يوما بعد يوم تتلاشي الأدخنة التي أعمت بها بعض وسائل الإعلام العربية والعالمية المشكوك فيها أعمت بصائر كثير من الناس المغلوب علي أمرهم. يوما بعد يوم تتساقط الاقنعة واحدا تلو الاخر لتبدأ الحقيق بالظهور شيئا فشيئا تلك الحقيقة التي أرادوا اخفائها ومن ثم قتلها وراء شاشاتهم وصحفهم، ولانهم يمتلكون الامكانيات المتطورة جدا من مختلف الاجهزة الاعلامية ومن العناصر البشرية المتدربة علي مستوي عال جدا علي تقديم المادة الإعلامية للمشاهد أو القاريء أو حتي المستمع علي انها غاية النقاء والحقيقة الكاملة لما تجري من احداث بينما هي في واقع الامر ليست سوي اجندة ومؤامرات تحاك من خارج مسارح الاحداث الا وهي الدول العربية لتوكل مهام تمثيلها داخل مسارح الاحداث في الدول العربية الي عناصر هم اما من ضعفاء النفوس ليبيعوا أوطانهم وأهليهم بحفنة من الدولارات أو وعودهم بمناصب عليا في الدولة حال سقوط الانظمة وخراب الدول أو انهم من المغيبون تماما وما اكثرهم نتيجة الجهل والتخلف المنتشر في الدول العربية وخاصة الجمهوريات منها وبالاخص في دول الربيع العربي التي تعد الامية فيها مرتفعة بشكل يبعث علي القلق وذلك بسبب الانظمة العملية السابقة التي كانت تتبع سياسة »أنا وأما أدراك ما أنا وأما الآخرون فلا شيء«.. واصبحنا نتساءل لما تجري من احداث أهي توابع لثورات قامت لاسقاط انظمة ديكتاتورية؟ اما ما يجري حاليا هي مؤامرات لاسقاط دول بحد ذاتها بكل كياناتها ومقوماتها وبناها التحتية وذلك لما نشهده من تخريب متعمد في اجهزة دول الربيع العربي وبناها التحتية يصل الي حد تفجيرات انابيب النفط والغاز ومحطات توليد الكهرباء كما شهدنا في مناطق كثيرة في اليمن وليبيا وقبلهما في مصر وما يجري في تونس أما في سوريا فحدث ولا حرج، أهو فعلا امتداد للثورات التي فجرتها شعوب الربيع العربي المتعطشة للحرية والعدل؟.. يقول أدولف هتلر في كتابه الشهير كفاحي »مع تحفظي علي شخصية هذا الرجل وبعض ما قام به من أفعال في حياته ضد الأنسانية« يقول »لقد اكتشفت مع الايام بأنه ما من جريمة في حق الشعوب ولا فعل مغاير للاخلاق، الا ولليهود يدا فيها، ويقول ايضا اي هتلر بأنه عندما يصبح لليهود وطنا خاصا بهم فإنهم سيمسكون بزمام الإعلام العالمي، وبالتالي فإنهم سيتحكمون بمصير العالم. ولعل بعضنا مازال يتذكر فضيحة احدي اعرق واقدم هيئة اذاعة وتليفزيون في أوروبا التي اثيرت فجأة قبل عدة اشهر واتهمت تلك الهيئة بما لا يدع مجال للشك وبالادلة القاطعة علي تورطها في قضايا فساد واتهم مديرها شخصيا ايضا بالادلة القاطعة بعدة قضايا منها الرشوة والتحرش الجنسي ولكن ولان اكثر اجهزة الاعلام اسيرة لعبة المال والسياسة فكما اثيرت القضية فجأة اغلقت ملفاتها فجأة ولفها الغموض. تري هل صدقت مقولة أدولف هتلر وانه فعلا للوبي الصهيوني يدا لما يجري في دول الربيع العربي؟.. فإذا كان الأمر كذلك فمن المسئول عن خراب الدار، الجار أم أهل الدار؟ قبل عدة ايام عرضت قناة يمنية صورا للرئيس السابق علي عبدالله صالح ووصفته بأنه مازال الرئيس الشرعي للبلاد ضاربة بذلك عرض الحائط بمشاعر الشعب اليمني الذي خرج أسوة بأشقائه في دول الربيع العربي واسقطوا انظمة كانت سببا في بؤسهم.. الحقيقة ان التخريب في هذه الدول يجري بطريقتين الطريقة الأولي عبر اخطاء من قلة قليلة من أناس بسطاء وقعوا فريسة إعلام لا يرحم يشوه الحقائق ويقبلها رأسا علي عقب ولان هؤلاء البسطاء من الناس اصحاب قلوب بيضاء ونفوس صافية فإنهم سرعان ما يصدقون مثل تلك الاكاذيب ولانهم ابطالا وشجعان فإنهم يخرجون بنية سليمة للمظاهرات في شوارع دول الربيع العربي ظنا منهم بأنهم خارجون لنصرة الحق. أما الطريقة الثانية وهي الاخطر لانها تدار ليست عبر اخطاء أو اناس بسطاء كما في الطريقة الأولي ولكنها تدار عبر مخططات خارجية لا تريد لدول الربيع العربي الاستقرار ولا تريد لثوراتهم النجاح ولانهم ايقنوا بأن شعوب الربيع العربي قد خطت الخطوات الأولي نحو حرية حقيقية وديمقراطية حقيقية فإنهم سارعوا للبحث عن شراء اصحاب النفوس الضعيفة والايادي المرتعشة لينشروا الفوضي والتخريب المتعمد في اوطانهم وللاسف الشديد فإنهم لم يبحثوا كثيرا فقد وجدوهم فبعضهم يعيش في احضانهم والبعض الاخر يعيشون في اوطانهم ولكن تحت شعارات كاذبة فهؤلاء هم الاخطر انهم ينتمون الي اوطانا نزعة من بين احشائهم وينتمون الي قيم وأخلاق قتلت في ضمائرهم وراحوا يتخبطون يمينا ويسارا في خطابتهم المتآكلة التي يكسوها الصدا شكلا ومضمونا تماما كما فعل اسلافهم الشيوعيين عقب انهيار الشيوعية في نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات من القرن الماضي ولانه في الاخير لا يصح الا الصحيح فقد سقطت دول الستار الحديدي. كما اطلق عليها هذا الاسم رئيس وزراء بريطانيا السابق السيد وينستون تشرشل، ولان اصحابنا هؤلاء لم يقرءوا تاريخ الشعوب المنتصرة بإراداتها بتوفيق من الله فانهم مازالوا يتخبطون بخطاباتهم حتي يلحقوا بأسلافهم اصحاب »دول الستار الحديدي« وكل ذلك لانهم يبحثون عن لا شيء وما اشبه الليلة بالبارحة.