من منا لا يمتلك بعض الأوراق والكتب القديمة التي تحمل بصماته وخط يده مسجلا فيها بعض الخواطر أو الأفكار التي قرر الاحتفاظ بها, وكم من الأدوات والأشياء التي تحمل من الذكريات والتاريخ ما يجعلها في أولوية قائمة المفضل لدينا خاصة إذا كانت تخص أحد أهم الأشخاص المحيطين بنا, وهو ما حدث مع المستشار القانوني عبد المنعم عبد السميع الذي لم يرث عن أبيه فن النحت فقط بل اقتني منه أحد أهم أعماله الذي ظل محتفظا به منذ السبعينات وحتي يومنا هذا. تمثال صنعه والده للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد الإعلان عن مسابقة فنية تتعلق بهذا الشأن وبالفعل بدأ والده في تصميم التمثال الذي يساوي الحجم الطبيعي مرة ونصف المرة ولكن لم يتمكن من تسليمه لأن الرئيس عبد الناصر قد رحل وجاء من بعده السادات ثم مبارك وبالتالي لم ترغب أي جهة وقتها في اقتناء التمثال, حيث أشار عبد المنعم إلي أن اقتناء الأعمال الفنية يكون غالبا للأحياء وليس الراحلين لذلك لم يتمكن من التواصل مع أي جهة معنية بالأمر كما تحدث عن محاولات باءت بالفشل للتواصل مع أبناء الرئيس الراحل لإهداء التمثال إليهم. ومن هذا المنطلق قرر الاحتفاظ بالتمثال رغم المساحة التي يشغلها بل سعي للحفاظ عليه بكل السبل خاصة أن الطبقة الخارجية له من المصيص, ولكن هذا لا يمنع من استعداده لتسليم تمثال الزعيم الراحل علي حد قوله لمن أراد ذلك من الجهات أو الأفراد المعنيين لأن ما يهم في الأمر هو الحفاظ عليه.