مكث عمرو داخل غرفته المتواضعة بالشقة التي يستأجرها بمنطقة المنيب يدخن سجائره الواحدة تلو الأخري ينظر بعيون ذائغة إلي دخانها المتطاير من حوله يفكر في طريقة للتخلص من ظروفه المعيشية السيئة التي ألمت به خلال الفترة الأخيرة والتي أصبح عاجزا علي التكيف معها خاصة بعد تكالب الديون عليه والتي جعلته يلزم المنزل هروبا من نظرات الدائنين إليه. طال تفكير الشاب وبعيون لا تستقر علي شيء عاد بذاكرته إلي الوراء يسترجع نشأته في أسرة فقيرة بإحدي المناطق العشوائية بمحافظة الإسكندرية تجد قوت يومها بالكاد وكيف اكتوي من نار الحرمان والفقر التي أثرت علي نفسيته وأصابته بالاكتئاب ثم اضطراره إلي النزوح إلي القاهرة يطوف شوارعها وضواحيها بحثا عن فرصة عمل يستطيع من ورائها جلب المال للإنفاق علي نفسه واقتطاع جزء منه يساعده في الزواج وتنقله بين الحرف إلي أن استقر به الحال إلي العمل فرانا بأحد المخابز بمنطقة المنيب بالجيزة والتي تمكن من وراء العمل بها من الزواج من إحدي فتيات المنطقة والتي أنجب منها طفلا. مرت عدة دقائق علي الشاب هائما في التفكير في ماضيه التعيس الذي يكاد يخلو من الفرح إلي أن تذكر زوجته وابنه المصدر الوحيد لسعادته اللذين سيواجهان مصيرا مجهولا لعدم قدرته علي الإنفاق علي متطلباتهما التي تزايدت خلال الفترة الأخيرة وقلة ما يتحصل عليه من عمله كفران والذي لا يكفي احتياجاتهما.. رفض الصغيران الذهاب معه قبل إخبار أمهما فما كان من الذئب إلا أن قام بأخذ رقم هاتف والدتهما وقام بخداعهما بإجراء اتصال تليفوني بها وادعائه بموافقتها وقام باصطحابهما إلي أحد المقاهي بميدان رمسيس حيث تعرف بطريق المصادفة علي أحد الأشقياء وقام بإقناعه بالاشتراك معه في تنفيذ خطته بمساومة أهل الطفلين حيث وافق علي الفور. قام الذئبان باصطحاب الطفلين إلي أحد المساجد بمنطقة المنيب وقاما بخداع خادم المسجد بأنهما يعانيان من مرض ويحتاجان إلي الراحة وقاما باحتجاز الطفلين داخل المسجد لصباح اليوم التالي وإجراء اتصال بوالدهما يساومانه علي دفع مبلغ30 ألف جنيه في صورة حواله بريدية إلي أحد مكاتب البريد بمنطقة المنيب, حيث تنكر رجال المباحث بقيادة المقدم حسام عشماوي رئيس مباحث قسم شرطة عابدين وتمكنوا من ضبطهما أثناء وجودهما داخل مكتب البريد وتحرير الطفلين.. كان اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من اللواء محمود خلاف يفيد بورود بلاغ إلي المقدم حسام عشماوي رئيس مباحث قسم شرطة عابدين من وليد كمال43 موظف بشركة طيران ومقيم شارع محمد فريد دائرة القسم بخروج نجليه شادي12 سنة ومهند9 سنة طالبين برفقة أصدقائهما كالمعتاد بميدان عابدين وفي وقت لاحق ورد اتصال من مجهول علي هاتف زوجته مفاده اختطاف نجليها وطلب مبلغ30 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحهما وأضاف المبلغ أنه بالاستعلام من أصدقاء نجليه قرروا قيام أحد الأشخاص بالتحدث معهما واصطحبهما بدعوي إلحاقهما ضمن فريق كرة قدم بأحد الأندية.5 تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواءان عبد العزيز خضر مدير إدارة المباحث الجنائية وعصام العزب رئيس مباحث قطاع الغرب باشره العميد عبد الفتاح القصاص مفتش مباحث فرقة عابدين ضم المقدم حسام عشماوي رئيس المباحث وضباط القسم لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها. وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة عمرو محمد31 سنة فران ومقيم بمنطقة المنيب ومسقط رأسه محافظة الإسكندرية وسيد حسن35 سنة عاطل ومقيم عزبة أبو حشيش دائرة قسم شرطة الحدائق والسابق اتهامه في3 قضايا آخرها4792 لسنة2013 م عين شمس سرقة. عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة أمكن ضبطهما وبصحبتهما المجني عليهما وبمواجهتهما أمام اللواء أيمن درديري مساعد مدير الأمن لفرقة عابدين والعقيد حاتم عبد الحميد مأمور القسم اعترفا بارتكاب الواقعة وأضاف الأول بأنه أثناء تواجده بميدان عابدين شاهد المجني عليهما فقام باستدراجهما بحجة إلحاقهما ضمن فريق كرة قدم بأحد الأندية وأثناء تواجده بصحبتهما بأحد المقاهي بميدان رمسيس تقابل مع المتهم الثاني دون سابق معرفة وعرض عليه مساومة أهلهما علي إطلاق سراحهما مقابل المبلغ المشار إليه بمواجهة الثاني أيد ما جاء بأقوال الأول. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.