يستخدم تنظيم( داعش) الارهابي عائدات النفط الضخمة والضرائب لجذب مقاتلين جدد من العاطلين عن العمل خاصة مع ارتفاع معدلات البطالة في الشرق الاوسط في أعقاب ما يسمي الربيع العربي وموجة الفوضي التي اجتاحت المنطقة وجعلت فرص العمل محدودة. يعتمد تنظيم( داعش) في تجنيد الجيل الجديد من الارهابيين علي من يعانون نقص التعليم والملل من صعوبة الحصول علي فرصة عمل ومن ثم يمكن استدراجهم بسهولة. يبلغ مرتب الجهادي الواحد وفقا لصحيفة( كريستيان ساينس مونيتور) الامريكية نحو250 دولارا شهريا لاسرة مكونة من5 أفراد ليصبح الاستقرار المالي عاملا حاسما لضم مقاتلين جدد. ونقلت الصحيفة عن حسن أبو هنية الخبير الاردني في الحركات الجهادية قوله إن داعش تبحث عن الجهاديين في مخيمات اللاجئين المهمشة اقتصاديا مستفيدة من حالة اليأس التي يعاني منها اللاجئون لضمهم الي شباكها. وذكر هنية أن دولا مثل سورياوتونسوالاردن تواجه أقصي التحديات الاقتصادية, ومن ثم قد تصبح مرتعا خصبا للتجنيد من جانب داعش. وكشفت الصحيفة عن أن هناك7 آلاف تونسي مجندين في صفوف داعش وهم أكثر جنسية مجندة لدي التنظيم الارهابي تليها الاردن في المرتبة الثانية بنحو3 آلاف جهادي. وهناك30% من التونسيين في صفوف داعش حاصلون علي شهادات جامعية, لكنهم يعانون البطالة وهم من الاحياء الفقيرة خارج تونس العاصمة. وفي صفوف داعش والقاعدة تكون المكافأة المالية أمرا أساسيا مع بدء تدريب الجهاديين لضمان ولائهم لتلك التنظيمات الجهادية. وذكرت الصحيفة أن هناك مخيما علي الحدود مع ليبيا يوفر للشباب3 آلاف دولار للتدريب في صفوف داعش لمدة ثلاثة أشهر. وقدرت الموارد المالية لداعش من قبل وزارة الخزانة الامريكية بنحو مليار دولار عام2015 وتجفيفها كان هدفا أساسيا للتحالف الذي تقوده أمريكا في العراقوسوريا ونتيجة لذلك انخفضت موارد داعش من عائدات النفط من50 مليون دولار شهريا عام2015 لتصل الي20 مليون دولار شهريا اليوم. وتشير التقارير الصادرة عن المرصد السوري لحقوق الانسان إلي أن داعش خفض رواتب مقاتليه بنسبة50% العام الحالي الا أن خزائن داعش مازالت ضخمة بما فيه الكفاية لضم مقاتلين جدد. وذكر مكتب وزارة الخزانة الامريكية لشئون الارهاب والاستخبارات المالية أنه بينما فقد التنظيم الكثير من عائدات النفط بسبب خسارته للكثير من الاراضي في سورياوالعراق لاتزال لديه عائدات ضرائب تصل الي360 مليون دولار سنويا. ويؤكد الخبراء أنه لتقليل عائدات داعش من الضرائب يجب أن تخسر المزيد من الاراضي في سورياوالعراق. من جانبها ذكرت صحيفة( واشنطن بوست) أن الالاف من المقاتلين الاجانب من الرجال والنساء من جميع أنحاء العالم انضموا الي صفوف داعش في سورياوالعراق. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر المخابرات الامريكية أن المجندين الاجانب الذين يعبرون الحدود التركية السورية كل شهر بلغ عددهم2000 مقاتل. وقالت مصادر المخابرات إن داعش تسعي لتنفيذ المزيد من الهجمات الخارجية بعدما تم تضييق الخناق عليها في الداخل في سورياوالعراق. ونقلت الصحيفة عن مسئولين فرنسيين قولهم إن هناك ما يقرب من700 مواطن فرنسي يقاتلون في صفوف داعش في سورياوالعراق, وتمثل عودتهم الي فرنسا خطرا اضافيا علي أمنها القومي حيث تضررت فرنسا من الهجمات الارهابية خلال العامين الماضيين وهكذا الحال بالنسبة لدول اوروبية أخري مثل بلجيكا وألمانيا. وتشير الاحصاءات الي انه اعتبارا من ديسمبر الماضي انضم ما يصل الي31 ألف شخص من86 دولة علي الاقل الي داعش. وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي أن عدد الامريكيين الذين سافروا للقتال مع داعش انخفض من10 أشخاص شهريا خلال النصف الاول من عام2015 الي شخص واحد فقط شهريا الان. ووضعت الحكومة التركية40 ألف اسم في قائمة الممنوعين من دخولها بسبب ارتباطهم بداعش, وذلك بناء علي معلومات استخباراتية مقدمة من حكومات أجنبية, وذلك مقارنة بنحو5 آلاف اسم عام.2014