ثورة الشباب بدأت في الخامس والعشرين من يناير, وفي اليوم الرابع تحولت إلي ثورة شعبا أي في جمعة الغضب الثامن والعشرين من يناير, حيث التحقت كافة فئات الشعب بثورة الشباب وفي العاشر من فبراير اكتملت حلقات الثورة بإعلان المجلس الأعلي للقوات المسلحة. أنه في حالة انعقاد دائم حتي تتم الاستجابة لمطالب الثورة, ولم تكد تمر أربع وعشرون ساعة حتي وقعت الاستجابة الكبري, ورحل مبارك عن السلطة, وتولي المجلس الأعلي إدارة شئون البلد في الاتجاهات المعلنة التي حددتها مطالب الثورة الشعبية... هذا العناق والتكامل والتناسق بين الأمة والجيش, هو الذي أسقط الفساد والاستبداد, وهو الذي حمي الثورة من الإجهاض, وحمي مصر من الفوضي, وفتح الأبواب علي مصراعيها نحو تأسيس عهد من الحرية, نبني فيه دولة المؤسسات والقانون والدستور, نغرس فيه احترام حقوق الإنسان, ونتربي فيه علي تقبل الديمقراطية, ونتعود الذهاب إلي صناديق الانتخاب, ونتحلي فيه بروح التسامح بحيث نقبل عن طيب خاطر نتائج التصويت سواء جاءت في صالحنا أو في صالح الفريق المنافس أو الحزب المنافس... نحن جميعا يحدونا الأمل, ولكن في الوقت ذاته يخالطنا الشك, ونحمل في أعماقنا بعضا من رواسب الماضي القريب الذي لا يزال بعض شواهده علي قيد الحياة... للأسف, بدأنا بالتشكيك الديني واندلعت بوادر فتنة طائفية في أطفيح, ثم عادت للظهور مع الاستفتاء علي التعديلات الدستورية, ثم تناثرت أقاويل من هنا ومن هناك عن تأخير المحاكمات, ثم بدأ البعض يبذر بذور عدم الثقة بين الجميع, وأتوقع ألا تتوقف هذه المحاولات قريبا. لكن أثق في قدرتنا علي مواجهتها: أولا: بالثقة في الذات... ثانيا: الثقة المتبادلة بين الأمة والجيش, وهو الشعار الذي ترجم نفسه عمليا وهتفت به الأصوات والقلوب في ميدان التحرير... الثقة هي طريقنا إلي المستقبل. الشك هو هدف الثورة المضادة. الواثقون وحدهم هم بناة المستقبل.