نشأ جمعان وسط أسرة بسيطة ولم ينل حظه من التعليم مثل باقي جيرانه, وكان يعيش في حياة هادئة بعيدا عن المشكلات وفجأة ظهر حوله أصدقاء السوء الذين أغروه بأن يترك مهنة الفلاحة ويتفرغ للاتجار في الهيروين وبالفعل بدأ في السير في طريق الإجرام وفتح له سوقا بمنطقة السحر والجمال القريبة من مدينة العاشر من رمضان لكي يستقبل زبائنه القادمين من الذين يتعاملون معه دون غيره لرخص ثمن الهيروين الذي يوفره لهم. ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به والشكاوي المتعددة التي وردت بشأنه وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم ونجح رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية في القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من البودرة الخام المعدة للبيع وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ودراسة كيفية مواجهة البؤر المتحركة والثابتة والتي يروج من داخلها تجار الكيف الأصناف المختلفة للمخدرات الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام ويقبل عليه المدمنين الذين يدركون عواقبه الوخيمة وتأثيره المباشر علي مزاجهم ودفعه الدائم لهم في ارتكاب جرائم القتل والاغتصاب والسرقة بالإكراه والتحرش الجنسي وضرورة الإمساك بالجناة الذين لا يهمهم سوي جمع المال بأي وسيلة ممكنة. علي الفور تم تشكيل فريق بحث تحت إشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم أحمد محيي رئيس العمليات والرائد محمود علي رئيس مباحث القصاصين ومعاونيه النقباء محمود عبد اللطيف وهاني الغندور ومصطفي جبر ومحمد سعد ودلت تحرياتهم علي أن المدعو جمعان23 سنة-مزارع- سبق اتهامه في قضية مخدرات يواجد دائما في منطقة السحر والجمال لاستقبال زبائنه الذين يفضلون تعاطي الهيروين بالحقن والشم. وأضافت التحريات أن المتهم يتمتع بذكاء اكتسبه بالفطرة ولديه القدرة علي التمويه والهرب وقت اللزوم مع إخفاء بضاعته حتي تزول المشكلة التي يعاني منها والمتمثلة في قدرته علي تغيير نشاطه في أي لحظة حتي لا يكون هدفا سهلا لصالحه. وأشارت التحريات إلي أن جمعان بصدد طرح كميات من البودرة تم توريدها إليه واتصل بزبائنه سرا لكي يتوافدوا عليه ويمنحوه باقي المبلغ المستحق وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يظهر فيها ويلتقي عملاءه وعندما حانت ساعة الصفر وصلت معلومة عن ظهوره في محيط سكنه واتجهوا إليه مسرعين بصحبة ضباط المباحث بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين الذين نصبوا فخا للمتهم سقط فيه بسهولة وبتفتيشه عثر معه علي كميات من الهيروين الخام وهاتف محمول ومبلغ مالي. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بالاتجار في المخدرات بقصد التربح من ورائها وبعرضه علي أحمد مصيلحي وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف كمال الشناوي رئيس نيابة التي الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.