قضايا الحياة أو الموت لا يخفف وطأتها تصريح دبلوماسيأو وزاريكالذي جاء علي السنة العديد من مسئولينا في العهد السابق, وانما لابد من التحرك الفاعل والنشط حتي تأتي الطمأنة من ارض الواقع. وإذا اردت الدقة من' المنبع' حيث الحديث عن' سر البقاء' المعروفة بمياه نهر النيل. وعلي أثرذلك نزلت حكومة شرف' معترك' التفاوض الواقعي' لا الكلامي' واضعة في اعتبارها المثل' أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا, وأن الإطار الحالي لتعاون دول حوض النيل هو إطار رحب.'حيث يبدأ الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء زيارة مهمة الي السودان الشقيق علي رأس وفد وزاري رفيع المستوي يضم الموارد المائية والري, والكهرباء, والتعاون الدولي, والخارجية, والزراعة, والتعليم العالي والتضامن والتجارة والصناعة' يجري خلالها مباحثات مهمة مع حكومتي الشمال والجنوب بشأنقضية الاتفاقية الاطارية لدول النيل وغيرهامن قضايا التعاون الثنائي والامني. ورحبت حكومة السودان بالزيارة رفيعة المستوي لرئيس مجلس الوزراء د.عصام شرف الذي سيصل الخرطوم اليوم, في أول زيارة رسمية له خارج البلاد بعد انتصار الثورة الشعبية مصر,حيث قال خالد موسي الناطق الرسمي باسم الخارجية إن الزيارة تكتسب أهمية تاريخية ملموسة لأنها تعبر عن توجهات القيادة المصرية بعد الثورة حول تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وضرورة النهوض بها وترقيتها ووضعها في المسار الصحيح, وذلك وفاء للتاريخ المشترك وتحقيقا للمصالح الحيوية للشعبين الشقيقين وتأكيدا للمصير والوجهة المشتركة. وأشار إلي أن زيارة الرئيس البشير الأخيرة إلي القاهرة كانت أول زيارة لرئيس عربي بعد الثورة, المصرية. و يتضمن جدول زيارة شرف عقدجلسة المشاورات المشتركة بقاعة الصداقة بالخرطوم, ويترأسها عن الجانب السودانيعلي عثمان محمد طه نائب الرئيسلبحث القضايا المشتركة والسبل الكفيلة بدفع العلاقات الثنائية إلي آفاق أرحب. كما يلتقي رئيس مجلس الوزراء برؤساء وممثلي بعض الأحزاب السودانية خاصة حزب المؤتمر الوطني, والحزب الاتحادي, وحزب الأمة وأحزاب أخري.ويلتقي في نهاية زيارته للخرطوم بالرئيس السوداني عمر البشير الذي يسلمه رسالة من المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة. ويغادر شرف الخرطوم متوجها الي' جوبا' حيث يلتقيه سيلفا كير نائب الرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب وكبار المسئولين هنالك لمناقشةعدد من الملفات الاقتصادية المهمة التي تهدف الي توسيع نطاق التعاون بين مصر والسودان في مختلف المجالات ودفع وتنمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. يتابع شرف تنفيذ مجموعة من المشروعات التنموية والاقتصادية والاجتماعية بالسودان شمالا وجنوبا من بينها مشروع اقامة فرع جامعة الاسكندريةبالجنوب السوداني وإقامة محطات لتوليد الكهرباء وانشاء الطرق والمستشفيات والعمل علي انجاز مشروع قناة جونجلي الذي يسهم في تحسين الاستفادة من مياه النيل. كما يبحث شرف تعظيم دور رجال الأعمال وفتح المجال امام شركات القطاع الخاص لإقامة مشروعات استثمارية مشتركة خاصة في مجالات التنمية والبنية الأساسية. تتناول المباحثات تنشيط دور مجلس الأعمال المصري السوداني بما يعطي دفعة للعلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين. وربما