بعد تقديم ملف يحمل كل فرص النجاح لاستضافة الألعاب الأوليمبية الحالية وجدت البرازيل نفسها تستضيف ثلاثة من كبريات الأحداث الرياضية في العالم علي التوالي, هي كأس العالم للقارات عام2013 ثم كأس العالم في2014 وأخيرا الأوليمبياد الصيفية في ريو دي جانيرو.2016 فكانت البرازيل تسعي عبر استضافة هذه الأحداث الكبري إلي إحداث تغيير كبير في الأداء الاقتصادي الكلي للدولة والاستمرار في تحقيق معدلات نمو جيدة والاستفادة من حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي تم تنفيذها في الثلاثة عقود الماضية وزيادة معدل النمو الاقتصادي من2,2% في عام2011 إلي8,4% مع انطلاق الأحداث الرياضية الكبري في عام2014, غير أن التراجع في أسعار النفط والجفاف قد أضرا بالاقتصاد البرازيلي ولم يعد قادرا علي تحقيق معدلات النمو المرتفعة.
البرازيل تستخدم إستراتيجية جديده لتخفيض تكاليف استضافة الألعاب الأوليمبية علي الرغم من مواجهة استضافة البرازيل لدورة الألعاب الأوليمبية الحالية لنفقات وتكاليف ضخمة بلغت25 مليار دولار أمريكي موزعة علي الحدثين الكبيرين, والتي تشمل في المقام الأول تكلفة بناء الملاعب الرياضية ومرافق للمشاركين والموظفين والأمن ومطارات وبالطبع تكلفة إنتاج حفل الافتتاح المبهر الذي أشاد به الجميع واعتبره الأضخم في تاريخ الألعاب الأوليمبية حتي الآن, غير أن البرازيل قد تبني إستراتيجية جديدة وهي تآزر التكلفة وهي عبارة عن استضافة أحداث رياضية كبري متتالية تحقق معدلات استثمار جيدة للبنية التحتية ويكون لها فوائد علي المدي الطويل, وبالطبع استطاعت البرازيل تحقيق مكاسب كبيرة من الاستخدام المستقبلي للمنشآت والمرافق والتسهيلات التي تم تجهيزها للألعاب الأوليمبية من خلال استضافة كل المؤتمر العالمي للأمم المتحدة حول التنمية المستدامة في عام2012, ثم كأس العالم للقارات عام2013 ثم كأس العالم عام.2014 وبالتالي نجحت البرازيل في تقليل التكاليف بكثير عما كان من الممكن أن تحمله في حال استضافتها لحدث منفرد من تلك الأحداث الكبري, حيث تحمل كأس العالم بمفرده80% من إجمالي الإنفاق المقدر ب25 مليار دولار, وبالتالي تكون التكاليف أقل بكثير من آخر دورتين أوليمبيتين وهما بكين عام2008 والتي بلغت تكاليفها40 مليار دولار وهي الأعلي في تاريخ الألعاب الأوليمبية حتي الآن وأطلق عليها استعراض للقوة. كذلك الألعاب الأوليمبية في لندن حيث بلغ الإنفاق عليها14 مليار دولار. مبيعات التذاكر والسياحة للألعاب الأوليمبية.... ريو دي جانيرو تدفع فاتورة كأس العالم وكوباأمريكا أتاحت اللجنة المنظمة للألعاب الأوليمبية بريو دي جانيرو في البداية8 ملايين تذكرة تم تخفيضها مع الأشهر الأخيرة قبل انطلاق الألعاب إلي5,6 مليون تذكرة تم بيع80% منها قيل بداية الألعاب, غير أن الفشل الكبير للمنتخب البرازيلي لكرة القدم في بطولة كأس العالم الأخيرة بالبرازيل والنتيجة القاسية في مباراة ألمانيا وعدم الحصول علي بطولة كوباأمريكا عام2016 بالولايات المتحدةالأمريكية ألقي بظلال سلبية علي مبيعات تذاكر مباريات كرة القدم بالألعاب الأوليمبية, حيث يوجد800 ألف تذكرة أغلبها لمباريات كرة القدم لم يتم بيعها حتي الآن. وبالتالي انعكست مبيعات التذاكر علي معدل تدفق السياح إلي البرازيل علي الرغم من ارتفاع النمو السنوي المركب لحركة السياحة خلال الحدثين الكبيرين بنسبة79%, كما أنه من المتوقع أن تستقبل البرازيل2.98 مليون زائر إضافيين خلال المسابقات, مما سيحقق عائدا يصل إلي5.94 بليون ريال برازيلي. رفض المجتمع البرازيلي للألعاب الأوليمبية واعتبارها رمزا للفساد وسوء الإدارة مع انطلاق الألعاب الأوليمبية بريو دي جانيرو كانت البرازيل واقعة مرة أخري تحت التدقيق العام في جميع أنحاء العالم, وكانت هذه الألعاب فرصة امام البرازيل لتقديم نفسها للعالم كدولة قوية وآمنة وحديثة. ولكن في الفترة التي سبقت الألعاب الأوليمبية, شهدت احتجاجات واسعة النطاق ضد القادة السياسيين في الدولة من قبل قطاعات كبيرة من السكان, وأصبح العديد من البرازيليين ينظرون إلي الألعاب الأوليمبية والأحداث الرياضية الكبري علي أنها رمز للفساد وسوء الإدارة, فكانت بعض المنشآت الرياضية غير جاهزة علي الرغم من وجود أسابيع قليلة علي انطلاق الألعاب مع وجود مخاوف أمنية واسعة النطاق, بالإضافة إلي كل ذلك فإن الأمور الاقتصادية لا تسير بسلاسة كما كان مخططا لها من قبل وعدم المساواة علي الصعيد الاجتماعي. وبالتالي بالغ صانعو القرار السياسي في البرازيل في أن تنظيم حدثين كبيرين يمكن أن يعوض عن التطورات السلبية في المجالات السياسية الأخري منها السياسيات الاقتصادية الجيدة والصحيحة علي المدي الطويل والقوة العاملة المدربة جيدا ومعدلات البطالة في المجتمع ومعدل الفائدة, لأن الألعاب الأوليمبية الكبري ليست أكثر من شعاع ضوء يضيء الدولة لمدة محدودة من الزمن. ولازالت البرازيل من الدول التي تعتبر عرضة بشكل مستمر للتصدع لأنها بالإضافة إلي كل من تركيا وجنوب إفريقيا والهند وإندونيسيا يقعون تحت مسمي الخمسة الهشة من منظور رجال الاقتصاد في العالم. الألعاب الأوليمبية تؤثر علي أربعة وعشرين قطاعا اقتصاديا في البرازيل شكلت المشروعات العامة الكبري استطاعت القطاعات الاقتصادية الرئيسية في البرازيل أن تحقق الكثير من الأرباح المباشرة وغير المباشرة حيث بلغت عدد القطاعات المستفيدة24 قطاعا مختلفا, وقد بلغ إجمالي الإنفاق المباشر وغير المباشر كنتيجة طبيعية لاستضافة الألعاب الأوليمبية وكأس العالم142 مليار ريال برازيلي, وكانت أكثر القطاعات الأكثر استفادة هي قطاع الإنشاءات- الطعام والمشروبات الخدمات التجارية- المنافع( الكهرباء- الغاز- الماء.....)- خدمات المعلومات, حيث بلغ نصيبها50.18 بليون ريال برازيلي. وبالتالي استطاع هذا المبلغ الضخم من الإنفاق أن يولد6,3 مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة منذ قرار استضافة الألعاب الأوليمبية حتي تاريخ انتهاء الفاعليات, وبمجرد انتهاء الألعاب الأوليمبية سوف يكون هناك25 ألف وظيفة دائمة لمدة لا تقل عن عشرة سنوات وهذا يتوقف علي قدرة المستفيدين في استثمار إرث الحدث.