أبدت الصحف العالمية اهتماما كبيرا بالتقارب بين روسياوالصين في الفترة الأخيرة والذي وصل إلي علاقة الشراكة الكاملة علي حد تعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتفقت مواقف الدولتين حول قضايا مكافحة الإرهاب والأوضاع في سوريا مما جعل البعض يصفها بعلاقة الزواج, وهو الأمر الذي اثار حالة من الذعر لدي عدد من الدول الأجنبية وخاصة واشنطن التي اعتبرت هذا التقارب تهديدا لامنها واستقرارها وهو ما أكدته مجلة ناشيونال انترست التي أكدت أن تطور العلاقة بين القطبين الصاعدين والمؤثرين في كثير من الاحداث في المنطقة سواء علي الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الدبلوماسي يزعزع استقرار العم سام في وقت تعد غير مؤهلة لخوض أي حرب خاصة في ظل سياسات الرئيس باراك اوباما والتي تسير عملا بمبدأ القيادة من الخلف أو تسيير الامور من وراء الكواليس. وأشارت المجلة إلي أن الجيش الأمريكي يمر بأزمة من حيث الجاهزية أو الاستعداد لخوض الحرب ضد روسيا او الصين وهو رأي اتفق عليه مجلس النواب ولجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ وأرجعوا ذلك إلي حروب مكافحة الإرهاب التي شاركت فيها واشنطن في العراق وأفغانستان وهو ما أصاب الجيش بحالة احتضار يجب ان يفيق منها باعتباره أقوي جيش في العالم. ومن جانبه, أكد بوب سيمونز المسئول عن العاملين في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي أن الجيش يمر بأزمة كبيرة الا اننا لازلنا قادرين علي مواجهة اي تهديدات, وهذا لا يعني اننا لسنا في حاجة ماسة إلي الابتكار لاننا اصبحنا نفتقر القدرة والإمكانيات اللأزمة لخوض أي حرب. وأضاف أن البحرية تحتاج إلي إعادة هيكلة فإذا نظرنا إلي سلاح مشاة البحرية فسنجد ان هناك نقصا كبيرا في المشرفين علي إصلاح طائرات التدريب التي يعتمد عليها الطيارون في تدريباتهم, إضافة إلي ان هناك نقصا في إعداد الطيارات وطياري البحرية الأمريكية الذين يقومون بطلعات جوية لا تتعدي الساعة الواحدة في الجو وهو اقل بكثير من نظرائهم الروس والصينيين ويقوم طيارو البحرية الأمريكية بطلعات جوية تستغرق ما بين4 إلي6 ساعات في الجو طوال الشهر بدلا من المعدل الطبيعي وهو من20 إلي30 ساعة وهو أقل3 مرات من الطيارين الصينيين, وهو الامر الذي خلق فجوة كبيرة وأكد مدي تفوق البحرية الصينية والروسية علي الامريكية. وأكد عدد من الخبراء العسكريين الروس أن موسكووبكين لديهما غواصات قادرة علي تدمير البحرية الأمريكية. وكان لموقع جلوبال ريسيرش البحثي رأي آخر فقد أكد أن الولاياتالمتحدة تجهز لخوض الحرب ضد روسياوالصين خاصة بعدما اصبحتا عقبتين كبيرتين في طريق هيمنتها علي العالم, مشيرا إلي أن زعماء العالم يجب ان يستعدوا لاحتمال نشوب حرب نووية كبيرة بين واشنطنوبكين خاصة بعد الاستفزازات العسكرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي وهو ما حذرت منه بكين مرارا وتكرارا ومن هنا اقامت الصين منطقة للدفاع الجوي في بحر الصين الجنوبي لمواجهة تلك الاستفزازات ليمكنها منع أي سفن أو طائرات من الدخول إلي البحر بدون إذن وهو ما رفضته واشنطن التي ترفض سيادة بكين علي هذا البحر باعتبار ان هناك دولا كاليابان والفلبين يطالبون بأحقيتهم فيه. وهناك كثير من معارك الكر والفر التي تحدث يوميا بين قوات البحرية الصينية التي دائما ما تلاحق مدمرة امريكية او غواصات إلا أن الأمر ينتهي دون أي خسائر, إلا أن الموقع يؤكد ان الوضع قد يكون اقترب من نشوب مواجهات جوية بين الطائرات الأمريكيةوالصينية, ومن هنا سيكون بحر الصين مسرحا لاستعراض العضلات لكل من البلدين خاصة وان بكين هددت بأنها لن تصمت إزاء الاستفزازات الأمريكية. وأكدت الصين أنها ستحافظ علي حقوقها المائية, مؤكدة ان واشنطن تسعي إلي تصعيد التوتر بالمنطقة واستغلال حرية الملاحة مشددة علي أن الإمبريالية الأمريكية لن تنجح هنا, وأن واشنطن لاتزال تعمل بعقلية الحرب الباردة. وأكد الموقع أن واشنطن تجد في التوسع والانتشار الروسي تهديدا لاستقرارها وفرض هيمنتها علي الدول, ولذلك ستعمل طوال الفترة المقبلة علي استفزاز روسيا من ناحية حدودها البحرية وهو مخطط واضح للأجندة الأمريكية التي تسعي إلي تكدير السلام العالمي.