إذا كنت قد نويت الحج فماذا تفعل أيها المسلم, وكيف تستعد لأداء فريضة الحج.. علماء الدين يضعون لك روشتة مختصرة وناجزة, بداية يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الشريف سابقا علي من ينوي الحج أن يكون مستعدا له ماديا ومعنويا وذلك من خلال القيام بقضاء ما ضيع من حقوق الله الواجبة من صلاة وزكاة وصوم وكفارات ونذور لازمة, والتخلص من تبعات العباد ورد المظالم المتعلقة بدماء الناس وأموالهم وأعراضهم. وعليه كتابة الوصية ويوضح فيها ما له وما عليه ويشهد عليها اثنين, وعليه ان يتوب من المعاصي والذنوب توبة نصوحا بالإقلاع عنها, والندم علي ما مضي, والعزم علي عدم العودة إليها في المستقبل قال تعالي): وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور. ويسامح أقاربه وجيرانه ويرضيهم ويحسن إليهم فكيف يسافر ويقصد وجه الله وهو لديه خصومات مع جاره او ابن عمه أو أهل زوجته مثلا. ويضيف الشيخ عاشور قائلا: وعليه أيضا أن ينتقي طيبه من مال حلال لتسديد مصاريف الحج من حيث التنقل والمأكل والمشرب والمسكن, قال صلي الله عليه وسلم:( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا), كما قال حبيبنا المصطفي:( إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة, ووضع رجله في الغرز فنادي: لبيك اللهم لبيك, ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك, زادك حلال, وراحلتك حلال, وحجك مبرور غير مأزور, وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة, فوضع رجله في الغرز فنادي: لبيك اللهم لبيك, ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك, زادك حرام ونفقتك حرام, وحجك غير مبرور. وعلي الحاج التزود بما يكفيه من الزاد للرحلة لئلا يكون عالة علي الناس وتهدر كرامته, ويختار صحبة طيبة من أهل التقوي والأخلاق الفاضلة, وينبغي عليه إعطاء ما يمكنه من صدقة طلبا لرحمة الله ودفعا للبلاء, يقول سيدنا النبي:( استدفعوا أنواع البلايا بالصدقات), ويقول ايضا:( الصدقة تقي مصارع السوء). ويقول الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر اذا عزمت أيها المسلم أعزك الله علي الحج عليك ان تستكمل اجراءات السفر وتتوكل علي الله ولا تتردد, قال تعالي: فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين. وإذا حان وقت السفر فادخل إلي محرابك واركع ركعتين لله العظيم وحاول ان تستحضر فيهما قلبك واقرأ في الركعة الاولي بعد الفاتحة سورة الكافرون واقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الاخلاص وتضرع إلي الله في سجودك ان يجعل التوفيق حليفك في حلك وترحالك وان يجعل عملك خالصا لوجهه الكريم وان يعيدك إلي بلدك وأولادك غانما سالما. ويضيف دكتور إدريس: وخلال الرحلة عليك أيها الحاج ان تستحضر في قلبك دائما عظمة الخالق عز وجل وتتذكر انك قادم عليه وراجع اليه وانك محاسب علي الصغير والكبيرة ومجزلا بالاحسان احسانا وبالسوء سوءا فما أشبه هذه الرحلة بالرحلة إلي دار الآخرة وعلي المسلم أن يتعلم مناسك الحج حتي يؤديها علي وجها المشروع, ولا يتردد في الاستفسار عن أي شئ مهما كان صغيرا. أما الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء فيقول إن من عزم السفر لأداء فريضة الحج عليه قبل السفر بالتوبة الصادقة إلي الله تعالي, فإنه لا يدري لعله لا يرجع إلي بلده, والتوبة مطلوبة في كل وقت,و هي في مثل هذا السفر المراد به الطاعة تكون أكثر أهمية, فالندم علي كل ما فعله من ذنب ضروري جدا وكذلك العزم علي عدم العودة إليه. والتخلي عن الذنب الذي تاب منه, هذا إذا كان الذنب فيها بينه وبين الله بمعني( حقا من حقوق الله فقط), فإن كان حقا من حقوق العباد فإن التوبة لا تقبل إلا برد حقوق العباد إليهم أو ان يسامحوا التائب ويغفروا له ذنبه وحقهم عليه, فمن سرق مالا أو اغتصبه, فلابد من رد المال أو أخذ العفو من صاحب المال ومن ضرب إنسانا أو شتمه أو آذاه بأي نوع فإنه يطلب منه الصفح ويعتذر له حتي يرضي صاحب الحق, وهكذا.