قصة قصيرة

نوبة زهايمر

اجتمعت مجموعة المعاش المبكر التي تعمل في مكتب نائب رئيس الشركة وأطلقت علي نفسها هذا الاسم بسبب رغبة كل أفرادها في الخروج علي المعاش المبكر في أقرب فرصة وكلهم تجاوزوا الخمسين من عمرهم.. ولكل واحد منهم مبررات رغبته في الخروج علي المعاش المبكر.
الأستاذ رمضان الشهير برمضان فاكس, أرسل أكثر من ثلاثين شكوي بالفاكس لرئيس الهيئة متضررا من عدم تسوية حالته وعندما قرأ رئيس الهيئة الشكوي المرسلة بخط يده الذي يتميز بالجمال ومكررة بالفاكس الموجود في منزله.. أشر عليها بهذه التأشيرة: يجازي صاحب الشكوي بخصم يوم من راتبه لعدم اتباعه التسلسل القيادي وتصرف له مكافأة مقدارها خمسون جنيها لجمال خطه, وتسوي حالته بصفة عاجلة وأفاد والأستاذ رمضان يريد مكافأة المعاش المبكر ليفتتح مركزا تعليميا خاصا, فهو يتمتع بمهارات تعليمية ويجيد اللغة العربية..والأستاذ سيد الشهير بسيد سلكة فقد كان يعمل عامل كهرباء قبل نقله للعمل في وظيفة كاتب بمكتب نائب رئيس الشركة يريد تزويح بناته, والمهندس كمال الشهير بكمال نعناع حيث اشتهر بزراعة النعناع في الحديقة الملحقة بالمكتب فهويسكن في منطقة ريفية ويجيد الزراعة أما الأستاذ سمير فيريد بناء الطابق الثاني في بيته الريفي كعادة أهل قريته ويأمل في تحقيق حلمه من خلال خروجه علي المعاش المبكر ودائما يقول لصحبته( عايز أطلع بالدور الثاني)..جري المهندس كمال إلي غرفة البوفيه يلحق القهوة قبل أن تفور وتبعه سمير الذي أمسك برغيف خبز يريد تسخينه وانهملك الأستاذ رمضان في كتابة مذكرة بخطة الجميل لأحد العاملين يتضرر فيها من جزاء تم توقيعه عليه.. فجأة خرج سمير من غرفة البوفية وهو يضحك ضحكات هستيرية ويضرب كفا بكف وصاح وقال: شفتم اللي حصل للمهندس كمال.. الزهايمر اشتغل معاه وهو بيصب فنجان القهوة بتاعه.. صاح الجميع: حصل إيه؟! ضحك وقال: بسلامته جه يصب القهوة في الفنجان..صبها في الحوض..ضحك الجميع.. قال الأستاذ رمضان: مسكين المهندس كمال نوبة الزهايمر المرة دي كانت شديدة ربنا يكون في عونه بسلامته عايز يتجوز التانية!! عمنا سمير عايز يطلع بالدور الثاني وعمنا كمال عايز يجيب ضرة لأم عياله ربنا يستر علينا.. فين نضارتي؟..فين نضارتي؟ قال له المهندس كمال: سلامة الشوف ياعم رمضان نضارتك إنت لابسها ياعم رمضان..فوق بقي وبطل زهايمر قال له رمضان:حالو ياحالو رمضان كريم ياحالو.. عليه العوض فينا كلنا.. الزهايمر شغال معانا زي الفل! وكله كوم وعمنا المهندس كمال كوم..اللي صب كنكة القهوة في الحوض.. مسكين كبر وخرف.