في الوقت الذي تصاعد فيه الجدل حول حملة منع النقاب تباينت آراء علماء الدين في مشروعية النقاب رافضين التشدد في الدين مؤكدين أنه ليس فرضا ولا واجبا وأن رأي الجمهور أجمع علي فرضية الحجاب وليس النقاب مشددين علي ضرورة مواجهة الفكر المتشدد من قبل الجماعات الإسلامية بالإضافة إلي ضرورة التزام المرأة بواجبات العمل خاصة أننا في عصر الفتنة وأن هذا الموضوع تمت مناقشته من قبل المؤسسات الدينية وعلي رأسها الأزهر الشريف الذي أكد أن النقاب عادة وليس عبادة رافضين في ذات الوقت تحريم النقاب أو إنكاره مستندين إلي القاعدة الفقهية التي تؤكد أن المختلف فيه لا يمكن إنكاره. وأكد الدكتور سيف قزامل عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا السابق, رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بطنطا أن الرأي واضح في فهم المسائل الخاصة بالمرأة وأن الإسلام كرم المرأة وأنه لاخلاف بين الفقهاء أن جسم المرأة عورة ماعدا الوجه والكفين طبقا لقوله تعاليولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها والتفسير الخاص بهذه الآية أكد ذلك. وأضاف قزامل أنه لا يمكن إنكار المختلف فيه; حيث لا ننكر النقاب لكننا لا نقول إنه واجب أو فرض قائلا: لا يجوز لبس النقاب في عمل يحجب المرأة عن أداء وظيفتها خاصة إذا كانت تتعامل مع الجمهور أو تقوم بعملية تعليمية بالإضافة إلي أننا في عصر فتنة وفي أحوج الأمور لدواعي الأمن والاستقرار مؤيدا قرار منعه في أماكن العمل التي تؤثر علي أداء المرأة لوظيفتها. بينما ذكر الدكتور عبد الفتاح أبوالفتوح وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة بجامعة الأزهر السابق أن النقاب فضيلة من الفضائل عند جمهور الفقهاء وليس فريضة كما يدعي البعض من السلفيين مشددا علي أن الحجاب فقط هو الفريضة وما دون ذلك ليس صحيحا. كما اتفقت معه الدكتورة آمنة نصير, أستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر وقالت إن النقاب من باب الفضيلة في الدين وليس فرضا وهو موروث ثقافي من الشريعة اليهودية ومنصوص عليه في سفر التكوين بالعهد القديم وإنه عادة يهودية وليس من الشريعة الإسلامية ومن يريد أن يتأكد عليه الرجوع للتلمود وأخبار اليهود. وأشارت إلي أن الإسلام طالب بغض البصر ولم يفرض النقاب وطالبت علماء الدين الذين تركوا الساحة للمتشددين بتوعية البنات بحقيقة الأمر وعدم تركهم لاعتناق هذا الفكر الغريب عن الإسلام خاصة أن المسألة فيها التباسات وضبابية نفسية لدي البنات. ومن جانبه قال الدكتور محمود مهني, عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن الشيخ الشعراوي قال إن النقاب ليس مفروضا وليس مرفوضا, فكشف الوجه ليس فيه شيء وإن الذي ثبت فرضيته هو الحجاب الذي هو ثابت بالقرآن والسنة وإجماع الأمة.