قري االنهضة غرب الإسكندرية تغرق في المشكلات

اسلة خضراوات الإسكندرية, هو الاسم الذي اشتهرت به33 قرية بمنطقة النهضة التابعة لحي أول العامرية غرب الإسكندرية منذ إنشائها في سبعينيات القرن الماضي, حيث تنتج ما يقرب من ال60 بالمئة من احتياجات المدينة الساحلية وعدد من المدن المجاورة من الخضراوات والفاكهة, إلا أنها مؤخرا أصبحت تعاني الإهمال وهو ما ظهر جليا بعد غرق أغلب تلك القري في مياه الصرف الصحي واختلاطها بمياه ري الأراضي الزراعية القادمة من ترعة النوبارية, حيث إن شبكة الصرف بتلك القري غير مربوطة بالأساس بالشبكة الرئيسية بالمحافظة.
كما تعاني تلك القري والتي تبعد عن قلب مدينة الإسكندرية ب40 كم, ويقطنها قرابة نصف مليون نسمة من أزمات أخري متمثلة في عدم وجود طرق ممهدة وكذلك عدم وجود أي نقطة شرطة لخدمة كل تلك الكثافات السكانية بها.
الأهرام المسائي انتقلت إلي منطقة النهضة لرصد مشاكل وأزمات الأهالي علي الطبيعة..
احنا عايشين منسيين في قري النهضة, ومفيش مسئول بييجي يشوف مشاكلنا ولا كأننا جزء من الإسكندرية, بهذه الكلمات بدأ حلمي سعيد, أحد أهالي قرية البيضاء, إحدي قري النهضة, حديثه إلينا مضيفا: المشكلة الأساسية التي نعاني منها تتمثل في عدم وجود شبكة صرف صحي بكامل القري الموجودة في النهضة, حيث إن الشبكات الموجودة حاليا هي شبكات قام الأهالي بإقامتها بالجهود الذاتية وتكلفت الملايين وفشلوا في ربطها بالشبكة الرئيسية بالمدينة حيث يتكلف ذلك مبالغ طائلة لا يقدرون عليها لافتا إلي انهم قبل ذلك كانوا يعتمدون علي الآبار في عملية الصرفب.
وأشار إلي أن الخطورة تكمن في أن الشبكات الجديدة لا تجد مكانا تصرف فيه المخلفات سوي مصرف مخصص للصرف الزراعي ينتهي ببحيرة الملاحات, ويفيض كل فترة وتطفح المياه علي ترعة النوبارية التي يروي الأهالي الأراضي الزراعية منها مؤكدا ان الأمر يعد كارثة إنسانية وصحية مضيفا: مفيش في إيدينا حاجة نعملها واشتكينا لطوب الأرض ومحدش عملنا حاجة وبيوتنا تصدعت بسبب مياه الصرفب.
ويلتقط محسن زيد, أحد الأهالي خيط الكلام قائلا: بخلاف الصرف فإن القري تعاني من عدم وجود طرق ممهدة لسير السيارات حيث إن أغلبها محطمة وتتسبب في الكثير من الحوادث وخاصة أنها تستخدم في نقل الخضراوات والمحاصيل ولابد من وجود اهتمام من جانب المسئولينب.
واشتكي محمود السيد, أحد الأهالي من انخفاض منسوب مياه الري بترعة النوبارية بشكل دائم مما يسبب أزمة في عمليات ري الأراضي الزراعية, مشيرا إلي أن تلك المشكلة المسئول عنها وزارتا الزراعة والري, مطالبا بوضع حلول عاجلة لتلك الأزمة, بالإضافة إلي أزمات تتعلق بتأخر تسليم الأسمدة والمبيدات الزراعية وتأتي في الكثير من الأحيان منتهية الصلاحية مما يؤدي إلي خسائر في المحصول وأضرار علي متناوليها من المواطنين.
كما لفت االسيد, إلي أن وزارة الزراعة تحظر علي المزارعين بكافة قري النهضة زراعة الأرز وتقصر الزراعة بها علي الخضراوات والفاكهة.
ويقول عثمان عبد الله, من قرية العلا الشرقية المجاورة: نعيش في منفي حقيقي بقري النهضة التي تفتقد للخدمات بشكل كامل حيث إن أغلب القري ومنها قرية العلا الشرقية لا يوجد بها وحدة صحية وتابع: الو حد تعب بننقله لمسافة كبيرة في سكة غير ممهدة وده بيعرض حياته للخطرب.
ويضيف أنه منذ قيام ثورة يناير عام2011 والمنطقة لا يوجد بها وحدة شرطة واحدة لحماية الأهالي من البلطجية الذين وجدوا الفرصة سانحة أمامهم للتواجد بالقري وفرض سيطرتهم.
من جانبه أكد المهندس أحمد قريش, رئيس حي أول العامرية, أن قري النهضة تشهد بالفعل الكثير من المشكلات التي تم حصرها للعمل علي حلها بشكل نهائي بداية من أزمة الصرف ورصف الطرق, لافتا إلي أنه تم إدراجهم في الخطة الخاصة بالتنمية بمحافظة الإسكندرية لعام.2016
وعن مشكلة عدم وجود نقطة شرطة بالقري أشار اقريش, إلي أنه كان هناك نقطة شرطة بالفعل فيما سبق وأغلقت بداية من ثورة25 يناير لافتا إلي ان الحي تقدم بطلب لمديرية الأمن لإعادة تفعيلها مجددا وهو ما أكدت المديرية انها ستقوم بدراسته.
من جانبه قال السيد شلبي, وكيل وزارة الري بالإسكندرية, أن أراضي قري النهضة لها وضعية مختلفة عن باقي الأراضي الزراعية بالجمهورية وهي أنها أراض صحراوية مستصلحة ولا تحتفظ بمياه الري مثل الأراضي الطينية الأخري مما يجعلها أكثر استهلاكا للمياه.
وأشار اشلبي, في تصريحات خاصة لاالأهرام المسائي, إلي أنه غير مصرح بزراعة الأرز بزمام الأراضي الزراعية المحيطة بترعة النوبارية بالكامل وعددها مليون و150 ألف فدان وذلك بسبب استهلاك الأرز لمياه كثيرة في زراعته تصل ل5 آلاف متر مكعب للفدان الواحد, مع قلة المياه بالترعة بالمقارنة بالأراضي التي تخدمها لافتا إلي أنها مصممة بالأساس لخدمة880 ألف فدان بالإضافة ل15 محطة تنقية مياه شرب مما يمثل عبئا كبيرا عليها.
وعن أزمة الصرف الصحي التي تعاني منها القري, أكد اللواء محمود نافع, رئيس شركة الإسكندرية للصرف الصحي, أن المنطقة مدرجة بالفعل ضمن خطة المحافظة لإصلاح شبكة الصرف الصحي وهو المشروع الذي سيتكلف250 مليون جنيه ويشمل قري النهضة وعددا من القري والمناطق المتضررة من أزمة السيول التي ضربت المدينة في الشتاء الماضي.