تثبت الأحداث والتطورات المتلاحقة ما كان واضحا منذ البيان الأول الذي أصدره المجلس الأعلي للقوات المسلحة والمتضمن تعهدا قاطعا بحماية الثورة والعمل علي تنفيذ أهدافها انطلاقا من رؤية ثابتة ترتضي بالشرعية التي يريدها الشعب, والتأمل المنصف لما تم انجازه خلال المدة الوجيزة الماضية يشير لخطوات تسابق الزمن للوصول الي بر الأمان ومن ثم الانطلاق نحو الغايات المنشودة والمتمثلة في احداث نهضة شاملة تضع مصر في مكانها الصحيح بين الأمم المتقدمة. وجاء الاعلان أمس عن تكليف عصام شرف بتشكيل الحكومة الجديدة عقب قبوومع الادراك الكامل ببقية المطالب التي ينادي بها أبناء الثورة وهي في مجملها مشروعة ولا خلاف عليها, الا أنه قد آن الأوان لكي نهيئ الأجواء لعمل حكومة شرف علي المستوي المناسب لحجم التحديات والصعوبات القائمة وفي مقدمتها تسيير عجلة الانتاج المتوقفة والخروج من دائرة الركود الاقتصادي الحاد نتيجة الأضرار الفادحة التي أصابت الكثير من القطاعات. علينا أن نبدأ وعلي الفور العمل الجاد والمخلص الذي يثبت الوجه الحقيقي والمشرق للثورة المصرية التي باتت نموذجا يحتذي للشعوب الباحثة عن الحرية والعدالة بارادة شعبية جارفة ووطنية صادقة, وهذا يعني اعطاء الأولوية للملفات العاجلة المتعلقة باستعادة الهدوء والأمن والأمان للمواطنين والانشغال بزيادة الموارد اللازمة لتحقيق المطالب المرتبطة بالاجور وتثبيت العمالة المؤقتة وتحسين الكثير من الخدمات الضرورية. أمامنا طريق طويل حافل بالعرق والجهد ولكنه سيؤدي بنا الي مصر الجديدة التي نحلم بها, والأهم في ذلك كله أن الأحلام لن تتحقق بين لحظة وأخري أو بالتمني فقط, وأنما بدق الناقوس إيذانا بروح مشبعة بالأمل والتفاؤل بمستقبل نراه في الأفق القريب.