اعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي..هكذا قال جوزيف جوبلز وزير الإعلام النازي في عصر هتلر.. كلما قرأت هذه العبارة تتقافز إلي ذهني بعض الأسئلة الافتراضية.. هل هناك ثمة علاقة بين بروتوكولات حكماء صهيون وبين تلك المقولة..وهل كانت تلك المقولة سببا من الأسباب التي جعلت هتلر يصنع محرقته الشهيرة والتي اختص بها بعض اليهود تحديدا.. إن المتأمل للمشهد الإعلامي الراهن ربما يتبادر إلي ذهنه ذات الأسئلة التي قد لا نجد لها إجابة يقينة فيما يتعلق بالحدث التاريخي ولكننا قد نستنتج هذه الإجابة حتي وإن كانت افتراضية هي الأخري من الواقع المعاصر الذي نعيشه الآن.. فالحقيقة التي لم تعد تحتمل الشك هي أن الإعلام ليس وسيلة ترفيهية أو تثقيفية فقط كما كنا جميعا نعتقد أو كما كان يزعم القائمون عليه.. إنما هو أيضا وسيلة تدميرية شأنها شأن أسلحة الدمار الشامل.. وهو ما يضع بعض الإعلاميين في مصاف القتلة المأجورين أو الجنود المرتزقة.. ولا يخفي علي أحد أن من يسيطر علي وسائل الإعلام العالمية هي الرأسمالية الصهيونية لتنفيذ حرفيا- ما سطره أسلافهم الصهاينة في بروتوكلاتهم للسيطرة علي العالم وذلك من خلال تجنيد بعض الأشخاص الذين يتم انتقاؤهم علي أسس ومعايير محددة تعتمد في المقام الأول علي ضعف نفوسهم واستعدادهم لبيع ضمائرهم في مقابل المال أو الجنس.. ثم الزج بهم في المجال الإعلامي بعد أن يتم تدريبهم بمهارة عالية علي إتقان دور الوطنية الزائفة لاجتذاب أكبر عدد من المشاهدين في بداية ظهورهم علي الشاشات وتكوين قاعدة شعبية عريضة تؤمن بكل ما يتفوه به هؤلاء من أخبار ومعلومات.. ليبدأ الإعلامي المأجور بعد ذلك في بث السموم التي تخدم أهداف المخطط الصهيوني في عقول جماهيره ومشاهديه لخلق وعي جمعي يتوافق وهذا المخطط ويتفق معه كذلك.. والأمثلة علي هؤلاء المأجورين كثيرة للأسف في إعلامنا المصري الذين تزامن ظهورهم علي شاشات الفضائيات في نفس التوقيت تقريبا.. وكل منهم له دور محدد ومكتوب بدقة في سيناريو المؤامرة.. فنجد الإعلامي الساخر الذي بدأ ظهوره الإعلامي بالسخرية من الإخوان وأتباعهم حتي استطاع أن يكون قاعدة عريضة من المشاهدين آمنت بفكره ليتحول بعدها إلي محرضا علي الدولة ساخرا منها مشككا في كل ما تحققه من إنجازات.. وآخر كان يهاجم المخطط الصهيوني علي قناته الفضائية الخاصة به حتي أصبح له أتباع ومريدون من مختلف فئات الشعب ليفاجيء الجميع في نهاية الأمر باستضافته للسفير الصهيوني في منزله مستغلا شعبيته في الدعوة للتطبيع مع الكيان الصهيوني المعادي للدولة المصرية.. بخلاف إعلامي أو أكثر ممن صرحوا بأنفسهم دون خجل أو مواربة بأنهم بدأوا حياتهم كطبالين خلف الراقصات في الملاهي الليلية!! ولا نغفل بعض الإعلاميات المتورطات في فضائح أخلاقية والمعروف عنهن عمالتهن للإدارة للبيت الأبيض والكيان الصهيوني بالتبعية.. وهذا الإعلامي الذي أتقن دور المعارض لفساد النظام السابق ثم ما لبث أن كشف عن وجهه الحقيقي المحرض ضد الوطن.. وذاك الذي دأب علي إثارة الفتن كل ليلة وإشعال حرائقها في المجتمع حتي أطلق عليه عموم الشعب لقب حريقة.. وهناك إعلامي من أصول حمساوية.. وآخر يطل علي المشاهدين كل ليلة مرتديا زيا يواكب الحدث الراهن وكأنه مهرج في سيرك.. كل هذه النماذج الإعلامية العميلة هي جزء لا يتجزأ من المؤامرة الصهيونية التي تهدف إلي تدمير الدولة المصرية والتي تستهدف توجيه الرأي العام ضدها.. فانتبهوا أيها السادة فالمؤامرة لا تزال مستمرة!.