قال الدكتور سالم عبد الخالق السكري استاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة الازهر إن التأويل الخاطئ لنصوص الدين افرز الجماعات الارهابية كداعش بسبب الجهل بعلوم الكتاب والسنة وأوضح ان التفسير ليس بالشيء الهين الذي يستطيعه كل شخص مؤكدا أن هذه الجماعات الارهابية التي تنتسب للإسلام زورا وبهتانا ليست من الاسلام في شيء لأنها لاتفهم عن الله مراده ولاتفقه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم حديثه فذهبت تعيث في الأرض فسادا باسم الدين والدين منهم براء وأشار السكري إلي ان مواجهة فتاوي المتشددين لا تكون إلا من خلال مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة وبيان الفهم الصحيح للآيات والأحاديث موضحا أن مفهوم الجهاد في الاسلام من الكلمات التي أسيء فهمها واستعمالها عند الكثير من الجماعات المتطرفة نظرا لعدم فهم معناها الصحيح. وارجع السكري الفتنة الطائفية التي تحدث في مصر بين الحين والاخر إلي التعصب وعدم فهم روح الاديان والشرائع السماوية والتي تدعو إلي التسامح والتعايش السلمي.. وغيرها من القضايا التي يتم طرحها في هذا الحوار إذا كان تجديد الخطاب الديني ضرورة حياتية فكيف يكون؟ تجديد الخطاب الديني لايكون إلا بالرجوع به إلي منابعه الاصلية واعني بذلك خطاب الانبياء عليهم السلام ودعوتهم لأقوامهم وهم الصفوة المختارة من خلق الله فقد تميزت دعوتهم بالبساطة وعدم التكلفة والتعقيد فكانوا عليهم السلام يخاطبون الناس علي قدر عقولهم ومن مزايا دعوتهم ايضا وضوح الهدف والغاية فقد كانوا يدعون الناس إلي هدف واضح لا لبس فية ولا غموض. كيف تكون مواجهة التشدد والغلو في الخطاب الديني؟ لابد من مواجهة التشدد عن طريق بيان سماحة الاسلام ويسر تعالميه فإن الاسلام هو دين اليسر وجاءت الدعوة إلي اليسر في كثير من نصوصه ومن ذلك قوله تعالي في آيات الصيام بعدما خفف عن عباده ورخص لأصحاب الاعذار من المرضي والمسافرينيريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر وقوله تعالي وماجعل عليكم في الدين من حرج وقوله لرسوله صلي الله عليه وسلم ونيسرك لليسري اي للشريعة التي تفضل غيرها باليسر ولذلك وصفها الرسول صلي الله عليه وسلم بالحنيفية بقوله انما بعثت بالحنيفية السمحةوجعل الدين عين اليسر مبالغة في يسره فقال إن الدين يسر ولن يشاد الدين احد إلا غلبه وعلي العكس من ذلك نراه صلي الله عليه وسلم ينهي أمته عن الغلو في الدين. كيف تفسر التأويلات الخاطئة لنصوص الدين التي افرزت الجماعات الارهابية كداعش وغيرها؟ السبب في هذه التأويلات الباطلة هو الجهل بعلوم الكتاب والسنة فان الذي يتعرض لتفسير كتاب الله لابد ان يكون ملما بجملة من العلوم والمعارف التي تؤهله لفهم كتاب الله عز وجل فالتفسير ليس بالشيء الهين الذي يستطيعه كل شخص والتبس علي كثير من صحابة رسول الله الكثير من آيات القرآن وقدرجعوا في تفسيرها للنبي صلي الله عليه وسلم. كيف تتم مواجهة الفتاوي الخاطئة الناتجة عن الفكر الخاطئ؟ في الحقيقة أنه لابد من مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة فهؤلاء الذين يتعرضون للفتوي وهم ليسوا مؤهلين لها نحذرهم من مثل تلك النصوص التي أشرنا إليها ونبين لهم الفهم الصحيح لآيات الله وحديث الرسول صلي الله عليه وسلم. ما مفوم الجهاد في الاسلام؟ كلمة الجهاد من الكلمات التي أسيء فهمها واستعمالها عند الكثير من الجماعات المتطرفة لعدم فهم معناها فهما صحيحا فالجهاد من الجهد وهو التعب ومن الجهد وهو القوة فالمجاهد يبذل جهدا يشعر فيه بجهد ومعني هذا ان الجهاد في لغة القرآن هو بذل الجهد لنيل مرغوب فيه أو دفع مرغوب عنه وبذلك يكون وسيلة من الوسائل في أي ميدان من الميادين ولايتحتم ان يكون بالسلاح أو بالقتال فهناك أنواع كثيرة من الجهاد. فما رأيكم فيمن يقتلون المسلمين ويعتبرون ذلك جهادا في سبيل الله؟ هؤلاء كما قلت لايفهمون معني الجهاد ولامدلوله كما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة هذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي تأويلهم الفاسد لنصوص الكتاب والسنة علي حسب ما يوافق أهواءهم هل من صور الجهاد في الاسلام التنكيل والتمثيل والحرق والذبح؟ اذا كان الاسلام قد شرع جهاد الاعداء إلا انه قد نهي عن الاعتداء في القتال لقولة تعالي وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا إن الله لايحب المعتدين ونهي النبي صلي الله عليه وسلم أيضا عن التمثيل بالجثة ونهي عن قتل النساء والأطفال والشيوخ ولما رأي امرأة مقتولة قال:ماكانت هذه لتقاتل ممايدل علي أننا لا نقاتل إلا من يقاتلنا وهذا امر مشروع في كل الديانات. هل تأويل الجماعات الارهابية لتلك النصوص صحيح؟ هذه التأويلات باطلة وهي ان دلت علي شيء كما قلت فهي تدل علي عدم فهم لنصوص الكتاب والسنة أو علي أغراضهم الفاسدة التي يحرفون النصوص من أجلها لتحقيق أهدافهم. بم تفسر الفتنة الطائفية التي تحدث في مصر بين الحين والآخر؟ هذه الفتن إنما تنشأ عن التعصب وعدم فهم روح الاديان والشرائع السماوية والتي يدعو كلها إلي التسامح والتعايش السلمي بين بني البشر. كيف نستثمر شهر رمضان؟ شهر رمضان هو شهر البر والاحسان شهر تتضاعف فيه الحسنات وترفع فيه الدرجات وتكفر فيه السيئات فعلي المسلم أن يغتنم فرصة هذا الشهر وذلك بان يصومه لله تعالي ويقوم ليله اقتداء بالرسول صلي الله عليه وسلم فقد كان صلوات الله عليه يجتهد في رمضان مالا يجتهد في غيره ويجتهد في العشر الأواخر منه ما لايجتهد في غيرها وابواب الخير في رمضان كثيرة ومتعددة ومن أهمها التكافل الاجتماعي بين المسلمين عن طريق الانفاق وإطعام الطعام وهذا الجانب الاجتماعي من جوانب العظمة في تشريع الصيام فقد ربط في كثير من آياته بين عبادة الصيام وإطعام الطعام ومن ذلك قوله تعالي في آيات الصيام وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فقد جعل الله بدل الصيام إطعام الطعام وهذا يدل علي الربط التام بين الصيام وحياة الناس الاجتماعية وأمر آخر يوقفنا علي هذا الجانب ألا وهو صدقة الفطر فالهدف من إخراجها هو إطعام الطعام كما جاء عن بن عباس رضي الله عنه قال فرض رسول الله زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعة للمساكين فهذا باب واسع من ابواب الخير في هذا الشهر ان يتكافل الناس ويتعاونوا علي البر والاحسان ومواساة بعضهم بعضا, فرمضان كما قال صلي الله عليه وسلم شهر المواساة من أفطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتقا لرقبته من النار وكان له مثل أجره من غير ان ينقص من أجر الصائم شيئا. ومن جوانب العظمة في رمضان أيضا الجانب الاخلاقي فهو مدرسة يتعلم فيها الصائم مكارم الاخلاق من الصبر والحلم والجود.