هي واحدة من أكثر النقاط سوادا وبشاعة وغبنا في مسيرة الحضارة الإنسانية منذ فجر تاريخها حتي اليوم, إنها تجارة البغاء أو الدعارة, وما يرتبط بها من ظاهرة العبودية الجنسية. فالأرقام المتعلقة بهذه الممارسات- التي تفقد الإنسان كرامته, والتي تتناقض مع الطبيعة السوية للبشر- صارت صادمة أكثر من أي وقت مضي في التاريخ الإنساني, وبصورة قد تجعلنا لا نصدق حقا أننا في القرن الحادي والعشرين.!! صناعة ضخمة تعد هذه الأرقام الضخمة انعكاسا مباشرا لتحول تلك الظاهرة إلي صناعة ضخمة تدر أرباحا بمليارات الدولار. فقد بلغ حجم الأموال التي يجري إنفاقها سنويا علي البغاء أو الدعارة مائة وستة وثمانين مليار دولار. وتبلغ حصة الصين من هذه الأموال ثلاثة وسبعين مليار دولار سنويا, وذلك مقارنة مع ستة وعشرين مليارا ونصف المليار دولار لأسبانيا, وأربعة وعشرين مليار دولار لليابان, وثمانية عشر مليار دولار لألمانيا, وأربعة عشر مليارا وستمائة مليون دولار للولايات المتحدة, واثني عشر مليار دولار لكوريا الجنوبية, وثمانية مليارات وأربعمائة مليون دولار للهند, وستة مليارات وأربعمائة مليون دولار لتايلاند, ونفس الرقم تقريبا للفلبين, وأخيرا أربعة مليارات دولار لتركيا. أرقام صادمة بلغ عدد هؤلاء الذين يجري استغلالهم في هذه الأنشطة القذرة ما يقرب من أربعة عشر مليون سيدة, ورجل, وطفل, أو بالتحديد ثلاثة عشر مليونا وثمانمائة وثمانية وعشرين ألفا وسبعمائة شخص. وتحتل الصين المرتبة الأولي بين الدول التي تعاني من هذه الظاهرة, إذ يبلغ عدد العاملين في تجارة الجنس لدي العملاق الصيني خمسة ملايين شخص. أما الهند فتحتل المرتبة الثانية بعدد أشخاص يبلغ ثلاثة ملايين شخص. وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الثالثة بعدد يبلغ مليون شخص, وتليها الفلبين بعدد يبلغ ثمانمائة ألف شخص, ثم المكسيك بعدد يبلغ نصف مليون شخص, ثم ألمانيا بعدد يبلغ أربعمائة ألف شخص. ثم البرازيلوتايلاند بعدد يبلغ ربع مليون شخص لكل منهما. ثم بنجلاديش بعدد يبلغ مائتي ألف شخص, ثم كوريا الجنوبية بعدد يبلغ مائة وسبعة وأربعين ألف شخص. بلاد العم سام وقد تفوقت عائدات المواقع الخليعة علي الشبكة العنكبوتية علي حجم العائدات السنوية لألعاب كرة السلة والقدم والبيسبول في الولايات المتحدة. كما تتجاوز عائدات الأفلام الإباحية في بلاد العم سام عوائد ثلاثة من أضخم الشبكات التليفزيونية العاملة في بلاد العم سام ألا وهي شبكات ايه. بي. سي وسي. بي. إس وان. بي. سي مجتمعة. بإختصار فتحت شبكات الانترنت بابا لم يسبق له مثيل لتسويق المواد الإباحية, وربما بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية. هذا الأمر يعني أن شبكة الانترنت أو بالأحري الثورة الرقمية التكنولوجية أحدثت ثورة هائلة في صناعة المواد الإباحية. عبيد العصر كشفت صحيفة اندبندنت البريطانية في تقرير لها أن ضحايا تلك التجارة يتم تهريبهم إلي بريطانيا علي أن يتم بيعهم بأسعار تبدأ بستة آلاف جنيه أسترليني.!!!!!! وكشفت الصحيفة أن المهربين يضمنون طاعة الفتيات الضحايا عن