تعكس تصريحاتوزير الخارجية المصري د. نبيل العربي ذلك, عندما اكد أن زيارة رئيس الوزراء د. عصام شرف والوفد الوزاري الكبير المرافق له الي السودانبمثابة رسالة تقدير تعكس مدي اهتمام مصر بالشأن السوداني وأنه يحتل أولوية لها. وأكد أنها تهدف الي اعطاء رسالة الي السودان تعكس أهمية السودان لمصر, وكذا أهمية مصر للسودان, خاصة وأنها تعد الأولي من نوعها التي ستتم بقيادة رئيس الوزراء د. عصام شرف والحكومة الجديدة. وقال أن الوفد المصري سيجري مباحثات مهمة ومكثفة في كل من الخرطوموجوبا مع نظرائه علي مدي يومي الزيارة, خاصة أنه يضم أكثر من8 وزراء بمختلف القطاعات الفنية, مشيرا الي أنها ستبدأ بالشمال ثم الجنوب. واعتبر أنه من الطبيعي أن يكون ملف مياه النيل أحد الموضوعات الرئيسية علي جدول المباحثات المصرية السودانية سواء بالخرطوم, أو في جوبا عاصمة الجنوب, مشيرا الي أن الوزراء المعنيين بكل القطاعات بمن فيهم الري والزراعة والكهرباء وغيرهم موجودون ضمن الوفد. في سياق متصلأكد السفير عبد الغفار الديب سفير مصر بالخرطوم أهمية الزيارة التي يقوم بهااليومالاحد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء لكل من الخرطوموجوبا, علي رأس وفد وزاري رفيع المستوي, خاصة أنها تعد أول زيارة خارجية له منذ قيامه بتشكيل حكومة تسيير الاعمال بعد التحول الديمقراطي للثورة المصرية البيضاء. وقال السفير المصري في حديث خاص لوسائل الاعلام المصرية بالخرطوم: إن زيارة الدكتور عصام شرف تبعث برسالة طمأنة للشعبين المصري والسوداني بأن السودان هو عمق مصر الاستراتيجي وأيضا الاقتصادي وكذلك بالنسبة للامن المائي ومياه نهر النيل, باعتباره شريان الحياة في مصر. كما أن هناك توجها عاما سيتكرر أيضا مع دول حوض النيل بما يؤدي الي تحقيق المنافع المشتركة بينها في مشروعات التنمية. وأشار السفير عبد الغفار الديب الي أن الشعبين المصري والسوداني يتطلعان دائما للتواصل باعتبار أن وحدة وادي النيل هي التي تربط بين البلدين والشعبين, ونوه بالزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير لمصر ولقائه مع المشير حسين طنطاوي القائد الاعلي للقوات المسلحة والتي كان لها مردود ايجابي. وقال السفير المصري بالخرطوم عبدالغفار الديب إن مباحثات رئيس مجلس الوزراء عصام شرف للسودان تشمل جميع القضايا التي تهم البلدين من الناحية السياسية وذلك في اطار التشاور عالي المستوي, والتنسيق بين الجانبين سواء علي المستوي الثنائي أو الاقليمي أو في المحافل الدولية, بالاضافة الي التعاون الفني. وأشار الي أن الوزراء المرافقين لرئيس الوزراء سيلتقون مع نظرائهم من الجانب السوداني لبحث مجالات التعاون المشترك في قطاعات الكهرباء والطاقة والنقل والزراعة والتعليم وزيادة حجم التبادل التجاري وتذليل أية عقبات توجد علي الجانبين, والتعاون أيضا في مجالات الربط الكهربائي والثروة الحيوانية والاستثمار المشترك وازالة العقبات أمام تعاون رجال الاعمال في البلدين بما يؤدي الي انسياب حركة التجارة. وأضاف السفير أن المباحثات ستتناول أيضا المشروعات التي تقوم بها مصر في السودان في مجال انشاء المدارس في شمال وجنوب السودان وفي دارفور وشرق السودان. وقال إن مصر تبني مدارس ومعاهد علمية وأزهرية, وهناك فرع لجامعة القاهرة في الخرطوم وفرع آخر