اتفق خبراء وأساتذة التربية والتعليم ورؤساء الجامعات الخاصة علي ان مستقبل التعليم الخاص يشهد ازدهارا وتوسعا وانتشارا في انشاء وتأسيس الجامعات الخاصة باعتباره جزءا اساسيا ومكملا للعملية التعليمية. وطالب الخبراء بالتوسع في إنشاء هذه الجامعات والمعاهد العليا لاستيعاب عدد اكبر من الطلاب مع ضرورة فصل الملكية عن الادارة في التعليم الخاص. وأكدو أن إصلاح التعليم ستكون اولي ثماره الجودة, لذلك يجب ان يستهدف التقدم والتنمية البشرية وزيادة المعرفة مع الاهتمام ببرامج متميزة تجعل الفيلم الخاص له شخصية منفردة وألا تكون نسخة مكررة من الجامعات الحكومية. ** معتز خورشيد: التركيز علي معايير الجودة وتشجيع الجامعات الأهلية قال الدكتور معتز خورشيد مستشار الجامعة الفرنسية في مصر إن التعليم الخاص مكمل وضروري للعملية التعليمية في مصر وذلك لتقليل الطاقة الاستيعابية لبعض المدارس الحكومية, حيث إن الأعداد الكبيرة تقلل من جودة التعليم, مؤكدا ضرورة تحقيق أهداف التنمية البشرية لذلك وتتطلب الفترة المقبلة الانفتاح أكثر ووضع استراتيجية واضحة لاستكمال المنظومة التعليمية بتحقيق الجودة في التعليم الخاص. وذكر أن التعليم الخاص يستوعب5% من خريجي الثانوية العامة والمعاهد العليا11% ومع المرحلة المقبلة يجب العمل علي زيادة هذه النسبة والحفاظ علي استقلالية الجامعات بأن يكون هناك توجه في خطة الاعداد التي يستقبلها التعليم العام والخاص وتشجيع التعليم المفتوح. واوضح أن التعليم الخاص بمايشمله من معاهد خاصة وجامعات يجب أن يركز علي معايير الجودة وان يستهدف المرحلة المقبلة ثورة في العلم والمعرفة. وأضاف أن الجامعات الخاصة يجب أن تكون ذات طابع منفرد ومميز وتنفرد بتخصصات جديدة ومختلفة عن الجامعات الحكومية وألا تكون نسخة مكررة من الجامعات الحكومية واستغلال الامكانات الكبيرة التي تتمتع بها الجامعات الخاصة, مؤكدا ضرورة تشجيع الدراسات العليا والبحوث العلمية لما له من انعكاس علي جودة العملية التعليمية. وأوضح أن الجامعات الخاصة قادرة علي احتلال مراكز متقدمة بين الجامعات مستقبلا وباعتماد من الهيئة القومية لضمان الجودة ولكن يجب أن نتغلب علي مشكلتين الأولي تدني مستوي الطلاب الملتحقين بها وذلك بوضع معايير محددة للالتحاق بهذه الجامعات والثانية الاهتمام بالكوادر الأكاديمية والموارد البشرية وإعداد طاقم خاص بكل جامعة وألا تعتمد علي الانتدابات فقط بل اختيار الكفاءات المطلوبة في كل مجال مع إعادة هيكلها المالي. وأكد ضرورة تشجيع الجامعات الأهلية ومشاركة المجتمع المدني في العملية التعليمية. خالد الطوخي: الجودة ستتحقق نتيجة الإصلاح قال خالد الطوخي رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا إن مستقبل الجامعات الخاصة سيكون أفضل من السابق وذلك بوضع رؤية واضحة لملف الجامعات الخاصة والنظر إليها علي أساس أنها عملية فنية مع الاهتمام بالجودة والاصلاح في المادة التعليمية المقدمة عبر هذه الجامعات, مشددا علي أن الجودة ستتحقق نتيجة الاصلاح. وأكد أن مهمة وزير التربية والتعليم مهمة صعبة تحتاج إلي وضع رؤي لكل ملف وفيما يخص الجامعات الخاصة يجب علي الوزير الالتفات الي إعادة توزيع الملتحقين بها والاهتمام بالبحث العلمي ووضع لائحة جديدة تنظم عمل الجامعات الخاصة وكيفية التعامل معها. وشروط القبول بها ولا تكون مجرد جامعات تستوعب طلابا ذوي مجموع أقل فقط, لذلك نحتاج إلي الحفاظ علي المستوي العلمي الذي تقدمه هذه الجامعات مع الاهتمام بالمعاهد العليا وفتح أقسام جديدة بها وهذه الرؤية قد تحتاج الي سنوات لتنفيذها علي أرض الواقع لكنها ستؤتي ثمارها علي المدي الطويل. نوال الدجوي: التشجيع ووضع القوانين قالت الدكتورة نوال الديجوي رئيسة مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب