وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة رسائل للداخل والخارج مفادها أن امتلاك القدرة العسكرية هدفنا وأن الدولة استعادت مؤسساتها لإحباط محاولات إسقاطها, وأنه لا توجد قوة تستطيع هزيمة إرادة الشعب المصري موضحا ان مشكلة الإعلام في مصر عدم وجود قيادة. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي, أن امتلاك القدرة العسكرية في حد ذاته هدف, في ظل خروج العديد من الدول من معادلة المنطقة. وقال الرئيس السيسي في حوار تليفزيوني, مع الإعلامي أسامة كمال أذاعه التليفزيون المصري مساء أمس بمناسبة مرور عامين علي توليه الرئاسة- نحن نعيش فراغا إقليميا نتيجة ما شهدته المنطقة في الفترة الماضية والتسليح في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة مهم لكي يحدث التوازن, وحتي نكون قادرين علي ردع أي اعتداء علينا أو علي أشقائنا في الخليج. وأشار السيسي إلي أن مصر حريصة علي أن تكون مستقلة في قراراتها دون الإساءة لأحد, قائلا: مصر بلد يحترم نفسه ويتعامل مع الآخرين بقيم ومبادئ. مستنكرا المحاولة الخارجية لتحريك الرأي العام في مصر علي قضية جزيرتي تيران وصنافير, للوقيعة بين مصر والمملكة العربية السعودية. وعن العلاقة مع روسيا وفرنسا بعد حادث الطائرتين, قال الرئيس السيسي, إن مصر حرصت علي احتواء أي آثار سلبية للواقعتين, وفوتت الفرصة علي محاولات الوقيعة بينها وبين الأصدقاء. وحول مبادرة السلام, أوضح الرئيس, أن مصر اتخذت خطوة في طريق السلام منذ40 عاما, متابعا: الخطوة دي جابت نتائج عظيمة, لازم نبني عليها بقناعة. وعن العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية, قال: العلاقة استراتيجية, وأدبيات السياسة اللي موجودة من30 سنة لا تصلح الآن. وتناول المشروعات القومية التي تنفذها الدولة منذ توليه الحكم في قطاعات الطاقة والإسكان والزراعة والاستثمار والطرق وكذلك التحديات التي تواجهها, مؤكدا أن الدولة المصرية استعادت مؤسساتها خلال العامين الماضيين ونجحت في إحباط محاولات اسقاطها بفضل وحده شعبها. وتوجه الرئيس في بداية حواره بمناسبة مرور عامين علي توليه الرئاسة لكل المصريين بالتقدير والاحترام والمحبة, معربا عن أمنيته أن يلقي حديثه اليوم القبول والرضا. ونوه إلي أن نظام حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي لم يكن قادرا علي التفاهم بشكل مناسب يرضي المصريين, ودخل بفكره في إشكالية كبيرة جدا مع الدولة المصرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة, كما دخل في صراع مع المؤسسات والرأي العام, وهو ما كان يضع الدولة في مأزق كبير. مضيفا النظام وقتها كان لا يعرف المصريين, الشعب المصري شعب واع جدا وعظيم, وليس بالقوة يستطيع أحد أن يقوده, وبالتالي توقعت أنهم لن ينجحوا بهذا الشكل, وسيخرج عليهم الشعب, وهذا ما حدث بالفعل. وأوضح الرئيس أن ما حدث في30 يونيو, لم يبدأ في ذلك التاريخ, بل بدأ قبل ذلك بكثير, لافتا إلي أنه من المهم أن نتذكر جيدا أننا حاولنا الإصلاح, وسعينا للتوصل لصيغة تفاهم ليس بين القوات المسلحة ونظام الحكم في ذلك التوقيت, بل بين الدولة والمجتمع ككل, وقد حاولنا إصلاح ذلك, واستدعينا أنفسنا, وهذه نقطة في غاية الأهمية. ولقد تحركنا من واقع الإحساس بالمسئولية والخطر وحبنا لأهلنا وشعبنا وحتي لا يحدث له أي مشكلة كبيرة, مؤكدا أنه وقتها, لم يكن هناك أي خوف سوي علي الشعب المصري وأن تسقط الدولة في حرب أهلية لا أول لها ولا نهاية. وتابع الرئيس السيسي علي المستوي الشخصي, لم يكن الخوف موجودا, ولم يكن ذلك من باب الدفاع والتهور, بل من باب المسئولية تجاه قسم أنا أقسمته كوزير للدفاع للحفاظ علي أمن وأمان الدولة بما فيها الشعب المصري, وهذه هي مسئولية هذا القسم. وردا علي سؤال حول رسالته مابخافش في عام2016, ولمن كانت موجهة؟ أجاب السيسي إن الرسالة كانت موجهة للمواطنين, لأن مصر دفعت ثمنا كبيرا جدا خلال الفترة الماضية, وتحمل الشعب المصري كثيرا, مؤكدا أن الرسالة كانت تهدف إلي طمأنة الشعب المصري العظيم بأن الأمور تسير في طريقها الصحيح ولا يوجد داع لأي قلق وخوف من الضغوط التي تواجهها الدولة المصرية. ولفت الرئيس إلي أن هناك ملحوظتين مهمتين لابد من تسجيلهما للشعب المصري; أولاهما حجم الوعي والفهم والقدرة علي التفريق من جانب المصريين خلال الفترة الأخيرة, مشيرا إلي أن ذلك يؤكد أنه لا خوف علي الأوضاع الراهنة والمستقبلية في مصر. وأضاف أن هناك محاولات كثيرة تمت لتحريك المصريين خلال السنتين الماضيتين من قوي كثيرة جدا تريد تقليب الرأي العام والشعب المصري, مؤكدا أن الشعب المصري واع ولم يتعامل مع مثل هذه المحاولات, وقام بإفشالها. وكشف الرئيس أن الملحوظة الثانية التي يريد أن يوضحها ويسجلها للمصريين هي أن تعاطف المصريين مع مجرد فكرة الدين كان قبل تلك الفترة بلا حدود, مشيرا إلي أنه نتيجة لوعي المصريين المتزايد بدأوا يبحثون ويفحصون جيدا قبل التعاطف, وهذا شيء جديد يدل علي وعي المصريين وقدرتهم علي الفرز بين الصواب والخطأ. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن نظام الحكم الأسبق دخل في صراع كبير مع مؤسسات الدولة والرأي العام ووضع الدولة في مشكلة كبيرة, قائلا بذلنا كل الجهود للإصلاح بين القائمين علي الدولة والمجتمع قبل30 يونيو وكنت قلقا من حدوث صراع بين الدولة والشعب قبل30 يونيو. وأشار السيسي إلي أن مصر دفعت ثمنا كبيرا خلال السنوات الثلاث الماضية والمصريين تحملوه, لافتا إلي الوعي الكبير من الشعب المصري وعدم استجابته لمحاولات تأليبه. وأوضح الرئيس أن أهل الشر هم كل من يسعي للإساءة لمصر, شعبا ودولة, ومحاولة عرقلة مسيرة مصر, وأن المصريين يعلمون من هم أهل الشر داخليا وخارجيا, مشيدا بوعي الشعب المصري العظيم الذي يزداد يوما بعد يوم وحقق طفرة كبيرة في إدراكه قوي الشر. وأضاف- إنه أراد أن يصف أهل الشر بهذه الصفة لأنها صفتهم الحقيقية, مؤكدا أن المصريين يعرفون أهل الشر جيدا في الداخل والخارج واعتبر أن ما يتم الآن محاولة هدم الدولة من داخلها, لافتا إلي أن قدرة الشعب المصري علي الفرز كبيرة. وتابع قائلا: لم أتأخر في اتخاذ قرار ترشحي للرئاسة ولكن كان هناك ترتيبات لابد من اتخاذها,والهدف كان عدم سقوط الدولة وإذا تحقق ذلك خلال السنوات الأربع التي أتولي فيها الحكم أكون أنجزت مهمة عظيمة, واليوم هناك مؤسسات دولة ودستور وأجهزة ودولة تستعيد نفسها مرة أخري وفرص الإسقاط تقل كلما تقدمنا إلي الأمام, وهدفنا الآن تثبيت الدولة المصرية ومنع سقوطها ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية. وشدد السيسي علي عظم المهمة والمسئولية إزاء90 مليون مصري وضمان أمنهم وحياتهم واستقرارهم ومستقبلهم, داعيا الله أن يعينه عليها. مضيفا علينا أن نأخذ بأسباب الدنيا ولا نفتن فيها. وأوضح أن تثبيت الدولة يتطلب الكثير واستعادة الثقة بأنفسنا وببعضنا وبالإضافة إلي الجدوي الاقتصادية ومكانة قناة السويس التي ارتفع تصنيفها بعد الانتهاء من المشروع التوسعي الأخير, بعدما أثبت للمصريين قدرتهم علي الإنجاز, وهو الأمر الذي نفعله في غيره من المشروعات الجاري تنفيذها بأيد مصرية في أوقات قياسية. ولفت الرئيس إلي أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقوم بدور إشرافي وتنظيمي ورقابي في تنفيذ المشروعات القومية, ولكن هناك ألف شركة ومليوني مواطن يعملون في المشروعات القومية. وبشأن مكافة الإرهاب أشار إلي أن الإرهاب في سيناء محصور في منطقة محدودة من حدودنا مع غزة إلي العريش بما يمثل2 إلي3% فقط من مساحة سيناء والآن نعطي سيناء الاهتمام الكافي بعد فترة من عدم الاهتمام. ودعا المصريين إلي أن يكونوا علي قلب رجل واحد وأن يتحلوا بالصبر, مؤكدا أنه من الطبيعي أن نختلف في الآراء ولكن نتفق علي الحفاظ علي بلدنا. وأضاف: تأخرنا كثيرا ونحتاج إلي أن ننجز كثيرا لنتغلب علي الإحباط ولازلت غير راض عما تحقق ولا يزال هناك الكثير الذي يجب عمله وأسعي لتسريع وتيرة العمل لإعطاء الأمل. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي, إن المشكلات البيروقراطية تحتاج إلي سنوات كثيرة لحلها, وقانون الخدمة المدنية كان الهدف منه تنظيم الجهاز الإداري. وأضاف, أن الجهاز الإداري يجب أن يعمل بمليون أو أقل, لكن الحقيقي, إنه يعمل ب7 ملايين حاليا, مؤكدا أن الأمر يتم حله ودراسته. أكد الرئيس السيسي, أنه لا يوجد خلاف مع الإعلام والصحافة, لكنه يرفض عدم وجود قيادة للإعلام. وأضاف السيسي, مفيش إعلام في العالم بلا قيادة, ومفيش وزارة للإعلام عشان الدستور نص علي ذلك, لازم يكون فيه حاجة لضبط إيقاع الإعلام مش التدخل فيه. وتحدث السيسي عن الألتراس, قائلا: أدعو الألتراس لأن يكون نموذجا للشباب المصري المتحمل المسئولية. وتابع: عايز الألتراس ينظم نفسه, ويتحمل المسئولية, ويوري العالم كله شباب مصر لما بيتحمل المسئولية, لو تحملوا المسئولية هيعملوا حاجة كويسة. واستنكر الرئيس الضغوط التي تمارس علي مصر بسبب ملف حقوق الإنسان, قائلا إن تلك الضغوط تحدث لأن مصر تحترم نفسها, وتتعامل بقيم ومبادئ ليست موجودة, وحريصة علي أنها تكون مستقرة, وقال إن مصر تحاول شرح مواقفها من حقوق الإنسان للعالم بشكل واضح, لكن العالم يحتاج تطوير مفهوم حقوق الإنسان. وأضاف أن الدول الأجنبية حلت جميع مشاكلها, لذلك تجد أن التعبير عن الرأي والتظاهر محل نقاش لدي المصريين, متسائلا: الناس اللي مبتتعلمش كويس ده حق من حقوق الإنسان ولا لأ؟, إحنا محتاجين نطور المفهوم لتشمل ده وده, وعندنا ملايين من الناس لو عايزين تساعدونا؟. وقال الرئيس ضاحكا: لما بقولهم كده بيقولوا ده فلوس كتير, وأضاف: الأولويات إن90 مليون يعيشوا, ومش بمنعهم يعبروا عن رأيهم, وال90 مليون بيتكلموا كلهم, مفيش حد كل لما يقول كلمة هيتسجن. وأكد الرئيس أن تثبيت الدولة كان يتطلب استعادة الثقة بأنفسنا, وهو ما حدث في مشروع قناة السويس الجديدة, موضحا أن الهدف من المشروع لم تكن الفائدة الاقتصادية فقط, وإنما كان للأمر مكاسب أخري أهمها إثبات أن المصريين يستطيعون قهر المستحيل. وأشار الي أن إنجاز المشروع في عام بدلا من5 أعوام كان مثار إعجاب العالم, والهدف كان رفع الروح المعنوية للشعب, متابعا: اللي عمل المشروع مش أنا, ده المصريين, واللي شغال هما المصريين مش أنا, وفي ناس كتير إنتوا مش