يقال إذا ظهر السبب بطل العجب.... سأشرح لكم اليوم كيف فشل هذا الانقلاب.. وكما شاهد العالم أجمعه لانقلاب عسكري في تركيا لم يتوقعه حتي أبرع المحللين السياسيين أتراكا كانوا أو أجانب.. انقلاب نفذه60% من الجيش التركي بما فيه أركان القوات الجوية والمشاة, وحتي جنود الاحتياط خرجوا للشارع لدعم زملائهم, إذن هو كان انقلابا منظما علي حكم الدكتاتور أردوغان.. دخلت دبابات الجيش للشوارع في أنقرة واسطنبول أكبر المدن التركية.. وحلقت مروحيات الجيش, وهي تحمل جنودا يتم إنزالهم للمراكز الحيوية للسيطرة عليها, وتم ذلك بنجاح حيث تمت السيطرة علي مبني التليفزيون ومطار أتاتورك الدولي ومبني البرلمان والقصر الرئاسي.. حيث يوجد أردوغان الذي تم نقله بمروحية عسكرية لمطار أنقرة الدولي وطلب منه مغادرة البلاد علي الفور. وافق أردوغان علي مطالب قادة الانقلاب.. بشرط المحافظة علي حياته وحياة أسرته وكان له ذلك. بعدها قام بتسجيل صوتي علي متن الطائرة علي السكايب يطالب أنصاره بالجهاد والخروج للشارع بالسلاح لإيقاف هذا الانقلاب. لم يخرج للشارع أحد في الساعات الأولي من الانقلاب وكان المشهد ضبابيا.. اللهم من كانوا يساندون هذا الانقلاب وشاهدناهم بالآلاف يسيرون بجانب دبابات الجيش ويحيون الجنود, وهم يرفعون رايات تركيا إشارة إلي مؤسس تركيا الحديثة مصطفي أتاتورك. ماذا حدث بعدها؟؟ طارت طائرة أردوغان من مطار أنقرة خارج البلاد وطلب أردوغان اللجوء إلي ألمانيا فرفضت.. ثم إلي أذربيدجان التي أغلقت حدودها الجوية كما فعلت إيران في وجه أردوغان. لم يبق لأردوغان غير العودة.. وهنا نقطة التحول الكبيرة.. نزلت طائرة أردوغان في قاعدة أنجرليك الأمريكية في جنوبتركيا.. وحدث قبلها اتصال بين أردوغان وأوباما علي الهاتف عبر الطائرة كما ذكرت الواشنطن بوست.. طلب أردوغان من أوباما السماح بنزول طائرته في القاعدة الأمريكية.. بعدها بلحظات تدخلت12 طائرةF16 مجهولة في سماء أنقرة واسطنبول وأسقطت مروحيات الجيش التركي, وكان عددها25 مروحية تقل جنودا وبعض القادة كانوا متوجهين للسيطرة علي مراكز حيوية أخري في البلاد.. دارت حرب حقيقة في الجو بين القوات الجوية الأمريكية ومروحيات الجيش التركي.. قتل من فيها وأسقطت كل المروحيات التركية. تلقي قائد القوات الجوية التركية اتصالا من المخابرات الأمريكيةCIA تطالبه بالاستسلام ووقف الانقلاب أو سيتم سحق كل الجنود الأتراك علي الحدود وفي الشوارع عبر الجو. لم يكن لقادة الانقلاب خيار.. غير وقف الانقلاب وأمر الجنود بالانسحاب من الشارع وإنهاء الانقلاب. هل فهمتم الآن سبب وجود أي قاعدة أمريكية في أي بلد؟؟ أردوغان ساقط سياسيا.. وأمنيا.. وحتي شعبيا.. فمن خرج لمساندته لا يمثل حتي3% من الشعب التركي بينما الأغلبية أغلقت الأبواب والتزمت بأوامر الجيش إشارة إلي تضامنها مع قادة الانقلاب. لولا أمريكا.. لكان أردوغان اليوم لاجئا في إحدي الدول هذا إذا قبلت لجوءه أي دولة.. لو نجح الانقلاب لانتهت معاناة السوريين والعراقيين مع الارهاب والمفخخات التي تدخل من تركيا.. لانتهي الإرهاب الداعشي في المنطقة.. لتوقفت هجرة الشعوب المتضررة من سياسة أردوغان وموتها في البحر غرقا.. لانكسرت شوكة الإخوان المسلمين وتفجيراتهم في مصر. لوجد قادة داعش والنصرة أنفسهم معتقلين في تركيا.. ولكن هذا ليس في مصلحة أمريكا ولا مصلحة سياساتها في المنطقة. فقامت بإفشال هذا الانقلاب المقدس علي أكبر طاغية عرفه العصر الحديث.