ليلة سقوط محروس

تمرد محروس عامل النظافة بالسكة الحديد علي حياته وتطلع للبحث عن الثراء بأي وسيلة حتي وجد أصدقاء السوء الذين همسوا في أذنه بضرورة اللجوء للمصادر السرية للحصول علي الهيروين والبانجو لإعادة طرحها في الأسواق للتربح من ورائها ودون أن يدري بالمخاطر التي قد يتعرض لها نفذ نصيحتهم وتعرف علي أحد كبار تجار البودرة وأقنعه بأن يكون ساعده الأيمن في بيع الهيروين للمدمنين.
وبعد أن اختبر قدراته وفر له الكميات اللازمة لكي يبدأ نشاطه والذي اتسع بمرور الوقت بعد أن توافد عليه زبائنه من المحافظات المجاورة, ولم تقتصر مهام محروس علي ترويج البودرة بل راح يجلب البانجو الفاخر من سيناء لكي يلبي متطلبات البعض من عملائه الذين يفضلون هذا الصنف لرخص ثمنه وجودته بالنسبة لمزاجهم وانتعشت أحواله المادية بشكل لافت للنظر وبدأ ينفق ببذخ وفتح حسابا له في أحد البنوك ليضع مدخراته وتحدث مع المحيطين به وأخبرهم أن المال الوفير بين يديه يعود لممارسة أعمال سمسرة الأراضي لكي يخفي عنهم تجارته الآثمة ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة الدقيقة لفترات ليست بالقصيرة من القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من الهيروين والبانجو وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق.
وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لبحث ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها المدمنون للحصول علي احتياجاتهم من المواد المخدرة الهيروين والأفيون والحشيش والبانجو والبرشام.
علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمود فاروق رئيس مباحث الإسماعيلية ضم الرائد أحمد عبد الله رئيس مباحث فايد ومعان النقباء هيثم الباشا ومحمد عبد السلام ومحمود رءوف وأحمد خالد ودلت تحرياتهم علي أن المدعو محروس39 سنة عامل نظافة بالسكة الحديد- سييء السمعة سبق اتهامه في قضايا مخدرات متزوج ولديه أولاد لم يراع الحفاظ علي سمعتهم وأصر علي ترويج المخدرات بنظام الدليفري حيث يتجه لعملائه في الأماكن التي يتم تحديدها ويسلمهم بضاعتهم من الهيروين والبانجو ويعود من حيث أتي ومعه المال الحرام الذي يعتقد أنه حلال لكي يطعم به أسرته وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر في تعاملاته ويستخدم الهاتف المحمول للتواصل مع زبائنه بكلمة سر يتفق عليها لكلا يكون صيدا سهلا للأجهزة الأمنية التي تلاحقه من وقت لآخر للكشف عن نشاطه.
وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط محل مسكنه بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه وأمسكوا به وبتفتيشه عثر معه علي أكياس معبأة بالبودرة البيضاء وأكياس بانجو جاهزة للتداول في العيد وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وهو في حالة ذهول غير طبيعية وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بالاتجار في المخدرات للتربح منها وبعرضه علي حسن السماحي رئيس نيابة فايد أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.