المدعو طارق الشهير بلقب أبو الطوارق ينتمي لأسرة ريفية لا يوجد بينها أي عنصر إجرامي تحول في السنوات الأخيرة فجأة لترويج المواد المخدرة للبحث عن الثراء السريع واتفق مع أحد المصادر السرية في شمال سيناء لتدبير حصص ثابتة من البانجو لكي يعيد طرحها في الأسواق بين عملائه بسعر الجملة والقطاعي وحقق ما أراد وأصبح في غضون فترة قصيرة من المشهورين في محل إقامته ببيع النبات المخدر واستعان بالناضورجية وكلفهم بمراقبة زبائنه الذين يقصدونه علي مدار الساعة حتي يكون في مأمن من أي ملاحقات أمنية تستهدفه وفي ظل انتعاش حركة ترويج البانجو وإقبال عملائه عليه لشراء احتياجاتهم منه حاول الكثيرون التقرب إليه للعمل معه لكنه رفض وقصر الأمر علي نفسه حتي يظفر بالعائد المالي الوفير ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من المراقبة والفحص الدقيق من ضبطه متلبسا وبحوزته لفافات من النبات المخدر وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود فاروق مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر يروج من داخلها تجار الكيف أصناف المخدرات المختلفة, وكيفية إعداد الخطط المناسبة للإمساك بهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية والرائد أحمد عبد الله رئيس مباحث فايد ومعانيه النقباء هيثم الباشا ومحمد عبد السلام ومحمود رءوف وأحمد خالد ودلت تحرياتهم أن المدعو طارق الشهير بلقب أبو الطوارق38 سنة عاطل سيئ السمعة لم يسبق اتهامه في أي قضايا جنائية اتجه بعد ثورة25 يناير للبحث عن أي مصدر يوفر له المال حتي ولو عن طريق مخالفة القانون, ووجد أن الاتجار في المواد المخدرة الوسيلة السريعة للثراء وتعرف علي المصادر السرية التي تجلب البانجو من سيناء وتهربه عبر نفق الشهيد أحمد حمدي والمعديات المائية المطلة علي قناة السويس بالأساليب التي اعتادوا عليها وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر في تعاملاته مع الأشخاص الذين يقصدونه من أماكن متفرقة ودائما ما يتبع سياسة التمويه لكي لا يكون هدفا سهلا للزج به خلف القضبان الحديدية, وأشارت التحريات إلي أن أبو الطوارق بصدد التعاقد مع صفقة كبيرة لبيعها لتجار الكيف بالجملة بناء علي مطلبهم لترويجها بين عملائهم. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة للقبض علي المتهم وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا صوب المنطقة التي يسكن بها بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين ومجموعات قتالية من قوات الأمن المركزي ودون أدني مقاومة استسلم المتهم ومعه البانجو المضبوط واصطحبه ضباط المباحث وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في البانجو بقصد التربح من ورائه وبعرضه علي حسن السماحي رئيس نيابة فايد أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.