السؤال المطروح الآن:كيف ستتصرف هيلاري كلينتون تجاه مصر في حالة فوزها بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟ هناك منهجان في التعامل مع هذه القضية..الأول:تحليل مضمون لخطابها السياسي خلال ثورة25 يناير وما أعقبها عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية..والأخري وهي مرشحة للرئاسة. الثاني:تحليل اتجاهات المصالح داخل دوائر صنع القرار الأمريكي أي القوي الضاغطة في النظام السياسي ونعني مجمع الأسلحة الأمريكي وصناعة النفط والغاز واللوبي الاسرائيلي أو اللجنة العامة الأمريكية الإسرائيلية إيباك التي تعبر بقدر كبير عن مصالح اليهود الأمريكيين وبالتبعية دولة إسرائيل. مصدر القلق ينبع من اتجاهين رئيسيين الأول:قيام هيلاري بدفع علاقات التعاون مع جماعة الإخوان خارج السلطة من خلال سفيرتها السابقة آن باترسون المعروفة بالصلات الوثيقة مع قيادات الجماعة وأيضا العلاقة مع الإخوان في السلطة من خلال محمد مرسي وخيرت الشاطر..الأول علي المستوي السياسي والآخر علي مستوي العلاقات الاقتصادية لكننا سنكتشف بعد ذلك تردي مستوي العلاقات بعد حصار أنصار الجماعة للسفارة الأمريكية في القاهرة في11 سبتمبر2012 حيث لم يعتبرهم أوباما أصدقاء كما لم يعتبرهم أعداء الإخوان. بداية لابد من أن نعرج عليالتسريبات الخاصة بالبريد الإلكتروني الخاص بهيلاري حينما كانت وزيرة للخارجية وخصوصا ما يتعلق بمصر..لقد كشفت مجموعة من الخطابات المرسلة عبر الإيميل تحت قانون حرية تداول المعلومات الأمريكي موقفها والولاياتالمتحدة خلال ثورة25 يناير.. تذكر الخطابات واقعة تصوير سيارات تابعة للسفارة الأمريكية في القاهرة تدهس العديد من المتظاهرين في ميدان التحرير يوم28 يناير2011 حينها قالت أمريكا إن السيارة تمت سرقتها. الإيميلات التي أرسلت من السفارة يوم28 يناير ذكر فيها أن23 سيارة أمريكية تمت سرقتها من الجراج البولندي الذي لا أعرف له موقعا وقيل أنهيبعد حوالي100 متر شمال مبني السفارة..قال إيميل آخر إن18 من23 سيارة تمت سرقتها وأن سيارة مصفحة منها دهست وقتلت ما بين3 إلي6 ضباط بوليس. كشفت الإيميلات عن خطابات إلكترونية تمتلئ بالمعلومات يغذي بها بعض الصحفيين الأمريكيين هيلاري..منها خطابات من الصحفي الأمريكي سيدني بلومنتال حول الوضع في مصر ووصف مصادره بأنها مصادر حقيقية علي الأرض أرسل بعضها إلي جاكوب سوليفان أحد مساعدي كلينتون وهو ما شككت فيه أجهزة الاستخبارات كما أن دبلوماسيا أمريكيا رفيع المستوي رأي أن خطابات بلومنتال لا يعتمد عليها. عودة إلي هيلاري مرشحة الرئاسة في20 ديسمبر2015 التي وصفت الحكومة المصرية بأنها أساسا ديكتاتورية عسكرية في مناظرة أمام منافسها السابق بيرني ساندز..وأضافت: لقد حذرت من الإطاحة بالرئيس مبارك والآن نحن نعود مرة أخري إلي الديكتاتورية العسكرية..المصدر: موقع إجيبشان ستريت. لم يكن من الواضح إذا كان هذا الموقف سيشكل موقفا رسميا تجاه الحكومة المصرية في حال فوزها بالرئاسة..موقفها كان مختلفا عن موقف المرشحين الآخرين الذين تعهدوا بدعم الرئيس السيسي مثل تيد كروز الذي قال لمحطة فوكس التليفزيونية:إن أوباما يجب أن يكون مثل الرئيس السيسي في مكافحةالإرهاب. أهارون كلاين كتب في موقع بريبات الإسرائيلي:إن خطابات كلينتون المسربة عبرت عن حجم الدعم الذي كانت تريد تقديمه لجماعة الإخوان. في30 أغسطس2012 كتب روبرت هورماتس مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية إلي أحد مساعديها سوليفان- حول اجتماع مع الشاطر المحكوم عليه الآن بالسجن لتورطه في أعمال عنف وصفقات مالية غير قانونية..الخطاب يشير إلي أن هورماتس ودبلوماسيين آخريين ناقشوا طرق التعاون معه بما في ذلك الاستثمارات الأمريكية المباشرة. ماذا قالت كلينتون عن مصر أيضا؟..وكيف يمكن التعامل معها إذا فازت وأصبحت رئيس الولاياتالمتحدة الأمريكية؟