كشعاع من النور يومض بريقه وسط عتمة كاحلة ليوقظ بصيص الأمل ويغير نظرتنا عن تردي حال الطب في مصر, وبخلاف كل ما عهدناه من عثرات وإخفاقات مرتبطة بتدهور المنظومة الصحية ككل وبعكس كل ما ألفناه من استثمارات الأطباء والجراحين, يأتي طبيب القلوب ليسجل نقاطا بيضاء متلألئة في تاريخ المنظومة ذاتها لتعلن بابا جديدا من النجاحات والعبر, يعبر بقلوبنا إلي بؤرة مركزية في صميم الضمير الإنساني, ويطل علي نوافذ الأمل ومنافذ الرحمة والإنسانية, ويحيي في قلوب أطفالنا أنفاسا من رذاذ عبيرها ترسم بداخلهم' قلب وضحكة علي الشبابيك'. وقد تقف الكلمات عاجزة وينحني الثناء إجلالا وتقديرا لذاك النبل المقترن باسم أسطورة الطب في العالم;السير'مجدي يعقوب'..فهو ليس مجرد اسم يتوجه النجاح في تاريخ العلم المشرف, تقلد بكل جوائز وقلادات العلم دوليا ومحليا, واقترن بألقاب النبل والتميز والإنسانية, فتعددت عالميا لتتدرج بين ألقاب مثل بروفيسور جراحات القلب, ثم لقب فارس, وملك القلوب, وسير وغيرها..ولكنه اسم محفور بين ثنايا قلوب أعاد بناء حطامها, وأحيا في نبضها الأمل والحياة بكل نبل ورحمة وانسانية وتواضع, وهو ليس مجرد جراح مصري بريطاني شهير, حظي بمكانة علمية متميزة في مجال جراحة القلب والأوعية الدموية, بل هو ثاني جراح يجري عملية زراعة القلب, وأحد رواد جراحة زراعة القلب بالعالم, حيث تجاوز عدد العمليات الجراحية الناجحة التي أنجزها أكثر من2000 عملية جراحية علي مستوي العالم. وله من الأعمال الخيرية في مجاله علي الصعيدين المحلي والدولي ما يفوق الكتابات, وما تعجز عبارات الشكر والامتنان عن تقديره, فهو من ساهم في إنشاء مؤسسة'سلاسل الأمل' للأعمال الخيرية عام1995, وهي تقدم خدمات إنسانية متنوعة لمرضي القلب من الأطفال في العديد من الدول النامية, واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب عام1967, ثم قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي علي قيد الحياة حتي وفاته عام.2005 وهو من اهتم بإجراء العمليات الجراحية والعديد من عمليات القلب المفتوح بالمجان وذلك للأطفال الذين لا يستطيع ذووهم تحمل نفقات الجراحة أو العلاج, وقد عمل علي إنشاء وحدة رعاية متكاملة بمستشفي قصر العيني بمصر لعلاج التشوهات الخلقية في القلب. كما أنشأ في' أسوان' مركزا لجراحات القلب لعلاج الحالات الحرجة لغير القادرين, كما شرع في إنشاء مركز آخر- ملحق به- لدراسات وأبحاث أمراض القلب, وذلك لتكوين كوادر مدربة ومؤهلة من الأطباء هذا إلي جانب الاهتمام بالبحث العلمي لوضع مصر علي الخريطة العالمية في مجال علاج أمراض القلب وجراحات القلب المفتوح. وقد قام هذا المركز الذي بدأ خدماته مؤخرا, والذي يديره مجلس أمناء برئاسة د.مجدي يعقوب بإجراء حوالي200 عملية قلب مفتوح إلي جانب حالات كبيرة من قسطرة القلب, ونصفها جراحات أجريت للأطفال. وهو من قطع اعتزاله العمليات ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع لطفلة مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي حيث لم يقم بإزالة القلب الطبيعي للطفلة المريضة خلال عملية الزرع التي قام بها. ومنذ ذلك الحين وهناك سلاسل من العطاء لا تنقطع رغم أن كل ما ذكرناه لا يعد غيضا من فيض ذلك المعطاء النبيل, الذي يجب أن نأسف دهرا أنه لم يكن يوما وزيرا للصحة بمصر, فلعله كان ليغير المنظومة الصحية بأسرها, ولما كانت في هذه الحال المتردية بدلا من أن تحاربه الوزارة لضم مستشفاه الناجح إلي منظومتها البائسة الفاشلة. فلمن رسم البسمة في قلوب أطفالنا وزرع الأمل في نفوس ذويهم ونفوسنا, ومن كان وسيظل دائما فخرا لمصر والمصريين, كل الشكر والتقدير والعرفان.. شكرا مجدي يعقوب..فارس الطب وملك القلوب.