في الوقت الذي تتربع فيه الولاياتالمتحدة علي قمة سوق السلاح بلا منازع وتتبعها روسياوالصين في المركزين الثاني والثالث إلا أن غواصات البلدين المتمركزة في المحيط الهادئ تثير قلق ورعب الولاياتالمتحدة التي عبرت وزارة دفاعها عن مخاوفها من نشوب صراع أو توتر بين واشنطن من ناحية وبكين وموسكو من ناحية أخري خاصة وأن تلك الغواصات تهدد استقرار امريكا ودول أوروبا أيضا ووفقا للتقديرات العسكرية فقد أكد الخبراء أن الغواصة الروسية فارشافينكا والتي يطلق عليها العالم اسم الثقب الأسود لقدرتها علي التخفي عن شاشات الرادار والغواصة موسكو المزودة بصواريخ عابرة للقارات والتي تمتلك امكانيات عالية تمكنها من التجسس وجمع المعلومات الاستخبارية, والغواصة امور التي اكد الخبراء انها تشكل خطرا هائلا علي البوارج البحرية الامريكية لصعوبة اكتشافها, وكذلك الغواصة الصينية سونج قادرة علي تدمير نصف امريكا, وهو الامر الذي سرعان ما تحول الي صداع في رأس الرئيس باراك اوباما. ونقلت مجلة فورين بوليسي عن هاري هاريس قائد الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ,ان الامور ستزداد سوءا اذا لم تتحرك واشنطن لمواكبة المنافسين في المحيط الهادئ, مشيرا الي ان روسيا تمتلك اكفأ وأقوي غواصات في العالم بعد الولاياتالمتحدة, مؤكدا ان روسيا تمكنت في آواخر العام الماضي من اجراء تحسينات كبيرة في اسطولها البحري في المحيط الهادئ في وقت تعتمد فيه الولاياتالمتحدة علي خطة بعيدة المدي قد تحتاج تنفيذها ما بين12 و28 عاما. وتعهد هاريس أنه سينفذ المزيد من عمليات حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي وذلك بعد الصور التي التقطتها الاقمار الصناعية الامريكية والتي كشفت أن الجيش الصيني نشر نظاما متطورا لصواريخ أرض- جو في واحدة من الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي ساعيا الي الاستيلاء علي اراض وجزر متنازع عليها. وتخشي واشنطن ان تهدد تلك الغواصات حركة الاتصالات والانترنت في مدنها وهو ما يوجه ضربة قوية للاقتصاد في واشنطن ودول اوروبا بأكملها. واستطاعت روسياوالصين ان يشكلا كارت ارهاب للولايات المتحدة التي لم تتوان عن مراقبتهما لحظة بلحظة وذلك بعد ان اصبحت الصين احد عمالقة الدول الكبري اقتصاديا وسياسيا, وبعد تنامي النفوذ الروسي في الشرق الاوسط وكسب معركة اوكرانيا وهو الامر الذي اعترف به من قبل وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر والذي اكد ان روسياوالصين تشكلان تهديدا للنظام العالمي بسبب نفوذهما المتنامي. وتشعر واشنطن بقلق بالغ خاصة بعد التحالف الروسي الصيني الذي اصبح شبحا يطاردها ويهدد امنها واستقرارها ونفوذها الذي بدأ يتراجع وهو ما بدا واضحا في الازمة السورية والاوكرانية وغيرها من الازمات الشرق اوسطية التي فضحت تهاوي القوة الامريكية وزوال عصر هيمنتها. وفي ظل اجواء الحرب الباردة بين واشنطن من ناحية وموسكو وبكين من ناحية اخري استطاعت موسكو وكذلك الصين تطوير قدراتهما العسكرية بشكل كبير واستطاع الجيش الروسي ان يضم اسلحة متطورة يتفوق بها علي نظيره الامريكي.