من وراء كل مصيبة فائدة، ولكل عدوان على القانون الكونى ثمن باهظ يدفعه المعتدى، وإن ظن أنه حقق أهدافه وكسب المعركة، لا أحد ينجو من شرور أعماله فرداً كان أو دولة، وإن طال الزمن. قصص التاريخ القديم والمعاصر تثبت لنا تلك الحقيقة البسيطة التى لا يتنكر لها إلا كل مجنون أعمى. إن العدوان الإسرائيلى الغاشم الأخير على الشعب الفلسطينى فى غزة يجب ألا يمضى دون دروس مستفادة، وإلا أصبحت دماء الشهداء ضائعة بلا ثمن، من أول تلك الدروس استعادة وتذكير القادة المصريين والعرب بمقولة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر منذ نصف قرن مضى، بأن إسرائيل شوكة فى ظهر الوطن العربى، وأن ما أُخذ من أراض عربية بالقوة، لن يتم استرداده إلا بالقوة. الدرس الثانى، أنه لا سلم ولا سلام مع دولة تنقض اتفاقياتها ومعاهداتها الدولية، ولا تلتزم بتنفيذ قرارات الأممالمتحدة. لا أمن ولا أمان مع كيان صهيونى يرى فى الأطفال والنساء هدفاً استراتيجياً يجب التخلص منه بتصفيته ، لإضعاف القوة العددية للشعب الفلسطينى. الدرس الثالث، يعتمد على ترميم الصدع الغائر فى جدار العلاقات العربية - العربية، بعد أن كشفت مأساة غزة الأخيرة عن خطورة انشقاق الصف القيادى العربى، بعكس وحدة واتفاق شعوبها. الدرس الرابع، اعتبار الوطن العربى كله من المحيط إلى الخليج فى حالة استعداد دائم للحرب مع إسرائيل وحليفتها الأولى أمريكا، فالعدوان الاسرائيلى الأخير على غزة تحت مظلة الولاياتالمتحدة.. ونقضهما المعاهدات والمواثيق الدولية، يجعل الوطن العربى كله مستهدفاً، لا فلسطين وحدها، وعليه يجب على الدول العربية استخدام أوراقها فى الضغط الاقتصادى على إسرائيل وكل دولة أجنبية تساعدها على عدوانها. الدرس الخامس، يخص دول الجوار الجغرافى لدولة إسرائيل ذات الأهداف التوسعية، مصر وسوريا والأردن، أصبح من المحتم عليها إعادة هيكلة ترسنتها العسكرية، بما لا يقل عن ترسانة إسرائيل، بما فى ذلك التسليح النووى. ومن ناحية أخرى، ضرورة اللجوء إلى الأممالمتحدة لإصدار قرار بتسليح الدولة الفلسطينية بالطرق المشروعة، لا عن طريق أنفاق سرية من تحت الأرض. أنهى كلامى هذا بجملة للقائد النازى أدولف هتلر ذكرها فى كتابه «كفاحى» يقول فيها: «لقد كان فى وسعى أن أقضى على كل يهود العالم، ولكنى تركت بعضاً منهم لتعرفوا لماذا كنت أبيدهم»! [email protected]