اعتاد مزارعو الدقهلية استغلال العطلات الرسمية و الإجازات ليقوموا بالتخلص من قش الأرز بحرقه بالأراضي الزراعية الأمر الذي يسفر عن انتشار السحابة السوداء علاوة علي إصابة الأهالي بالأمراض الصدرية وحساسية بالعين وذلك علي الرغم من الحملات المشددة التي تقوم بها مديريتي الزراعة و البيئة بالدقهلية والتي تم من خلالها تحرير أكثر من600 محضر للمخالفين. يقول الدكتور عبد الله منصور أستاذ بمركز البحوث القومي إن حرق القش يمثل خسارة للفلاح تصل إلي300 جنيه للطن الواحد, مشيرا إلي ان مايقوم به الفلاح هو نوع من( الاستسهال والتراخي). وأضاف أنه من المفترض ان هناك أماكن بالدقهلية لتجميع القش, فضلا عن وجود معدات تدوير قش الأرز, ويقتصر دور الفلاحين علي توريد القش لتلك المناطق. وطالب منصور بضرورة قيام الشركات بالذهاب للفلاح في أرضه لتجميع القش بعد إبلاغ الفلاح للشركة, لافتا إلي أن سبب تفاقم ظاهرة السحابة السوداء يرجع إلي بعد أماكن التجمع ببعض القري, قائلا: الفلاح مش هيروح ينقل القش بتاعه ويدفع400 جنيه فيحرقه علشان يوفر. ويقول رضا الليثي مزارع بعزبة57 بحفير شهاب الدين التابعة لمركز بلقاس ان الفلاح مهمل منذ عدة سنوات في مصر و الفلاح بيحرق القش وهو مضطر لعدم وجود بديل عن الحرق. وتشير الدكتورة أماني المهدي بكلية الزراعة إلي أن توعية الفلاح هي الأمر الذي يجب ان نركز عليه من خلال المرشدين و المرشدات الريفيات والمساجد والكنائس مع مراعاة توزيع نقاط تجميع القش. مع تطبيق العقوبة الرادعة, لافتة إلي ان وزارتي البيئة والزراعة, وفرتا عددا من أماكن تجميع وتدوير قش الأرز لتفادي حرقه وما ينقصها توفير المعدات بجميع القري التي تقوم بزراعة الأرز فكل فلاح كل ما يعنيه هو تجهيز الأرض للموسم الزراعي المقبل ولا يوجد بديل لديه عن الحرق. فيما اقترح نسيم البلاسي نقيب الفلاحين بالدقهلية توفير نقاط التجميع بكل جمعية زراعية, بالإضافة إلي توفير معدة لكل1000 فدان, لضمان توزيع معدات إعادة تدوير القش بجميع نقاط زراعة الأرز. مشيرا إلي ان الفلاح يخسر في زراعته ومديون ولا يوجد معه ما ينقل به القش لفرمه وكبسه فالقليل من القش يستخدم في تعريش الحظائر وإشعال الأفران البلدية خاصة مع اقتراب فصل الشتاء و لكن ما زالت الكميات المتبقية أكثر من اللازم فنضطر لحرقه. من جانبه أكد حسام الدين إمام محافظ الدقهلية ان قيام مديرية البيئة بالدقهلية بحملة لضبط المخالفين من المزارعين بالتعاون مع شرطة المسطحات والبيئة, حيث تم تحرير31 محضر حرق مخلفات زراعية, ليبلغ إجمالي عدد المحاضر حتي الآن846 محضرا, مشيرا إلي انه تم تجهيز فريق ميداني لمتابعة جمع وكبس قش الأرز. وأوضح المحافظ أنه تم شراء أدوات وأجهزة جديدة لجمع وكبس القش تزامنا مع بدء موسم حصاد الأرز, مشددا علي أن الحكومة تعطي هذا الأمر اهتماما كبيرا لمنع حدوث أي تلوث. فيما عقد المهندس محمد المنسي, وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية اجتماعا بعدد من رؤساء أقسام إدارة الإرشاد الزراعي لمتابعة موسم قش الأرز, ووجه المنسي, بتحديد الاحتياجات اللازمة من التقاوي لكل مركز وتوفيرها للفلاح في الوقت المناسب, مشيرا إلي ضرورة استمرار العمل حتي الثانية عشر ليلا لعدم ظهور السحابة السوداء ومجابهة أي حرق للقش, مع التشديد علي ضرورة الإبلاغ عن أي مشكلة فورا للحل السريع والجذري وسرعة إنجاز الأعمال.