لم يكمل ناصر الذي ينتمي لأسرة بسيطة تعليمه وخرج مبكرا يبحث عن لقمة العيش وتنقل من حرفة لأخري حتي استقر في مهنة النقاشة وتدرج في احترافها وأصبح مطلوبا لدي الزبائن الذين انبهروا بكفاءته ودقته وتعرف أثناء إحدي العمليات المسندة له بشخص يدعي إسلام يجيد حرفته وصارا الاثنان متلازمين لا يفترقان عن بعضهما البعض إلا عند الخلود للنوم. وفجأة تبدلت أحوالهما عندما اتجها لتعاطي المواد المخدرة والسهر حتي الساعات المتأخرة من الليل في الأماكن المشبوهة وأهمل الصديقان عملهما بالتدريج وتراكمت الديون عليهما وفي إحدي جلساتهما اتفقا علي ضرورة الخروج من ندرة السيولة المادية بين أيديهما بأي وسيلة ممكنة. واهتدي تفكيرهما الشيطاني لجلب البانجو والاتجار فيه لتحقيق الربح المالي الذي يساعدهما علي سداد القروض التي حصلا عليها من المقربين لهما وراحا يتواصلان مع مصادر سرية لكي تمدهما بالنبات المخدر بمرور الوقت وازدهرت تجارتهما بشكل لافت للنظر وتفرغ الصديقان لتوزيع البانجو علي عملائهما باستخدام دراجة بخارية يتنقلان عليها من مكان لآخر. وضعتهما مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهما وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري استهدافهما متلبسين ووبحوزتهما لفافات متعددة من البانجو وتحرر المحضر اللازم لهما وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة تزاول من خلالها تجارة المواد المخدرة بمختلف أصنافها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والرائد فهمي عبد الصمد رئيس مباحث أبو صوير ومعاونيه النقباء محمد سالم وعبد الله العادلي ومحمد فؤاد ومحمد سليم ودلت تحرياتهم أن المدعو ناصر21 سنة نقاش يسكن في مدينة المستقبل ليس له سجل جنائي اتجه في السنوات الأخيرة للاتجار في البانجو مع إسلام20 سنة نقاش يقيم في ذات المكان وكانا يرتبطان بعلاقة عمل من قبل وأصبحا صديقين. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطهما وتم الإمساك بهما متلبسين وبحوزتهم معا53 لفافة بانجو متوسطة الحجم معدة للبيع لعملائهما وبعرضهما علي مصطفي عبد الغني وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معهما تحت إشراف محمد أبو طه مدير نيابة مركز أبو صوير الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد.