الأرجوت فطر حجري يصيب القمح والشعير وغيرهما من النباتات النجيلية مثل الشيلم والشوفان. للأرجوت استخدامات طبية كما أن له تأثيرات كارثية علي صحة الإنسان. تقول موسوعة ويكيبيديا إنه إذا تم تناول الدقيق الملوث به فإنه يتسبب في الإصابة بالتسمم الذي ينتهي بحركات تشنجية كما قد يؤدي إلي الغرغرينا والموت كما يعتبر من أكثر العوامل المؤدية للإجهاض عند الحوامل في الإنسان والحيوان. مصر خالية حتي الآن من هذا الفطر الذي يصيب أقماحا في بلاد أخري نستورد من بعضها قمحا لسد الفجوة بين الإنتاج المحلي والاحتياجات ومن بين هذه الدول فرنسا. القرار906 لعام2012 الخاص بقواعد الحجر الزراعي المصري ينص علي ضرورة' الخلو المطلق' للبذور وأعضاء التكاثر الخضري من الأمراض والفيروسات. في أواخر العام الماضي وأوائل العام الحالي وردت شحنتا قمح إحداهما من فرنسا حجمها63 ألف طن مصابة بالأرجوت. رفض الدكتور سعد موسي رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي وقتها دخول الشحنة. تم تقديم بلاغ للنائب العام لحظر دخول الشحنة الفرنسية وشكلت النيابة لجنة علمية من ثلاثة من أساتذة الجامعات المتخصصين في علم أمراض النبات وأكد تقريرها احتواء شحنات القمح التي تم استيرادها علي فطر الأرجوت. وأكد التقرير أن دخول الفطر إلي مصر يعرض محاصيل القمح والشوفان والشعير للإصابة, ويحمل الدولة خسائر نحو10% من المحصول المصاب إلي جانب تعرض الإنسان للإصابة بالتسمم والغرغرينا والفشل الكلوي وإجهاض الحوامل. وأكد التقرير أن أعراض التسمم تظهر واضحة علي جميع حيوانات التربية وخاصة المواشي' الأبقار والجاموس', والتي تكون شديدة الحساسية للتسمم الأرجوتي والذي يظهر بأشكال مختلفة علي الحيوانات. وأشار التقرير إلي أنه في حال سمحت الحكومة باستيراد القمح المحتوي علي0.05% أجساما حجرية فإن كيلو الدقيق سوف يحتوي علي قرابة500 مللي جرام من بقايا الأجسام الحجرية. كان للحكومة رأي آخر. في مارس الماضي أقال وزير الزراعة الدكتور سعد موسي.' علي خلفية رفضه دخول شحنتي قمح مصابتين بالأرجوت' وفقا للأهرام في14 يوليو الحالي. الحكومة ولأسباب غير واضحة وغير مفهومة مصرة علي أن هذه النسبة من الإصابة بالأرجوت لا تضر بالصحة. لكنها في إطار هذا الإصرار بدت مرتبكة حتي بعد أن غيرت المواصفة المصرية. وزير الزراعة عصام فايد( الجمهورية14 يوليو) يقول إن' التشريع الزراعي المصري الذي كان يقضي بعدم السماح بدخول أي شحنات قمح مصابة بأي نسبة من هذا القطر لم يخضع لتحليل المخاطر'. في إطار الارتباك قالت الحكومة إن السماح بدخول أقماح مصابة بفطر الأرجوت بالنسبة المذكورة' لا ينتج عنها أي خطر علي الصحة العامة للإنسان بالنسبة للأقماح غير المعدة للطحن'. وأن البيئة المصرية غير مناسبة لتوطن الأرجوت. لكنها وعلي لسان فايد أيضا( المصري اليوم14 يوليو) قالت إنه' في حال ثبت ما يخالف النسبة المقررة عالميا بناء علي دراسات مستقبلية ستتم إعادة النظر فورا في هذا الأمر واتخاذ ما يلزم لحماية الزراعة المصرية'. غير أن مجلس الوزراء في مخاطبته للرئاسة لرفع حظر قمح الأرجوت( المصري اليوم12 يوليو) سلم بأنه' فيما يخص إجراء دراسات علمية دقيقة لتحديد مدي خطورة فطر الأرجوت علي الصحة العامة فإن ذلك يتطلب دراسات مستقبلية طويلة الأمد وباهظة التكلفة وتحتاج دراسات تداخلية موازية لتحديد نسبة الفطر المسموح بها'. طيب ليه الإصرار علي الصفقة الفرنسية وهل خلت أسواق العالم من قمح سليم؟