عشقت غادة تراب الأرض الذي يسير عليه زوجها عابد وكانت تبذل كل ما في وسعها لإسعاده في نفس الوقت لم يشعر بكل ذلك وكان يعتقد ان كل الزوجات تفعل ما تفعله زوجته. عاش عابد قبل الزواج حياة وردية مليئة بالمرح لكونه وحيدا فأراد ان تستمر الحياة هكذا الا أنه فوجئ بأن هناك زوجة تشاركه حياته وتريد ان تعرف كل شئ عنه رغم حبها الشديد وعشقها اللامحدود له وكل من يحب حتي انها كانت تنتقل الي منزل حماها بين الحين والأخر وتقوم بجمع ملابسه هو وزوجته حماتها وكل مايحتاج للغسل وتنقله الي شقتها وتقوم بغسله وكيه واعادته بالاضافة الي تنظيف منزلهما كل اسبوع وكان زوجها يثني عليها ويشكرها علي ماتقدمه لوالديه عرفانا منها بجميلهما علي زوجها...كل هذا كان يحدث بينما توجد مشكلة هكذا تراها الزوجة أنها تعد عقبة أمام استكمال علاقتهما الزوجية وذوبان كل منهما في الآخر ألا وهي أسرار الزوج وظروفه المادية وممتلكاته خاصة ان كل ماتعرفه الزوجة عن زوجها انه يمتلك ارضا زراعية وعددا من محال السوبر ماركت وعندما كانت تطلب منه معرفة التفاصيل حتي يطمئن قلبها كان يرفض. بمرور الأيام شعرت غادة انها تعمل كالجارية عند زوجها وأسرته كما انها مجرد وعاء للانجاب بعد أن رزقهما الله بثلاثة اولاد.. اضطرت غادة للجلوس مع زوجها في الاوقات المناسبة تصارحه بسبب إصرارها علي معرفة كل شئ عنه إلا أنه في كل مرة كان يعدها بتلبية طلبها في وقت آخر مناسب لأن هناك اوراقا كثيرة تحتاج الي تجميع حتي تعرف كل شئ وتمر الأيام دون جدوي وبعد ان كانت غادة تعتقد ان كسل زوجها هوالسبب في البداية أيقنت فيما بعد ان زوجها لن يطلعها علي شئ فكان الأمل الوحيد لديها ان يكبر ابنهما الأول وهو الاكثر قربا من زوجها ليطلعه علي ظروفه ويشركه في اعماله إلا أنه ظل علي طريقته رغم وصول ابنه الأكبر الي الجامعة والآخرين الي المرحلة الثانوية والاعدادية. اقتربت الأم من ابنها الأكبر وصارحته بالسبب الوحيد لخلافاتها المتكررة مع والده وطلبت منه الاقتراب أكثر من والده وسؤاله عن احواله المادية وامكاناته وأوراق ممتلكاته التي يخفيها إلا أن الابن نظر لأمه وكأنها تتمني وفاة والده والأغرب انه قال لها( انتي عايزة ايه ياماما هو بابا مخلينا محتاجين حاجة أكيد سايب كل حاجة في البيت أنا ما اقدرش اكلمه في حاجة زي دي!!). خرجت الزوجة من المنزل يائسة متجهة الي منزل أسرتها وهناك ناقشت المشكلة مع والدتها التي طالبتها بالتريث والاستمرار مع زوجها حتي لايتأثر الأبناء. اتجهت غادة إلي محكمة الأسرة تطلب الخلع من زوجها الذي قام بتهميشها ولم يعرفها أي شئ عن ممتلكاته, وحاول رئيس مكتب التسوية الاسرية بكفرالشيخ إعادة المياه إلي مجاريها إلا أنها أصرت فتم استدعاء الزوج وأمام هيئة المحكمة قال: ليس لها شئ عندي أكثر مما تأخذ واعترف أمام المحكمة انه يصر علي رأيه لمرور أقرب أصدقائه الراحلين بتجربة مريرة مع زوجته حيث قام الصديق بتعريف زوجته بكل ممتلكاته فطالبته بأن يكتب لها بعضها ففعل وعند أول خلاف بينهما قامت زوجة صديقه بأخذ كل ماكتب زوجها لها وقامت بخلعه فأصيب صديقه بأزمة قلبية توفي علي أثرها وقد استدعت المحكمة الزوجة وتم إفهامها حقيقة الأمر.