مشهد المبني المتهالك لحي عين شمس صورة حية لتوقف الخدمات المحلية واختفاء دور الحي في الوقت الذي تتضافر فيه جهود الشباب الذين بدأوا حملات التنظيف للشوارع. أما الوضع داخل المبني فيبدو أسوأ حيث تمت سرقة كل مواسير المياه بعد حرقه وبالتالي فاضت مياه الصرف الصحي في كل مكان لدرجة لا تسمح بالدخول من البوابة الرئيسية للحي وأخطر ما في الوضع هو تلف وحرق كل الأوراق الخاصة بالمواطنين من وثائق وطلبات تم تقديمها للحي قبل اشتعال النيران فيه ولا يوجد سوي شخص واحد أكد خلو المبني القديم للحي تماما وسرقة كل محتوياته من أجهزة كمبيوتر وتليفونات ومكاتب الموظفين ووصلات الكهرباء حتي دورات المياه.. أما الموظفون فقد تم نقلهم اما للمجلس المحلي بالحي أو مبني مكتبة الطفل أو للمبني الحديث للحي. والمبني الحديث علي بعض جوانبه آثار الحريق مع محاولات ترميم وعمليات حصر للخسائر وفحص للأوراق مع وجود لبعض الموظفين الذين بمجرد سؤالهم عن وضع الحي أجابوا بانهم يأتون يوميا للامضاء كحضور وانصراف فقط وان جميع خدمات المواطنين متوقفة منذ تم حرق المبني أي أن الحي لا يخدم المواطنين منذ فترة تجاوزت شهرا بالإضافة إلي سرقة كل محتويات المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين وخاصة الأجهزة الالكترونية التي تسجل عليها كل البيانات والمعلومات الخاصة بالمواطنين. يقول فرج محمد عبدالتواب ساع باحدي إدارات الحي ان مرتبه410 جنيهات مع حوافز162 جنيهات ولديه5 أبناء وبالتالي يري أن حصول أي موظف داخل الحي علي10 أو20 جنيها أو ما يسميه المواطنون الشاي لا يعتبر رشوة بل هي مساعدة يقدمها المواطن للموظف مقابل توصيله للإدارة المطلوبة أو سرعة انهاء الإجراءات لان الموظفين في الحي ليسوا أفضل حالا من المواطنين. وتؤكد موظفة باحدي إدارات الحي أن هناك تفاوتا كبيرا بين الإدارات وبعضها فمثلا في الحوافز يكون نصيب بعض الموظفين75% اما البعض الآخر فتكون الحوافز أكثر من400% وهو فارق كبير يشعر معه الموظفون بالظلم الشديد رغم أهمية دور الحي في خدمة المواطنين فكل شيء قد يحتاجه ساكن الحي يلجأ فيه للحي فمصالح المواطنين كلها عندنا علي حد وصفها لذلك تطالب بشيء من المساواة بين الموظفين فلا يعقل مساواة شخص خدمته30 عاما بموظف لم تتجاوز مدة عمله ثلاث سنوات. وتعترف بوجود بعض المخالفات التي يرتكبها بعض الموظفين وتحديدا بين المهندسين الذين يسهلون إجراءات البناء أو يتغاضي بعضهم عن مخالفات في البناء في مقابل مبلغ مادي الأمر الذي يعود إلي ضعف رواتب هؤلاء الموظفين ورغم أن الغاية لا تبرر الوسيلة إلا أنهم في وضع صعب يجعلهم لا يرون في هذا المبلغ رشوة لانهم في النهاية يؤدون الخدمة المطلوبة منهم علي أكمل وجه. الغريب في الأمر أن حي عين شمس بلا رئيس منذ قرر الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة عزل اللواء سالم علي رئيس حي عين شمس من منصبه وندبه للعمل بديوان عام المحافظة واحالته للنيابة الإدارية للتحقيق معه لاهماله الجسيم في عمله نظرا لحالة الشوارع المتردية وعدم القيام بواجباته المنوط بها لتكون سكرتارية الحي هي المسئولة حاليا عن اعمال الحي وفقا لتصريحات الموظفين.