بدأت قارئا مجهولا فى المآتم والمناسبات البسيطة بالقري. وهذه أسرار علاقتى بالسادات ومبارك والشعراوى والملك خالد قرأت كتاب الله فى جوف الكعبة. فشعرت إننى فى الجنة وكانت هديتى قطعة من الكسوة الشريفة أشجع الزمالك من 80 سنة. ولن أنسى تعرضى للقتل بالقهوة أهل القرآن هم أهل الله وخاصته يحملون نورا بين أيديهم عن كل حرف يقرأونه من كتاب الله. تتجلى عظمتهم مع مجيء الشهر الكريم الذى يحل علينا ضيفا بصيامه وقيامه وتراويحه وقرآنه الذى ينير القلوب ويهدى العصاة والضالين. ولاشك فى أن هناك ذكريات كثيرة يحملها رمضان لحملة القرآن الكريم الذين بدأت رحلتهم مع الأيام الأول لهذا الشهر وكان من بينهم القارئ الشهير الشيخ محمد محمود الطبلاوى الذى التقيناه وحاورناه بصفته نقيب القراء وشيخ عموم المقارئ المصرية وأحد الاصوات الملائكية التى تتلألا بتلاوة القرآن فى مصر وكل أرجاء العالم. وإلى نص الحوار: - بداية كيف تتذكر شهر رمضان منذ طفولتك المبكرة وحتى الآن؟ - رمضان بالنسبة لى علامة فارقة فى حياتى فحبى به يرتبط بحبى للقرآن الذى نزل فيه وهو شهر الصوم والعبادة وفيه يقبل الناس على قراءة القرآن وبالنسبة لى فمن فضل الله على أننى تعودت أن تكون لى ختمة للقرآن فيه كل أسبوع أداوم عليها فى رمضان وفى غير رمضان أبدأها الخميس وأختمها الجمعة. - لكنك من أسرة محبة للقرآن وربما هذا ما جعل والداك يتمنى أن يراك قارئا للقرآن؟ - نعم فعند بلوغى سن الرابعة اصطحبنى والدى إلى كُتاب القرية لأكون من حفظة كتاب الله والحمد لله أتممت حفظ القرآن وتجويده فى سن العاشرة وكان والدى يتضرع إلى الله ليلاً ونهاراً أن يرزقه ولداً يحفظ القرآن وكانت رحلة الحفظ شاقة وممتعة ولذلك وفقنى الله عزوجل ونلت الشهادة العالية فى تخصص القراءات عام 1956م. - ومتى بدأت رحلتك مع عالم الشهرة؟ - طريق الشهرة لم يكن مفروشاً بالورد وكانت هناك عقبات كثيرة تقف أمامى لكن بفضل الله تجاوزتها بالصبر والإصرار حيث إننى بدأت قارئًا صغيرًا غير معروف أقرأ فى المآتم وبعض المناسبات البسيطة وكان ذلك قبل بلوغى سن الخامسة عشرة وكنت قانعًا بما قَسَمَه الله لى من أجر وكنت أقرأ للأعيان فى القرى المجاورة لنا حتى امتدت شهرتى إلى العديد من القرى المصرية. - هل تتذكر أول أجر حصلت عليه؟ - كان أول أجر حصلت عليه ثلاثة جنيهات وهذا كان مبلغاً كبيراً وقتها وبعدها بعدة أشهر ارتفع أجرى إلى خمسة جنيهات وقتها شعرت إننى وصلت للقمة. - لكنك الأعلى أجرا بين القراء الآن؟ - وهل تعتقد ان من يعطينى أجرا سيعطينى جزافا. حتى وإن حدث ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم قال إن خير ما اتخذتم عليه أجرا هو كتاب الله . وإن كنت تتحدث عن أجور القراء فانظر إلى أجر المغنى الذى يأخذ آلاف الدولارات نظير دقائق معدودة من الغناء. - ومتى التحقت بالإذاعة؟ - تعثرت فى الالتحاق بالإذاعة لمدة 9 سنوات وتقدمت خلالها 6 مرات قوبلت جميعها بالرفض بسبب ما يسمى الانتقال النغمى فأنا لست دارساً للصوتيات بل هى موهبة من الله سبحانه وتعالى وهى الحجة التى تصدَّت لها لجنة من القرَّاء ضمت عدداً من رموز القراءات بينهم الشيخ رزق خليل حبة ومحمد العرابى حيث أقروا انضمامى للإذاعة عام 1970م بعد نجاحى بامتياز وموافقة جميع أعضاء اللجنة ومن بعدها عرف صوتى طريق الشهرة. - وما هى أهم المساجد التى قرأت فيها القرآن؟ - قرأت القرآن فى الكعبة المشرفة وقد أكرمنى الله بأن أكون ربما القارئ الوحيد فى العالم الذى سمح له بقراءة القرآن الكريم فى جوف الكعبة حيث كنت مشاركاً فى لجنة تحكيم مسابقة القرآن الكريم بمكة المكرمة وكان موجودا معنا من يحمل مفتاح الكعبة من آل شيبة وكنا فى رمضان وجاء غسل الكعبة المشرفة وكنت موجودا وقتها فقدمنى من يحمل مفتاح الكعبة ودخلتها وطلب منى أن أقرأ قول الله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل وشعرت ساعتها بأننى فى الجنة وتم غسل الكعبة المشرفة وتطييبها بالعطر وأهدونى قطعة من كسوة الكعبة أحتفظ بها ضمن مقتنياتى الخاصة التى أعتز بها كثيرا وهى موجودة معى حتى الآن. - وما حقيقة ذهابك لإسرائيل وقراءتك للقرآن هناك؟ - لقد ذهبت الى اسرائيل مره واحدة فى حياتى وكان ذلك مع الرئيس السادات ولم أقرأ فيها لكنى دخلت معه المسجد الأقصى وقرأت فيه وكان معى وقتها الشيخ مصطفى اسماعيل. - وماهو سر علاقتك بالرئيس السادات؟ - ليس سرا فالرئيس السادات كان محبا للقرآن وأهل القرآن وكان سميعا ومتذوقا وكان يدعونى أنا والشيخ سيد النقشبندى للقراءة والابتهال فى مسجده بميت أبوالكوم ومسجد الشيخ الكومى لدرجة أنه أحيانا كثيرة كان يرسل لنا سيارة رئاسة الجمهورية خصيصاً لنقلنا إلى قريته. - وماذا عن علاقتك بالملك خالد بن عبدالعزيز؟ - أيضا كان الملك خالد بن عبدالعزيز محبا لكتاب الله وأتذكر موقفاً هنا حيث كنت أنا والشيخ عبدالباسط عبدالصمد فى ضيافته فى السبعينيات وكان وقتها الملك عبدالله مازال أميرا وسأل الوزير محمد عبده يمانى كم تقاضينا من الأجر؟ فقال له 150 ريالاً فى الدقيقة فكان رده بل أعطهما الضعف. وفى عام 1979م سمعنى الملك خالد بن عبدالعزيز وقال لى يا شيخ طبلاوى إنّ القرآن الكريم نزل هنا وقرئ فى مصر وطبع فى اسطنبول وكانت شهادة كبيرة لنا ولكل القراء المصريين. - لكنك كنت ترتبط بعلاقة ممتدة أيضا مع مبارك؟ - نعم كنت ألتقى الرئيس مبارك فى الكثير من المناسبات وقد تلقيت دعوة لكى أكون رئيسا للجنة مسابقة القرآن الكريم التى نظمتها مؤسسة محمد علاء مبارك وفجأة وجدت مبارك أمامى فسلمت عليه وأخبرته بأن هناك غضباً فى الشارع المصرى من ارتفاع الأسعار وقال لى كلمة وقتها لا تقلق كل شيء تحت السيطرة. - وماذا عن علاقتك بالشيخ الشعراوي؟ - الشيخ الشعراوى كان محبا لأهل القرآن وكان متذوقا للأصوات الندية ويحب ان يستمع إليها وكان معجبا بقراءتى وصارت بيننا صداقة حتى أنه كان شاهدا على عقود الزواج لمعظم أولادي. - وما هى ذكرياتك مع مشاهير القراء؟ - نعم إنها ايام من الزميل الجميل حيث كنت صديقا للشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمد صديق المنشاوى وكنا نتزاور وكانا الشيخان أعز أصدقائى وكانا من أفاضل الناس وحين تسمعهم تخشع لقراءتهم فهم أهل القرآن وحلاوة القرآن تزينهم. - ولمن كنت تستمع من القراء؟ - أنا أحب جداً صوت الشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ على محمود والشيخ كامل يوسف البهتيمي. - ولماذا أطلق عليك لقب شيخ عموم المقارئ المصرية؟ - السبب اننى كنت مسافرا ضمن الوفد المصرى إلى الهند لحضور مؤتمر دولى وكان معنا الدكتور زكريا البرى وزير الأوقاف وقتها ولسبب ما تأخرنا عن بدء فعاليات المؤتمر نصف ساعة فاقترح الدكتور البرى أن أتقدم وفد مصر قبل دخولنا المؤتمر. وما ان دخلت متقدماً الوفد حتى قطع رئيس المؤتمر كلامه وقال ها هو وفد مصر قد حضر برئاسة الشيخ الطبلاوى فتعالوا نرحب بهم ونبدأ احتفالنا من جديد وبعدها لاحظ الدكتور زكريا البرى قدر الاهتمام والإعجاب بى فلما عاد إلى مصر منحنى لقب شيخ عموم المقارئ المصرية. - لكن وانت نقيب للقراء هل تعتقد أن مقرئى القرآن الكريم تلقوا التكريم اللائق بهم فى مصر؟ - لا والله لم يكرموا التكريم الذى يستحقونه لكننا ننتظر التكريم الأعظم والأكبر من رب العباد ويحزننى كثيرا ان أقول لك إن المعاش الشهرى لقارئ القرآن 40 جنيها فقط لا غير فى ظل حاجتهم للعلاج والمعاش الكريم الذى يليق بهم فى كبرهم. - لو اتجهنا للجانب الآخر فى حياة الشيخ الطبلاوي. دعنا نتساءل ماهو ارتباطك بنادى الزمالك؟ - حبى لنادى الزمالك مستمر منذ 80 عاما ويزداد يوما بعد يوم وارتباطى بالزمالك كان منذ الايام الأولى لطفولتى فقد كان والدى زملكاويا وكان يصطحبنى لمشاهدة مباريات الزمالك منذ أن كان مقر النادى فى شارع رمسيس وليس ميت عقبة وكنت دائما ألعب كرة القدم مع أبناء جيلى من محبى الزمالك وكنا نذهب مشيا على الأقدام لشارع رمسيس علشان نلعب ماتش كورة. - أخيرا. ماهو سر القهوة المسمومة التى قدمت لك فى أحد المآتم؟ - كنت أقرأ فى أحد المآتم وطلبت فنجان قهوة فأحضروه لى وتركته بجوارى وكلما أردت أن أشرب من الفنجان يغفلنى عنه شئ إما أن أحد المعزين يسلم على أو أنشغل بأى شىء آخر حتى بردت القهوة وكنت لا أحب أن أشرب أى مشروب بارد فقلت لعامل الاضاءة اشرب هذا الفنجان وبعد أن شربه فوجئت أنا والحضور بوقوعه على الأرض وأخذ يتقلب لأن الفنجان كان فيه سم قاتل وكنت أنا المقصود فحمدت الله أنه نجانى وحزنت كثيرا على هذا الرجل.