الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأن الأحمق كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر من الأمور. ومن صفات الأحمق التي أوردها كتاب المستظرف: 'ترك نظره في العواقب, وثقته بمن لا يعرفه والعجب وكثرة الكلام وسرعة الجواب وكثرة الالتفات والخلو من العلم والعجلة والخفة والسفه والظلم والغفلة والسهو والخيلاء, إن استغني بطر وإن افتقر قنط, وإن قال أفحش وإن سئل بخل, وإن سأل ألح وإن قال لم يحسن, وإن قيل له لم يفقه وإن ضحك قهقه وإن بكي صرخ'. وقيل: الرجال ثلاثة: عاقل وأحمق وفاجر فالعاقل إن كلم أجاب وإن نطق أصاب وإن سمع وعي, والأحمق إن تكلم عجل وإن تحدث وهل وإن حمل علي القبيح فعل, والفاجر إن ائتمنته خانك وإن حادثته شانك وإن استكتمته سرا لم يكتمه عليك وقيل أيضا: إن جاريت الأحمق كنت مثله وإن سكت عنه سلمت منه'). وقيل لبعض الحكماء: ما الحمق؟ قال: قلة الإصابة ووضع الكلام في غير موضعه وكلما مدح به العاقل كان مفقودا في الأحمق وقال ابن حزم في كتاب الأخلاق والسير:' الأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه إما لقلة علمه وتمييزه وضعف فكرته وإما لأنه يقدر أن عيوبه خصال وهذا أشد عيب في الأرض وفي الناس كثير يفخرون بالزنا واللياطة والسرقة والظلم فيعجب بتأتي هذه النحوس له وبقوته علي هذه المخازي' والحمق درجات كما وصف الثعالبي في كتابه فقه اللغة في الفصل الخامس: - إذا كان به أدني حمق وأهونه فهو أبله. - فإذا زاد ما به من ذلك وانضاف إليه عدم الرفق في أموره فهو اخرق. - فإذا كان به مع ذلك تسرع وفي قده طول فهو أهوج. - فإذا لم يكن له رأي يرجع إليه فهو مأفون ومأفوك. - فإذا كان كأن عقله قد أخلق وتمزق فاحتاج إلي أن يرقع فهو رقيع. ما أكثر الحمقي في دنيانا, كأنها وكأنهن مدينة وسكان.