يبدو أن تاريخ11 سبتمبر له أبعاد أخري بخلاف الحادث الإرهابي الأكبر الذي وقع في الولاياتالمتحدة في2001, حيث يذكر الباحث الأثري علي أبو دشيش أن هذا التاريخ له قصة مهمة في حياة الفراعنة, إذ أن رأس السنة بالإضافة إلي أمور أخري كثيرة كانت متعلقة بهذا التاريخ, وفي حواره مع الأهرام المسائي يذكر لنا أمورا أخري تستحق التوقف عندها... بداية, حدثنا عن أهمية هذا التاريخ في الحضارة المصرية القديمة؟ استخدم المصريون تقويما فلكيا منذ أقدم العصور وتوصلوا إلي اختراع السنة وهذا يدل علي أنهم اهتموا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة, واستنبطوا ذلك من طول السنة النجمية واحتفلوا بعيد رأس السنة أول توت, كبداية للسنة المصرية القديمة6256 المحتسبة وفقا لظهور نجمة الشعري اليمانية مرة واحدة في السنة وهو كذلك مؤشر لقدوم الفيضان. وما علاقة هذا التاريخ بالفيضان؟ كان اختراع هذا النظام أو التقويم استجابة لنظام الفيضان وظروف الزراعة فبداية السنة في هذا التاريخ ونعلم أن مصر كانت من الوهلة الأولي حضارة زراعية بسبب الفيضان الذي أدي إلي خصوبة تلك الأرض وأطلق المصري القديم علي هذه الأرض اسم كيمت اي الأرض الكاملة التي بها كل شيء كالشمس والقمر والأرض والحياة والعالم الآخر. ولاحظ المصريون أن الفيضان ظاهرة سنوية تتكرر بانتظام وأن نجمة الشعري اليمانية تظهر في الأفق مع شروق الشمس في نفس اليوم الذي يصل فيه الفيضان إلي مدينة منف عاصمة مصر, حين ذاك, حيث كان الفلكيون المصريون( المتطلعون إلي السماء) وان الفيضان هذا هو دموع ايزيس ببكائها علي زوجها ازوريس كما هو معروف في الديانة والأساطير المصرية القديمة, وعلي أساس هذا رتبوا العمليات والزراعة وتمكنوا من اختراع السنة المكونة من365 يوما, وتقسيم السنة إلي اثني عشر شهرا وكذلك الشهر إلي ثلاثين يوما مقسم إلي3 أسابيع لكل أسبوع عشره أيام, وكذلك قسموا اليوم إلي ساعات. واتخذ المصريون القدماء السنة النجمية وحدة أساسية في قياس الزمن وصناعة التقويم وقياسهم هذه الفترة الزمنية ومقدارها365 وربع يوم بكل دقة... وبذلك يكون الفراعنة هم أصحاب أول وأقدم تقويم عرفه العالم أجمع تم اكتشافه علي جدران المعابد في مصرالقديمةوهو1 توت6256 فرعوني. وكانت السنة المصرية في أول شهر توت الموافق11 سبتمبرمن كل سنة عادية, ويوافق12 سبتمبر من كلسنة كبيسة. ذكرت أن الشهور القبطية لها دلالات أخري, وعلاقة بهذا التاريخ, فهل من توضيح أكثر؟ الشهور القبطية حملت أسماءها من أسماء الآلهة الفرعونية; فشهر توت بداية السنة يعني بالهيروغليفية تهوب وسماه المتأخرون إله العلم وكانوا يحتفلون به في جميع أنحاء القطر لمدة أسبوع ولا يزال الأقباط يحتفلون به الآن ويسمونه عيد النيروز. أما شهر بابه فيعني بالهيروغليفية بي ثب وت وهو إله الزراعة, حيث كانت الأرض تغطي بالمحاصيل الزراعية, وهاتور هو اسم الزهرة إله الجمال لأن في هذا الشهر تتزين وجه الأرض بالمزروعات وينسب أيضا إلي حاتحور هاتور في القبطية إله الحب والعطاء لأنها تعطي الأرض جمالها, وكيهك بالهيروغليفية يعني( كا ها كا) وهو إلة الخير أو الثور المقدس, أما طوبه( طوبيا) أي الأعلي أو الاسمي وكان يطلق علي إله المطر ومن اسمه اشتق اسم طيبة. ويشير شهر أمشير إلي عيد يرتبط بالإله مخير وهو الإله المسئول عن العواصف والزوابع. كما شهر الحر برمهات ويعني بالهيروغليفية بامونت أي الحرارة وتنضج فيه المحاصيل الزراعية نظرا لحرارة الجو, أما برمودة فيعني بالهيروغليفية باراهاموت وهو إله الموت أو الفناء, لأن فيه تنتهي المزروعات بعد جني الثمار, ويعني بشنس بالهيروغليفية با خنسو أي إله الظلام لاعتقادهم أنه يساعد علي إزالة الظلام, ويعني بؤونة بالهيروغليفية( با أوني) إله المعادن, لأن فيه تستوي المعادن والأحجار ولذلك يسميه العامة بؤونة الحجر, أما شهر أبيب فيعني بالهيروغليفية هوبا أي فرح السماء لأن الفراعنة كانوا يفرحون فيه لزعمهم أن هوديس إله الشمس انتقم فيه لأبيه أوزوريس, أي النيل من عدوه ايفون اي التحاريق, ويعني مسري بالهيروغليفية( مسو رع) أي ولادة رع أو( سا رع) ابن الشمس. وماذا عن الخمسة أيام المتبقية؟ لقد سمي المصريون الأيام الخمسة كوجي أتافوت النسيء أو الشهر الصغير, وهكذا فإن المصريين استخدموا أول تقويم فلكي منذ أقدم العصور وتوصلوا إلي اختراع السنة وهذا يدل علي أنهم اهتموا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة.