بوابة إبليس

سيطر المال والرغبة فى الثراء السريع على أحمد الشهير بلقب «سليمان» الذى نشأ فى أسرة تنتمى أصولها للقبائل العربية، لم يفكر للحظة واحدة فى احترام عاداتها وتقاليدها فى التعامل مع الآخرين.
وجد «الشاب» ضالته فى التعامل مع كبار مهربى مخدر الحشيش الذى يأتى على وجه التحديد من لبنان والمغرب، واتفق معهم على توريد حصة ثابتة له لكى يروجها، وبدأت عملية الترويج تتصاعد فى السنوات الأخيرة بشكل لافت للنظر، تغيرت معها أحواله من الفقر للعيش فى رغد، وحينما سأله المقربون إليه عن سبب انتعاشه المالي، أخبرهم أنه يعمل فى مجال سمسرة الأراضى الزراعية التى ساعد بيعها للغير وحصوله على نسبة مالية.
توسع نشاطه الإجرامى حتى تخطى نطاق محل إقامته ووصل للمحافظات المجاورة وأصبح عملاؤه يقصدونه على مدار النهار والليل للتعاقد معه على شراء الحشيش.
لم يضع فى حسبانه للحظة واحدة أن يسقط فى قبضة الأجهزة الأمنية لخلو سجله الجنائى من القضايا، وظل يمارس تجارته المحرمة ويطرحها فى الأسواق بأسعار أقل من مثيلاتها فى أماكن أخرى واستعد لضخ كميات كبيرة من الحشيش الخام حتى يكون فى متناول يد زبائنه قبل حلول العيد الذى يشهد نشاطاً فى هذا المجال بين مروجى الكيف ونظراً لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية على قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من إلقاء القبض عليه وبحوزته كميات من الحشيش اللبنانى الفاخر وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق.
وكان اللواء على العزازى مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعًا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائى لدراسة وفحص المعلومات الواردة بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتجمع داخلها تجار الكيف ليمارسوا نشاطهم فى بيع المواد المخدرة وكيفية إعداد الخطط الأمنية اللازمة لملاحقة الجناة والإمساك بهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة.
تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمود فاروق رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدمين حسام حسن مفتش المباحث الجنائية وأحمد محيى رئيس العمليات والرائد محمود حسن رئيس مباحث التل الكبير ومعاونيه النقباء سليمان عيسى وأدهم الغزالى وأحمد هنداوى ومحمود بهلول.
ودلت تحرياتهم أن المدعو أحمد الشهير بلقب «سليمان» 25 سنة سمسار أراضٍ - مقيم بعزبة المجاهدين بوادى الملاك لم يسبق اتهامه فى أى قضية من قبل اتجه خلال السنوات الأخيرة للاتجار فى المخدرات، وعندما حانت ساعة الصفر توجهوا إليه وقاموا بمطاردته داخل سيارته التى تحمل رقم «62404» ملاكى الإسماعيلية وإجباره على التوقف وبتفتيشه عثر معه على 14 فرش حشيش لبنانى وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها وبعرضه على أحمد عمران وكريم علاء وكيلى النيابة العامة باشرا التحقيق معه تحت إشراف كمال الشناوى رئيس نيابة التل الكبير الذى أمر بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.