شايفينهم, وهما ناس بسطاء. وذكر الرئيس أن المشروعات الاقتصادية مثل قناة السويس وجبل الجلالة تديرها أكثر من ألف شركة, موضحا أن القوات المسلحة كيان من كيانات الهيئة الهندسية, وتقوم بدور إشرافي وتنظيمي ورقابي, لكنها لا تنفذ كل تلك المشروعات. وتابع: الجيش يشرف ويدير, وفي شركات كتير, وبتعمل كده, ووجهت اللوم ليهم بعد التأخير علشان لازم نصر علي إن كل عمل لازم يتم زي ما اتفقنا. وحول إمكانية عودة مصر مجتمعا زراعيا, قال الرئيس: إن كان عندي فرصة ليه معملش, عندي مياه وأرض خصبة, لازم أستغلها. ورد الرئيس عبدالفتاح السيسي, علي المشككين في مشروع المليون ونصف مليون فدان, قائلا: ليه نتصدي لموضوعات مش ملمين بتفاصيلها, ولم نطلع علي الإجراءات التي صاحبت المشروع مؤكدا انه تم توفير مياه للمشروع تكفي100 عام, حيث تم مراعاة تحديات نقص المياه لافتا الي ان80% من المشروع يعتمد علي المياه الجوفية, والباقي علي المياه السطحية. وبشأن المفاعل النووي قال الرئيس عبدالفتاح السيسي, إنه لا يهتم بافتتاح المفاعل النووي بعد رحيله من السلطة, موضحا أنه يزرع من أجل الأجيال المقبلة, وأن الأمر يتطلب تقليص الفجوة بين ما نحن عليه وما نريد الوصول إليه. وأوضح الرئيس, أن العاصمة الإدارية الجديدة شأنها شأن بقية المشروعات ستؤتي ثمارها علي المدي القريب, مؤكدا أنه فعل كل ما تحتاجه الدولة من أجل الاستثمار. وقال: ماحطتش فلوس في حتة غير لما ببقي عارف إنه الجنيه هيجيب جنيهات, وعلي المدي القريب, وإحنا ظروفنا صعبة. وفيما يخص ملفي التعليم والصحة, قال الرئيس إن الأجهزة تتحرك للعمل بجدية في الملفين, لكن التعليم يحتاج مدي زمنيا كبيرا, مع افتراض نجاحنا, قائلا: مش قبل12 أو13 سنة, هنحقق اللي إحنا عايزينه. وعن ملف الصحة, قال إن الأمر لا يحتاج إلي قدرة مالية فقط, وإنما يجب علي الجميع العمل لخلق نظام صحي جيد, مؤكدا أنه تمت مضاعفة ميزانية الصحة مرتين أو ثلاثا, لكن الوصول إلي نظام صحي جيد يحتاج إلي جهد. وعن ارتفاع أسعار الكهرباء قال الرئيس إن ما يتم تحصيله من الكهرباء والغاز والمياه, أكبر من التكلفة الحقيقية, مضيفا: شكوي المصريين من ارتفاع الأسعار علي دماغي. ونوه الرئيس إلي أن هناك30 مليون مشترك في الكهرباء, ولا يمكننا حتي الآن تنظيم قراءات شهرية مناسبة لكل المشاركين, مؤكدا أنه بعد الدعم فإن حق التكلفة مازال أعلي بكثير من الذي يتم تحصيله. وذكر أن الدولة لا تحصل50 مليار جنيه سنويا, رافضا وصف المصريين بالمتهربين, مضيفا: في الدول المقدمة بتدفع جنيه للمياه, وبتدفع قدامه جنيه للصرف الصحي, وده مش موجود في ثقافتنا,مؤكدا أنه يتم تحصيل50 أو60% فقط من التكلفة الحقيقية لتلك الخدمات. وشدد الرئيس علي أن البناء والتعمير ليست مهمة سهلة, مطالبا المصريين بالتكاتف للتغلب علي المشكلات. وأضاف قائلا البناء والتعمير مش سهل, فيه تكلفة وإحنا قعدنا سنين طويلة مش عايزين ندفع تكلفة البناء وإحنا ماشيين كويس, ولو استمررنا السنوات المقبلة كده هيكون فيه وجه مختلف لمصر. وعن أزمة الدولار, أوضح السيسي: اقتحمنا مشكلة الدولار, لكن ناخد بالنا إن فيه أزمة اقتصادية في العالم كله, وموسم السياحة كان هيساعد لولا أهل الشر. وقال الرئيس أقمنا مشروع إسكان اجتماعي غير مسبوق لإنهاء مشكلة العشوائيات وسعينا لتهيئة الدولة لجذب الاستثمار ولا نقوم بمشروع إلا إذا كان يحقق عائدا, وهذا ينطبق علي العاصمة الإدارية الجديدة أيضا.