أنا سيدة في السابعة والعشرين من عمري, تفتحت مداركي علي خلافات أمي وأبي الدائمة التي حولت البيت إلي جحيم في معظم الأوقات, وبمجرد أن خطوت نحو سن الشباب بدأت سرا علاقات عابرة مع شباب كثيرين مستغلة جمالي الملحوظ ومستغلة انشغال أمي وأبي بحل مشكلاتهم, سارت حياتي العاطفية من سيئ لأسوأ حتي أنهيت المرحلة الجامعية فوافقت علي أول عريس جاد تقدم لخطبتي خاصة أنني كنت أحمل له مشاعر جيدة رغم ما بدا عليه من عصبية زائدة, ولم يتحقق أهلي مما ذكره لنا عن رواج عمله الحر ولا عن مستوي عائلته التي أشعرنا أنهم يفوقوننا بمراحل, وكأنهم ماصدقوا يتخلصون من مشاكلي, ورحل والدي عن الحياة وسرعان ما تكشفت لي حقيقة زوجي الذي كان يعود فجر كل يوم متعللا بعمله, فهو متعدد العلاقات النسائية, فظ التعامل, سيئ الخلق, وحملت في طفلتي الوحيدة وتباعدت علاقتنا الحميمة رغم ما كنت أبذله من جهد لاجتذابه, ولم تتحسن الأحوال بعد الإنجاب بل زاد ابتعاده عني وتطاوله علي بالسب, وبالضرب أحيانا إذا لزم الأمر, وفي آخر مشاجرة تدخلت أمي وأختي الوحيدة لإنقاذي فتعدي عليهما بالضرب وقام بطردهما مستغلا عدم وجود رجل في حياتنا بعد أن انشغل الأخوال والأعمام كل بحاله. والآن ياسيدي ينصحني الجميع بالطلاق منه فورا قبل أن يلحق بي مزيدا من الأذي, لكنني أخشي حرمان طفلتي الرضيعة من والدها, كما أنني أثق أنه لن يعطيني حقوقي المادية فكيف سأنفق عليها وأنا لن أستطيع الالتحاق بأي عمل وهي في هذا العمر الصغير... فبما تنصحني؟ سيدتي: بدايات قصتك تجعلني أتيقن أنك شخصية تعاني من أحد أنواع الاضطراب النفسي الذي يصيب بعض البنات والنساء وهو الازدواجية, فأنت تشعرين بجمالك الملحوظ وتراهني عليه كوسيلة استقطاب لكن في نفس الوقت تظهر عليك علامات الخوف من الفقد وعدم الثقة والأمان, وبالتالي يشعر بها من حولك كزوجك الذي اكتشف حقيقة شخصيتك المزدوجة, فيضغط... فيجد استجابه... فيتمرد ويتجرأ ويتجبر عليك لدرجة الضرب والإهانة لك ولأختك ولأمك!! لقد تصرفت مثل كل الفتيات اللاتي يتزوجن بسرعة بعد خوض بعض التجارب العاطفية البريئة, هروبا من جحيم الوالدين وسيطرتهم وقلة حبهم واهتمامهم إلي أحضان أول شاب يطرق الباب, والكارثة أنك تبدأين في تذليل العقبات وتهوين حجم العيوب وعدم التفكر في آثارها علي حياتك, ثم تتغاضين عن عصبيته الزائدة فلم تختبري مداها, هل ممكن أن تصل للضرب كما حدث؟ هل تجعله يخرج عن شعوره ويفقد معها سيطرته علي نفسه ويؤذي من حوله أثناء هذه النوبات الانفجارية؟ سيدتي: إنك متهمة بالإهمال في حق نفسك وفي حق مستقبلك لأنك تهاونت في اختيار شريك الحياة, صحيح أنك ضحية إهمال الآباء لكنك نضجت وكان لك مطلق الحرية في أن تختاري العمل أولا والاستقلال بعيدا عن أهلك ومشكلاتهم بدلا من استسهال الزواج من رجل لم تدققي في أبسط أموره مثل مستوي أهله وطبيعة عمله, وبالنظر للوضع الذي وصلت إليه, فإن زوجك حسب كلامك واتهاماتك قد فعل كل ما يجعلنا ننصح بالطلاق: - الخيانة والوقوع في بئر العلاقات المشبوهة. - التطاول باليد والضرب المؤذي والإهانة اللفظية. - الهجر العاطفي والجسدي الذي يسقط حصانتك - إساءة معاملة مع أهلك لدرجة تعديه بالضرب عليهم. - عدم المسئولية المالية عن أسرته لدرجة جعلتك تتيقنين من أنه لن يعطيك حقوق ابنتك في حالة الطلاق. أي أنه حقق وبجدارة العلامة الكاملة للرسوب الزواجي والرجولي, كم هو صعب أن أنصحك بالطلاق لكنني أستشف حياتك البائسة من بين سطور رسالتك الحزينة لذلك أخاف عليك من الاستمرار مع هذا اللا إنسان اللا رجل, أما بخصوص مخاوفك علي ابنتك الرضيعة من حرمانها من أبيها فأدعوكي لتخيل حالها في سن الإدراك وهي تري أمها تضرب وتهان؟ أو عندما تسمع تشاجركما حول علاقاته المحرمة, فهل تعتقدين أنها ستنشأ سوية نفسيا وخلقيا؟ لذلك أنصحك بالتالي: 1- تجنبيه تماما الآن وعيشي كأنك أرملة تربي ابنتها. 2- اسعي جاهدة أن تلتحقي بعمل مناسب ويمكنك أن تلجأي لوالدتك لرعاية ابنتك أثناء غيابك, وإن ضاق بك الحال فتفضلي بزيارتنا لنساعدك علي إيجاد عمل مناسب. 3- دربي نفسك علي التخلص من مخاوفك ولك أن تشرفينا لمساعدتك علي ذلك. 4- تقدمي بطلب الطلاق بمجرد أن تشعري باستقلاليتك, وبالاستعداد لاعتمادك الكامل علي نفسك.