ان التعليم الخاص مع المرحلة الجديدة يجب ان يقابل بالتشجيع ووضع قوانين له موضحة ان الهدف يجب ان يكون أن أشمل من التعليم فيمتد الي قضايا اجتماعية منها التخلص من العشوائيات وتحقيق مجتمع متميز في خدمات الصحة والعلاج والصناعة والتعليم. وأكدت ان تحقيق نموذج مثالي للتعليم لن يكون حلما او شعارا لكن مع التوسع في تطبيق البحث العلمي والمناهج الدولية والاستعانة بخبرات الاخرين مع تشجيع التعليم الخاص واعتباره عنصرا اساسيا في العملية التعليمية وليس عنصرا محصلا فقط. عاطف العوام: تقديم برامج متميزة وتجنب تكرار الحكومية قال الدكتور عاطف العوام نائب رئيس جامعة عين شمس إن التعليم الخاص جزء مهم واساسي في العملية التعليمية لتلبية احتياجات سوق العمل وتوفير فرص للتعلم بامكانات معينة قد لايسمح بها التعليم الحكومي لذلك يجب ان تلتزم المؤسسات الحكومية بتوفير خريجين قادرين علي الوفاء بمتطلبات سوق العمل موضحا ان المؤسسات التعليمية الخاصة تحتاج إلي خطة لتوفير اعضاء هيئة التدريس بايفاد بعثات خارجية وعدم الاعتماد الكلي علي الجامعات المحلية فقط. وأوضح ان خطورة مؤسسات التعليم الخاص تكمن في الاعتماد علي الانتدابات من الجامعات الحكومية وهذا يحتاج إلي إعادة نظر, مؤكدا ضرورة إعادة النظر فيما يقدم في هذه الجامعات بأن تحتوي علي برامج متميزة لاتمثل تكرارا لما هو موجود في الجامعات الحكومية لان عدم قدرتها علي تقديم خريجين مؤهلين يضخم من حجم البطالة التي نعاني منها لاسيما اننا نحتاج خريجا قادرا علي مواكبة سوق العمل وليس خريجا يحمل شهادة فقط. وأكد ضرورة عدم المغالاة في المصروفات وألاتكون العملية التعليمة تستهدف الربح فقط ويجب ان تكون رسالة يشارك فيها الافراد الذين يرغبون في تقديم خدمة مجتمعية لذلك يجب عدم المغالاة في اسعار الخدمات التعليمية. واختتم حديثه قائلا اتمني ان تنتقل عدوي الثورة إلي العملية التعليمية سواء كان التعليم الخاص أو الحكومي لدفع عجلة المجتمع إلي الامام. هبة نصار: مواكبة الخريجين لسوق العمل وتحديث البرامج قالت الدكتورة هبة نصار استاذة الاقتصاد ونائبة رئيس جامعة القاهرة ان التعليم الخاص يعاني مجموعة من الاختلالات منها عدم مواكبة الخريجين لسوق العمل وعدم ملاءمته للاحتياجات الاجتماعية, لذلك لابد ان تكون هناك نسبة وتناسب بين انواع العلوم الانسانية والحديثة التي تدرس في هذه الجامعات, واوضحت ان معظم الجامعات الخاصة لم تحقق نجاحا كبيرا خلال الفترة الماضية لذلك لابد من تحديث برامجها ومناهجها بان تستهدف زيادة المعرفة والتقدم والتنمية البشرية وذلك بتعاون شركات خاصة تمول هذه الجامعات وان تواكب احتياجات سوق العمل. وأكدت ضرروة التنسيق بين الصناعة والتعليم والبحث العلمي لدفع العملية التعليمية ككل ولتلبية الاحتياجات الاساسية وتغطية جميع المجالات. وأوضحت ان المناهج البحثية تحتاج تمويلا وألا يكون هدفها التمويل فقط ولكن اعداد برامج محددة تستهدف تخريج كوادر, مؤكدا ان الجامعات الخاصة تعتبر العملية التعليمية تجارة فقط ويتضح هذا من خلال حجم الضرائب المفروضة عليها. وقالت نصار انها تري ان المرحلة المقبلة تستهدف تطوير التعليم سواء كان عاما او خاصا ليتواكب مع متطلبات العصر الحديث ويغطي سوق العمل كما نجحت كوريا الشمالية في رفع المستوي التعليمي بالتكنولوجيا مؤكدة ضرورة توعية الشركات بالمسئولية الاجتماعية وإيجاد كيانات تستهدف تدريب الطلاب وخلق فرص عمل لهم وذلك حسب احتياجات كل منطقة فمثلا في الغردقة يتم انشاء معاهد عليا لإدارة السياسة. وأكدت ضرورة الاهتمام بمعايير الجودة في التعليم الخاص واختيار المناهج التي تدرس والاستعانة بالخبرات الاوروبية في التعليم وعقد شراكات مع فرنسا وألمانيا مثلا ونقل ما يتميزون به في الصناعة والبحث العلمي والإدارة والاقتصاد.