الانقلاب التركي..السر في القاعدة

الانتقام الإردوغاني باعتقال عشرات الآلاف في ايام قليلة ، وكأن سجلات المطلوبين كانت جاهزة وأن الانقلاب كان مدبرا حتي يحصل اردوغان علي الضوء الأخضر للتخلص من معارضيه في المؤسسات العسكرية والقضائية والإعلامية والتعليمية..الجميع يتحدث عن شرف العسكرية التركية التي تعري في الشوارع والميادين عندما تم تجريد جنود وضباط وجنرالات بالجيش وإجبارهم علي خلع ملابسهم وانتهاك شرفهم دون ان يحرك ذلك شعرة من زملائهم في الجيش التركي.
المسألة فعلا تحتاج إلي بحث وتمحيص والإجابة علي سؤال مهم : لماذا فشل الانقلاب رغم دخول دبابات الجيش للشوارع في انقرة واسطنبول وتحليق مروحيات الجيش التي تحمل جنودا يتم انزالهم للمراكز الحيوية للسيطرة عليها وتم ذلك بنجاح حيث تمت السيطرة علي مبني التلفزيون وإلقاء بيان الثورة ومطار أتاتورك الدولي ومبني البرلمان والقصر الرئاسي ؟ ربما لأن باقي قوات الجيش التركي لم تساند ولم يدعموا زملاءهم القائمين بالانقلاب..ربما لأن الشرطة وقفت ضد الجيش..ربما كان للكلمة التي ألقاها إردوغان علي انصاره عبر سكاي بي فعل السحر في تحريك الشعب لمساندته
كل هذه التحليلات منطقية لكن في رأيي ان السبب الرئيسي لإفشال الانقلاب هو الدور الأمريكي الذي تدخل في الوقت الحاسم لصالح اردوغان، وهذا ما اكدته صحيفتا الجارديان البريطانية التي أكدت ان نقطة التحول الكبيرة عندما نزلت طائرة اردوغان في قاعدة انجرليك الأمريكية بعد اتصاله بأوباما..بعدها بلحظات تدخلت 12 طائرة F16 مجهولة في سماء انقرة واسطنبول وأسقطت مروحيات الجيش التركي وكان عددها 25 مروحية تقل جنودا وبعض القادة كانوا متوجهين للسيطرة علي مراكز حيوية اخري في البلاد ودارت حرب حقيقية في الجو بين القوات الجوية الامريكية ومروحيات الجيش التركي وأسقطت كل المروحيات التركية وقتل معظم الجنود والضباط ممن كانوا عليها ..كما تدخلت المخابرات الامريكية «IA وهددت قائد القوات الجوية التركية وطالبته بالاستسلام ووقف الانقلاب أو سيتم سحق كل الجنود الأتراك علي الحدود وفي الشوارع عبر الجو.. ولم يكن لقادة الانقلاب خيار..غير وقف الانقلاب وأمر الجنود بالانسحاب من الشارع وإنهاء الانقلاب.
هذا يؤكد لنا ان سبب وجود اي قاعدة امريكية في اي بلد هو لمنع اي انقلاب شعبي او عسكري ضد انظمة تخدم مصالحهم وتنفذ اوامرهم بالحرف الواحد كما يفعل اردوغان.
هناك فيديو علي اليوتوب يظهر تساقط 24 مروحية محملة بجنود وقادة.. من أسقطهم وهم قادة سلاح الجو التركي.. انه نظام الباتريوت الأمريكي المضاد للصواريخ والطائرات.. بعدها عاد اردوغان لينتقم من كل خصومه مرتكبا العديد من الانتهاكات وسط مباركة امريكية غربية حيث لم نسمع عن ادانات او جلسات لمنظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية التي تقف ضد مصر علي طول الخط.. فعلا اللي ليه قاعدة ما ينضربش علي بطنه.
gamal [email protected]