تحرك ضمير عاطلين بمنطقة المرج بعد أن ظنا أنهما أزهقا روح صديقهما بسبب خلافات بينهما وألقيا بجثته فى مصرف الرشاح وقررا الاعتراف بجريمتهما أمام رجال مباحث القاهرة الذين اشتبهوا فى المتهمين خلال تفقد الحالة الأمنية بأحد شوارع المنطقة. العرق المتصبب من جبين العاطلين ورعشة يديهما أثناء استيقافهما فى الكمين كانتا كفيلتين بأن يتقين رجال البحث الجنائى أن وراء العاطلين لغزا محيرا بعد أن خلت جيوبهما من أية ممنوعات فيما بدا القلق واضحا عليهما، تفاصيل القضية كشفها محضر حرره موظف بقسم المطرية يفيد بتغيب نجله لعدة أيام خارج المنزل كما أن هاتفه المحمول مغلق حيث تم إرسال نشرة بأوصاف الشاب إلى جميع أقسام القاهرة الكبرى وكانت المفاجأة هى تتطابق أوصاف ما أدلى به العاطلان حول الضحية مع ما جاء بمحضر والد المتغيب، استدعى رجال المباحث والد الضحية إلى ديوان قسم المرج والذى صعقته المفاجأة عندما واجهوه بالعاطلين الذى أقر بأنهما صديقان لابنه فظن الأب فى بادئ الأمر أنهما حضرا لإرشاد الشرطة عن معلومات قد تفيدهما فى البحث عن ابنه، غير أنه جاءته الطامة الكبرى عندما أخبروه أنهما وراء مقتل ابنه. ضيّق رجال المباحث الخناق على المتهمين اللذين لم يجدا مخرجا من جريمتهما حتى يقدما الأدلة كاملة إلى النيابة وعلى رأسها جثة المجنى عليه الركن المهم فى القضية. أقر العاطلان انهما تخلصا من جثة صديقهما بإلقائها فى أحد المصارف وهو ما دفع رجال الشرطة للتوجه إلى مسرح الجريمة لعمل المعاينة والعثور على الجثة إلا أنها فص ملح وداب. عدل المتهمان عن أقوالهما حول مكان إلقاء الجثة وأنهما من هول الصدمة فقدا تركيزهما أثناء التحقيق وأجمعا على أنهما ألقيا الجثة فى إحدى المقابر، فما كان من رجال المباحث سوى تتبع أثرهما غير أنهما لم يجدوا جثة الشاب، ليقرر رجال المباحث عرض الأمر على النيابة التى أمرت بحبس المتهمين احتياطيا علي ذمة التحقيق وكلفت رجال المباحث بإيجاد الجثة حتى تكتمل أركان الجريمة. ومرت الأيام ورن جرس هاتف والد الضحية وكانت المفاجأة أن ابنه المتغيب يخبره أنه قرر الذهاب للعيش فى مدينة الإسكندرية وأنه يحتاج إلى نقود لمروره بضائقة مالية. أصيب الوالد بحالة من الذهول والدهشة غير مصدق ما سمعته أذناه وتوجه إلى قسم شرطة المرج ليبلغ رجال المباحث أن ابنه على قيد الحياة ويعيش فى مدينة الإسكندرية وتنازل عن المحضر ضد المتهمين حيث أمرت النيابة بإخلاء سبيل العاطلين وعرضهما على الطب النفسى لبيان سلامة قوامهما العقلية.