معاناة لا تنتهي.. وقلوب لا تعرف الرحمة داخل مكتب بريد مدينة الفشن جنوب محافظة بني سويف حيث تتوقف أهدافهم بداخله عند حدود إذلال من أنهوا علي حساب حياتهم خدماتهم لوطنهم ولا ينتظروا الا رد الجميل, فالكثير منهم من أرباب المعاشات يتعرضون لكل أنواع المهانة علي مدار خمسة أيام من كل شهر ما بين حرارة الشمس القاسية أو برودة الجو القاتلة, كل هذا وسط تزاحم وتدافع أمام شباك الصرف الوحيد بمكتب بريد الفشن المتناهي الصغر الذي لا مظلة له ولا مقعد في عصر أصبحت فيه المصارف والبنوك تنافس فنادق الخمس نجوم. وعن هذه المأساة يقول الحاج مصطفي- من أصحاب المعاشات- وهو يرتجف من الخوف خشية أن يعلم العاملون بمكتب البريد اسمه بالكامل ويحرموه من صرف معاشه وتحويله إلي الأمانات... ومضيفا لا قوة لنا ولا حيلة أمام جبروت البريد الذي نقصده لصرف المعاشات المختلفة فالموظف المسئول عن الصرف يبدأ في فتح الشباك ظهر كل يوم عقب قدومه من البنك بالنقود وعند العصر أي بعد ثلاث ساعات عمل فقط يغلق في وجوهنا الشباك بعد أن نكون قد وقفنا أكثر من8 ساعات علي أقدامنا منتظرين المعاش ويتكرر الأمر حتي نستطيع الصرف بعد وقفات العذاب اليومية من5 الي7 أيام. ويضيف سيد طنطاوي موظف من أهالي الفشن المجاورين لمكتب البريد قائلا... ما يحدث لأصحاب المعاشات أمام مكاتب البريد لا يعقل وهو بمثابة إهانة لمن أفنوا أعمارهم في خدمة مصر ولا نعلم مدي حاجتهم لتلك النقود فمعظمهم مرضي ويعولون ويحتاجون النقود لقضاء حاجاتهم.. وأناشد الحكومه الاهتمام بهؤلاء كبار السن ومعظمهم مرضي لا يستطيعون الوقوف لعدة ساعات أمام مكاتب البريد من اجل الحصول علي معاشهم الشهري ويتساءل لماذا لا يتم توصيل المعاش الشهري لهم في منازلهم رأفة بكبر سنهم وعدم قدرتهم علي السير والوقوف لفترات طويلة في الشمس ولو بمقابل مادي بسيط. واستغرب محمد جابر- من أصحاب المعاشات- من عدم قيام هيئة البريد بعمل بعض التندات لكبار السن ليستظلوا بها من الحر صيفا والأمطار شتاء وعمل مقاعد تريحهم من طول الانتظار. وقال هاني الملط محامي- لماذا لم يتم توحيد استخراج الفيزا كارد لكل أصحاب المعاشات لتسهيل عمليات الصرف فأنا رأيت العديد من هؤلاء المسنين يتعرضون للحوادث بسبب وصول الطوابير علي شبابيك الصرف الي نصف الشارع وهو ما يعرض حياتهم للخطر من قبل السيارات والدراجات البخارية وكذا التوك توك إضافة لنقل العشرات منهم الي المستشفيات بسبب الأزمات الصحية التي يتعرض لها كل مسن كل حسب مرضه. ومن جانبهم رفض مسئولو البريد ببني سويف التعليق بحجة أن للهيئة متحدث رسمي هو الوحيد المنوط بالرد علي أية استفسارات علي مستوي الجمهورية.