قال الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور في حواره مع الأهرام المسائي, إن بعض ممارسات الحكومة أعادت الأحزاب عادت إلي وضعها التي كانت عليه في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وأكد أن الأحزاب أصبحت مهمشة وليس لها أي دور حقيقي, ورفض مايقال عما يسمي بتحالف دعم مصر, وأضاف مفيش حاجة اسمها تحالف دعم مصر فكلنا ندعم مصر.. وقال بالحرف الواحد: أنا مستاء من المشهد السياسي الحالي, واصفا إياه بالمرتبك. كيف تقرأ المشهد السياسي الراهن؟ لا توجد سياسة واضحة الآن وأصبح دور الأحزاب محدودا والممارسة السياسية ضعيفة, وكل ذلك له أسبابه الكثيرة منها أن هناك ممارسات كانت تتم من قبل الدولة والحكومة أدت إلي تحجيم دور الأحزاب, وهذا ما ظهر جليا في مسألة الانتخابات البرلمانية الأخيرة من دعم قائمة معينة ومرشحين بعينهم, حيث تمت هندسة الانتخابات الأخيرة, وكانت النتيجة إفراز برلمان تمثيل الأحزاب فيه ضعيف للغاية, وليس لها أي فعالية في الحياة السياسية علي الاطلاق. كما أن الرئيس التقي رؤساء الأحزاب في12 يناير2015 أي ما يقرب مما يزيد علي العام ونصف العام, ولم يدع القوي السياسية للحوار مرة أخري, وبالتالي فإن الأحزاب عادت وضعها مثلما كان الحال في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك, مهمشة وبدون فاعلية. وما هي الدوافع التي بنيت عليها رأيك بأن الدولة تسعي إلي تحجيم دور الأحزاب؟ هناك رؤية معينة ومسار يسيرون عليه وليس لديهم اقتناع بالأحزاب, حتي حزب النور الذي كان له وجود في الشارع تم تجميده وتهمشيه من خلال الحرب الاعلامية التي جرت ضده وعليه, إضافة إلي تكسير عظامه, بوضعهم لنظام انتخابي يعيق الحزب عن الحصول علي نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان. كما أنه يجب إصدار قانون يقضي علي الفساد الذي يبدو وكأنه متجذر في مصر مثلما تم إصدار قانون للارهاب, يتضمن محاربة حقيقية للفساد, إضافة إلي إصدار قوانين تحقق العدالة الاجتماعية بين أفراد الشعب. هل حزب النور راض عن نسبة المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات البرلمانية؟ لانزال نري ما حدث في الانتخابات الأخيرة وكأنها ليست نسبتنا الحقيقية ولا تتناسب مع وجودنا علي الأرض, والانتخابات البرلمانية كانت عبارة عن طبخة حمضانة وفاسدة, هدفها تحجيم الأحزاب وبخاصة حزب النور, لكي يحصل علي نسبة بسيطة من المقاعد كان المقصود هو النور عن طريق قانون الانتخابات وحملة ممنهجة ضد الحزب وتشويه صورته للحصول علي مقاعد بسيطة وغير مناسبة ما تعليقك علي أداء مجلس النواب؟ التشكيل الحالي للمجلس يتناسب مع طموح الشعب وسنتعامل معه, لكن الواضح لنا أنه برلمان مفتت ومشتت ولا توجد معارضة قوية تستطيع أن يكون لها مواقف مؤثرة في القرارات ونأمل أن يؤدي دور لتحقيق طموحات الشعب. ذكرت أن البرلمان الحالي ليس به معارضة حقيقية, وائتلاف دعم مصر يملك الأكثرية فكيف تري ذلك؟ أعترض علي تسمية هذا الائتلاف بدعم مصر, لأننا جميعا ندعم مصر, وباقي الأحزاب ليسوا خونة, ونعمل لمصلحة مصر, ويجب علي أعضاء الائتلاف تغيير الاسم. ما هو استعداد حزب النور لانتخابات المحليات؟ سنخوض الانتخابات القادمة وقمنا بإعداد الكوادر اللازمة, لكننا ننتظر القانون وسنقرر شكل مشاركتنا وفقا للنظام الانتخابي الذي سيتم اعتماده. ما هو رأيك في النظام الأنسب لانتخابات المحليات هل النظام المختلط أم الفردي أم القائمة المطلقة المغلقة؟ القائمة النسبية هي الأفضل لأنها تمثل صوت المواطن وتتيح الفرصة لتمثيل النسب الدستورية التي نص عليها الدستور, لكن القائمة المغلقة تعمل علي إهدار الأصوات, وفي حال إقرار هذا النظام فإن كل الخيارات ستكون مفتوحة أمامنا ومن الوارد مقاطعة الانتخابات, وفي النهاية فإن القرار سيرجع إلي المجلس الرئاسي والهيئة العليا للحزب. القواعد الشعبية للحزب تنادي بضروة اعتزال الحزب للمشهد السياسي هل الحزب سيستمع لهم أم سيعطي لهم ظهره؟ ما شاهدته القواعد الشعبية للحزب والشعب المصري من عزوف الشعب عن المشاركة في الحياة السياسية واستخدام بعض الممارسات كان سببا في ذلك, وهذا مؤشر خطير, لكن حزب النور سيستمر في الحياة السياسية وقواعدنا مقتنعة بهذه المشاركة, لأن هدفنا هو أن يكون لنا دور في بناء وإصلاح مصر. بين الحين والآخر يتم رفع دعاوي قضائية لحل حزب النور هل الحزب يتخوف من حله؟ لا نخشي حل الحزب, ولا يشغلنا علي الإطلاق, لأننا ليس لنا أي مصالح شخصية, لكن حل الحزب سيكون له نتائج سلبية خطيرة علي الحياة في مصر, باعتباره الفصيل الاسلامي الذي يسلك فيه الشباب الاسلامي ذو المرجعية الدينية والمحب لدينه الطريق السلمي للتعبير عن رأيه, وبالتالي فإن إقصائه سيكون غير مجد, وسيعمل علي إصابة كثير من الشباب بالإحباط. كما أن موقفنا القانوني سليم وتم إنشاء الحزب من خلال النص الدستوري, كما أنه لا توجد مادة في الدستور تنص علي حل الحزب, لأنه قائم علي مرجعية دينية وليس علي أساس ديني. الحكومة حظيت بثقة البرلمان هل الحزب راض عن أدائها؟ غير راضين وكل وزارة تعمل في جزيرة منفصلة وليس هناك رؤية واضحة وما يحدث هو تخبط في القرارات, ورأينا أننا كحزب من ضمن الأحزاب التي منحنا الثقة للحكومة لأن البلد في ظرف لا تتحمل فيه إقالة الحكومة. البرلمان سلطة تشريعية ويملك حق إقالة أي وزير أوسحب الثقة منه, فلماذا لم يفعل البرلمان أدواته الرقابية تجاه وزير التربية والتعليم بعد أزمة تسريب امتحانات الثانوية العامة؟ المجلس ليس به كتلة معارضة قوية وحزب النور داخل البرلمان يمثل ب11 عضوا فماذا سنفعل والأمر يحتاج إلي أغلبيية ليست موجودة في المجلس. هل تقبلون المصالحة مع الاخوان مع أو بتعبير أكثر دقة مع من لم تتلوث أيديهم بالدماء؟ نحتاج إلي اصفاف وطني وتصالح مجتمعي, وهناك ممارسات وقرارات تؤدي إلي مزيد من الانقسام المجتمعي الواضح, وبالتالي فإنه لابد من إعادة لم الشمل الشعب والبعد عن السياسات الاقصائية, وأن من يرغب في نبذ العنف يعلن تبرئه ونحن نرحب بعودته, شريطة ألا يرتكب أعمال يحاسب عليها القانون, بالاضافة إلي أنه يجب أن تكون هناك مراجعات فكرية من الاخوان وإعلان صريح بنبذ العنف ووقف جميع الفعاليات الداخلية والخارجية, وإتباع الطريق السلمي والمؤسسي الموجود في الدولة. ما هو دوركم كتيار سلفي في مواجهة الارهاب ؟ الحزب الوحيد الذي أقام الكثير من الفاعليات ضد العنف ومنها حملات بلا عنف, ومصر ضد الارهاب, كما أنه الحزب الذي عقد مؤتمرا صحفيا للتحذير من الخروج في مظاهرة أسموها ثورة الشباب المسلم, لتطبيق الشريعة, والتي دعت إليها الجبهة السلفية, ونحن ضد هذه الأفكار الصدامية والتكفيرية, وشباب النور محصن ضدها. هل نحن بحاجة إلي تعديل قانون التظاهر؟ لابد أن يكون هناك قانون لتنظيم التظاهر, مثل باقي دول العالم, وحتي لا تنقلب إلي فوضي, والقانون الحالي يحتاج إلي تعديل ونحن تقدمنا بوجهة نظرنا ومقترحاتنا. ما هو تعليقك عل قانون الخدمة المدنية خاصة بعد حملة الرفض التي شنها الموظفين لعدم إصدار مثل هذا القانون؟ النظام الوظيفي في مصر فاشل ويساعد علي الفساد الاداري, ولابد من تغييره, كما أن القانون القديم به عيوب خطيرة, والأمر يحتاج إلي تصحيح مسار, لكن القانون الجديد به مميزات كثيرة وأيضا به عيوب قاتلة, وتقدمنا بمقترحاتنا لتعديل بعض مواده. ما هي أبرز القوانين الموجودة علي أولوية الأجندة التشريعية لحزب النور؟ لدينا أجندة تشريعية تحقق العدالة الاجتماعية وسنطرحها في وقتها علي مجلس النواب من خلال نوابنا. هل تعتقد أن المؤسسات الدينية قامت بدورها في تجديد الخطاب الديني وفق دعوات الرئيس السيسي لأكثر من مرة؟ إلي الآن كل واحد ينظر إلي الخطاب الديني بشكل خاص, وعلينا أولا أن نعرف ونحدد ما هو المقصود بتجديد الخطاب, خاصة وأن الخطاب الديني الموجود في المساجد من قبل وزارة الأوقاف لا يتناسب مع العصر ومتطلبات المواطنين, كما يجب علينا أن نرتقي بخطباء الأوقاف والأزهر خاصة أصحاب الكفاءة العلمية لافادة المواطنين.