لجامعة الاسكندرية في جنوب السودان, بالاضافة الي مشروعات محطات توليد الكهرباء التي أنشأتها مصر في جنوب السودان لانارة عواصم خمس من الولايات العشر في الجنوب. واستعرض سفير مصر بالخرطوم مشروعات حفر الابار الارتوازية التي تقوم بها مصر في دارفور بهدف خلق مجتمعات عمرانية جديدة للمساهمة في تنفيذ الاستراتيجية السودانية للتنمية واعادة اعمار دارفور, بالاضافة الي مشروعات يجري تنفيذها في جنوب السودان لتنمية الموارد المائية حيث تساهم مصر في عملية تطهير الانهار الفرعية وازالة الرواسب من مداخلها بما يسمح لسكان القري في ولايات جنوب السودان باستخدام هذه الانهار في الملاحة والنقل النهري وبما يؤدي الي تعظيم المنفعة والاستخدام الامثل للنهر. وأوضح السفير عبدالغفار الديب أن هناك مشاورات للتنسيق الفعال بين مصر والسودان ازاء مختلف القضايا المتعلقة بمياه النيل وهناك وحدة في الموقف بين دولتي المصب( مصر والسودان) في التعامل مع القضايا التي أثيرت بشكل فيه بعض الجوانب الخلافية في الفترة الاخيرة من جانب دول منابع النيل, سعيا لايجاد أفضل السبل لالتئام المواقف وتحسين وتطوير التعاون المشترك بين دولتي المصب ودول المنابع, بما يحقق المنفعة المشتركة لجميع دول الحوض من جهة ثانية, اهتمت وسائل الاعلام السودانية بزيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف لكل من الخرطوموجوبا, ووصفت الدكتور شرف بأنه رجل شجاع له تاريخ مشرف وله مكانته الدولية المرموقة. في سياق متصل التقي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء أمسجان بينج رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي تقديره للثورة المصرية البيضاء ونتائجها خاصة وأن مصر تقع في منطقة مليئة بالأحداث في أفريقيا, وتتسم بعدم الإستقرار مما يؤثر في حياة المواطنين, مشيرا إلي أن مصر أعطت نموذجا للتغيير السلمي. جاء ذلك خلال استقبال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بمكتبه أمس رئيس مفوضية الإتحاد الأوروبي الذي يزور مصر حاليا. وصرح الدكتور مجدي راضي المتحدث بإسم مجلس الوزراء بأن رئيس مفوضية الإتحاد الأوروبي حرص علي أن يتعرف علي الخريطة السياسية في مصر خلال الفترة المقبلة. وقال راضي إن الدكتور عصام شرف أكد- خلال المقابلة- أن مصر تسير علي طريق الديمقراطية وهو طريق ذو إتجاه واحد لارجعة فيه, كما أكد أن أفريقيا سيكون لها دائما الأولوية والإهتمام بالنسبة لمصر, وأن الفترة المقبلة ستشهد عودة القارة الأفريقية لتحتل صدارة الأولويات المصرية. وأشار راضي إلي أن الضيف الأفريقي حرص علي تأكيد أن مصر لها الصدارة ولها مكانتها البارزة علي الساحة الإفريقية. وأضاف أن رئيس مجلس الوزراء أكد أهمية الإهتمام المصري بمشروعات التنمية في القارة الإفريقية خاصة بالنسبة للنقل والكهرباء والزراعة والري, حيث أن مصر لها خبرات أساسية ومتقدمة في هذا المجال. وقال المتحدث إن المباحثات بين الجانبين تطرقت إلي الأحداث الجارية في ليبيا, حيث أكد الجانبان ضرورة عدم التدخل في القارة الأفريقية, وأكد شرف ان الديمقراطية هي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع القارة الإفريقية. حضر المقابلة السيدة فايزة أبوالنجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي, والدكتور حسين العطفي وزير الموارد المائية والري