفنية؟
الرقابة أصبحت تخشي السياسة والقضايا القومية لكن تترك أشياء تافهة من الممكن أن تتسبب في ضياع عقول وتعرض دون مشاكل ولذلك لابد من النظر في منظومة الرقابة بأكملها وإعداد قوانين جديدة لتحديد ما الذي يستلزم المنع وما الذي يتاح مع الحفاظ علي أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.
ما رأيك في التصنيف العمري الذي فرضته الرقابة علي المسلسلات هذا العام؟
هذا مهم للغاية ونحن كفانين نطالب بمشاهدة الأعمال علي حسب العمر لأنه يوجد العديد من المشاهد لا يجوز عرضها أمام أطفال وأيضا فرضت في البرامج.
لماذا ابتعدت عن الدراما التلفزيونية في الفترة الأخيرة؟
اشتاق إليها كثيرا ولكن انتظر العمل المناسب فإذا اختارت الدراما لن أقدم برنامج المقالب والعكس لأنني لن اقدر علي منافسة نفسي مرتين في ذات الوقت.
كثرة برامج المقالب افقدها المصداقية ما رأيك في ذلك؟
بالفعل الجمهور يتساءل هل هذه البرامج حقيقية أم لا ففي برنامج' هاني في الأدغال' الناس كانت تتساءل هل الأسد حقيقي أم لا وهل كان الضيف يعرف ام لا فلا يوجد شخص عاقل يوافق علي استضافته في برنامج به أسد وثعبان مقابل الأموال هل سيوافق وفي ضيوف تشك أن هذا المقلب فمثلا عزت أبو عوف وقت التصوير شعر انه مقلب وقال' لو ده مقلب هرفع عليكم قضية' واعتقد انه من مقالب رامز وهذا ليس حقيقي لكن هذا دليل علي المصداقية فنحن لم نعرض أبو عوف لخطر ولم يأت إلا بعدما تأكدنا من تحسن صحته عندما قابلته في لبنان لأنه صعب أعرف أنه مريض واعرضه لخطر فهنا أكون قاتل واستغليت البرنامج ليعرف الناس انه أصبح متعافي وصحته جيدة لان البرنامج فيه خطر وهذا أخطرهم لانني أتعامل مع حيوانات ذو طبيعة مختلفة عن البني ادمين.
هل من الممكن تكرر التجربة ثانيا؟
إذا وجدت فكرة جديدة وليست مستهلكة لان أفكار المقالب كلها تم تنفيذها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.