طريق المخدرات, والكحول, والضرب. وأضافت الصحيفة أن هؤلاء التجار يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي علي شبكة الإنترنت بحسابات وأسماء مزيفة, إضافة إلي إعلانات وظائف وهمية لجذب الضحايا الذين ارتفع عددهن بنسبة ضخمة. تجارة الأطفال تقول وزارة الخارجية الأمريكية إنه في كل عام يتم استغلال ما يزيد علي مليوني طفل في التجارة العالمية للجنس, وأن معظم هؤلاء الأطفال يقعون في شباك البغاء ربما للأبد. ويصنف الاستغلال الجنسي التجاري للأطفال ضمن جرائم المتاجرة بالبشر, وهي ممارسة تجرمها المواثيق والبروتوكولات الدولية. يحرم القانون الأميركي وبروتوكول الأممالمتحدة للمتاجرة بالبشر استعمال الأطفال في تجارة الجنس. ولا توجد أي استثناءات أو تبريرات اقتصادية واجتماعية أو ثقافية تمنع إنقاذ الأطفال من الاسترقاق الجنسي. المواقع الإباحية قفز دخل المواقع الإباحية علي شبكة الانترنت إلي ماقيمته سبعة وتسعون مليار دولار في السنة الواحدة ويعادل هذا المبلغ الفلكي أكثر من ثلاثة أضعاف الدخل القومي لدول فقيرة عديدة. وفي كل ثانية يجري إنفاق أكثر من ثلاثة آلاف دولار علي هذه المواقع, كما أنه في كل ثانية تحظي هذه المواقع الجنسية بدخول حوالي ثمانية وعشرين ألفا ومائتين وثمانية وخمسين شخصا علي شبكة الانترنت من شتي أرجاء العالم. وفي كل ثانية أيضا يعمد حوالي ثلاثمائة واثنين وسبعين شخصا إلي محاولة البحث عن هذه المواقع عبر كتابة كلمات بعينها عبر محركات البحث الشهيرة مثل جوجل وياهو وغيرهما. وفي كل تسعة وثلاثين دقيقة يجري إنتاج فيديو إباحي في أمريكا. عائدات ضخمة تعد صناعة المواد الإباحية علي الشبكة العنكبوتية صناعة هائلة بكل المقاييس. فعائدات هذه الصناعة أضخم بكثير من عائدات شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون وإي. بي وياهو وأبل ونيتفليكس مجتمعة. وتتصدر الصين قائمة الدول التي تحقق المواقع الإباحية فيها أرباحا فلكية, فهذه المواقع تسلب من جيوب الصينيين أكثر من سبعة وعشرين مليار دولار كل سنة. أما كوريا الجنوبية فرغم أنها تحتل المركز السادس والعشرين علي مستوي العالم من حيث عدد السكان فإنهما تأتي في المرتبة الثانية بعد الصين من حيث حجم الأنفاق علي المواقع الإباحية. وينفق الكوريون الجنوبيون أكثر من خمسة وعشرين مليار دولار. السياحة الجنسية في سياحة ممارسة الجنس مع الأطفال نجد أشخاصا يسافرون من بلدهم- وغالبا ما يكون بلد ممنوع فيه الاستغلال الجنسي للأطفال ويعتبر غير قانوني أو بغيض ثقافيا- إلي بلد أخري ليمارسوا الجنس التجاري مع الأطفال. وتعد السياحة لممارسة الجنس مع الأطفال اعتداء فاضحا علي كرامة الأطفال, وتشكل إساءة مروعة لهم. ويؤدي الاستغلال الجنسي التجاري للأطفال إلي تداعيات مدمرة علي القاصرين قد تشمل صدمات جسدية ونفسية تدوم طويلا, والمرض( بما في ذلك مرض نقص المناعة المكتسبة/الإيدز), الإدمان علي المخدرات, والحمل غير المرغوب به, وسوء التغذية والنبذ من المجتمع, وربما الموت. ويسافر أحيانا السياح الذين يمارسون الجنس مع الأطفال إلي الدول النامية سعيا وراء التخفي وتوفر الأطفال في سوق البغاء. ما يحفز هذه الجريمة عادة هو التطبيق الضعيف للقانون, الفساد, الانترنت, وسهولة السفر والفقر. ينتمي ممارسو هذا النوع من الجنس إلي كافة الطبقات الاجتماعية والاقتصادية وفي بعض الحالات يشغلون مناصب كبري.!!!!! نجاح هائل لشبكة الإنترنت تقول نابوليوني إن شبكة الانترنت حققت نجاحا هائلا بالنسبة إلي صناعة المواد الإباحية بفضل عامل آخر غير قدرة الشبكة العنكبوتية الهائلة علي نشر هذه المواد في أوساط الملايين بسهولة ويسر. ويتمثل هذا العامل في أن الشبكة ظهرت في وقت مناسب تماما بالنسبة لهذا القطاع إذ ظهرت بعد نجاح هذه الصناعة في تحرير الأفلام الإباحية من القيود القانونية التي كانت مفروضة عليها حسبما يقول لوتشانو مانتيللي وهو مؤرخ للأفلام الإباحية. ويقول مانتيللي: لقد شهدت حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي قيام المجلات الإباحية وخاصة في إيطاليا بمحاولات حثيثة لجعل الأفلام الإباحية مقبولة وفي عام1960 أطلق الناشر الإيطالي سارو بالسامو مجلة الرجال أومين التي تعرض صور نساء بملابس السباحة وحققت نجاحا كبيرا وأثارت في الوقت ذاته ضجة هائلة حيث صادرت الشرطة الأعداد السبعة الأولي منها من أكشاك بيع الجرائد علي أساس أنها تروج للفاحشة. الاتجار بالبشر والأفلام الإباحية تعد هذه الظاهرة من أكثر الظواهر ارتباطا بظاهرة أخري لا تقل خطورة عنها ألا وهي ظاهرة الاتجار بالبشر حيث يجري في الكثير من الأحيان إجبار النساء اللاتي يجري استرقاقهم في العديد من بقاع الدنيا علي العمل في الأفلام الإباحية التي يجري بثها علي شبكة الإنترنت. وتشير التقديرات إلي أن عدد الرقيق في مختلف أنحاء العالم يصل إلي30 مليون إنسان تقريبا ينتشرون في مختلف الدول ويتخذ رقهم أشكالا مختلفة ويستخدمونه في أداء مهام عديدة. ويأتي الاستغلال الجنسي للعبيد الجدد علي رأس صور الاستغلال المنتشرة في أوروبا والولايات المتحدة علي وجه الخصوص, في حين توجد أشكال أخري لاستغلالهم في الدول الفقيرة وبخاصة الدول الإفريقية وتشمل التشغيل بدون أجر أو البيع للغير, ووفقا لخبراء الأممالمتحدة فإن عصابات الرقيق الأبيض تحقق دخلا شهريا قدره7 آلاف دولار أمريكي عن كل سيدة أو رجل يتم تشغيله في الدعارة. ويشير الخبراء إلي أنه رغم انتهاء الرق رسميا من العالم فإن الظاهرة تمثل جزءا من نمط الحياة في مختلف دول العالم وإن تفاوتت درجة ظهورها. وتشير التقارير إلي أن عصابات الرقيق في العالم تعتمد علي خطف الأطفال وبخاصة في مناطق الصراع السياسي والعسكري ثم نقلهم إلي أماكن استغلالهم في أية دولة, وهناك أيضا عصابات تتولي شراء الأطفال من عائلاتهم الفقيرة وبخاصة في القارة الإفريقية ودول آسيا الفقيرة ثم تنقلهم إلي أوروبا أمريكا لاستغلالهم في مختلف الأغراض بما في ذلك الاستغلال الجنسي. عدد الأشخاص العاملين في البغاء الصين 5 ملايين الهند 3 ملايين أمريكا مليون الفلبين 800 ألف المكسيك 500 ألف ألمانيا 400 ألف البرازيل 250 ألف تايلاند 250 ألف بنجلاديش 200 ألف كوريا الجنوبية 147 ألف