قاتل صديقه بمنشأة ناصر يعترف:

عرفت حمودي منذ8 أشهر و أنهيت حياته انتقاما لكرامتي و مش فارق معايا قتله

تنسم عم محمد هواء الصباح البارد عقب استيقاظه كالعادة مبكرا يسعي بين الأحواش داخل المقابر في منطقة منشأة ناصر وبدت حركته متثاقلة نظرا لأنه تعدي الثمانين من عمره وبالكاد يمشي ببطء للولوج بين المكان الذي يضم عمله كترب و إقامته كمواطن من تلك المنطقة لا يبرح المكان منذ سنوات حيث اعتاد قضاء الليل والنهار بين الأموات الذين كانوا له بمثابة الونس والرفيق بأرواحهم بعد أن لحد بكفيه أعدادا لا تحصي من الموتي في تلك المقابر.
وخلال سعيه بين مبيته و عمله لفت انتباهه جوالان من البلاستيك أحدهما مملوء بحشو كبير والآخر أقل كثافة ولا تتضح أي معالم لما بداخلهما و بحركات لا إرادية توجه عم محمد إلي الجوال الأول المنتفخ و حركه بقدمه وكانت المفاجأة حيث شعر بوجود ثقل كبير يبدو لجثة داخل الجوال و بعد لحظات حاول فك الجوال وتحققت توقعاته بأن وجد جثة لشخص ملفوفة بأقمشة والدماء تسيل منها داخل الجوال والآخر به بطانية وبعض الأقمشة وعلي الفور توجه إلي قسم شرطة منشأة ناصر لإبلاغ المقدم علي فيصل رئيس مباحث القسم بما شاهده بعينيه.
روي عم محمد ما حدث أمام رئيس المباحث و علي الفور انتقل الرائد عمر زيدان معاون مباحث القسم إلي مكان الواقعة حيث تبين له وجود جثة داخل الجوال وأنها لمحمد عبد المنعم وشهرته حمودي جاد39 سنة مسجل خطر متنوع فئة ج منشأة ناصر والسابق اتهامه في20 قضية يرتدي ملابسه كاملة و بالجثة عدة إصابات منها جروح قطعية بالرأس و سحجات وكدمات متفرقة بالجسم كما عثر رجال المباحث داخل الجوالين علي بطانية و2 جلباب حريمي وحبل من البلاستيك جميعها ملوثة بالدماء وانتقلت الأجهزة الفنية في حينه لكتابة تقرير المعمل الجنائي.
وبإخطار اللواء هشام العراقي مساعد الوزير و مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث أشرف عليه العميد هشام جمعة مفتش المباحث وترأسه المقدم علي فيصل رئيس مباحث قسم شرطة منشأة ناصر وبعضوية الرائدين عمر زيدان و هاني حداد معاوني مباحث القسم و أمين الشرطة ياسر عبد المحسن حيث تبين لهم بعد الفحص والتحري وجمع البيانات عن علاقات المجني عليه أن وراء ارتكاب الواقعة سيد إبراهيم34 سنة سائق والمحكوم عليه في القضية رقم9582 لسنة2013 م منشأة ناصر تبديد والمقضي فيها بالحبس عامين.
بإعداد الأكمنة اللازمة تمكن ضباط مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبطه وبمواجهته اقر بارتكاب الواقعة وأدلي باعترافات تفصيلية عن الواقعة وأنه كانت تربطه علاقة عمل وصداقة مع المجني عليه في الاتجار بالهيروين متخذين من منطقة المقابر مسرحا لمزاولة نشاطهما الإجرامي وأن علاقتهما بدأت منذ نحو8 أشهر بعد أن تعرف سيد علي حمودي الذي باع له كمية من مخدر الهيروين وأصبح سيد مروجا للمخدر يتقاسمان المكسب معا وكانت علاقتهما علي ما يرام خلال الأشهر الماضية حتي حدث ما حدث في تلك الليلة.
سرد المتهم أمام رجال المباحث تفاصيل الساعات الأخيرة في عمر المجني عليه حيث قال: كنا مع بعض في ليلة الحادث وبعد ما سهرنا لحد الساعة واحدة بالليل حدثت مشادة كلامية بينا بسبب خلاف علي مبلغ600 جنيه بعد معاتبة سيد لي علي عدم ردها وكانت من نصيبه وبعد مشادات كلامية شتمني فيها سيد بأبشع الألفاظ وضربني قلما علي وشي مما جعل الدماء تغلي في عروقي و نويت رد الإساءة والانتقام وأطفأت الأنوار و أخبرته أنني سأقضي حاجتي ومش عايزه يشوفني فضحك علي وظن أنني تقبلت الإساءة كالعادة لأنه هو أكبر مني و يعتبر المعلم بتاعي وكنت عارفا إن نظره ضعيف علشان واخد طلقة قبل كده في مشاجرة..
وأضاف المتهم خلال اعترافاته: أمسكت بماسورة حديدية وضربته علي رأسه من الخلف و حاول المقاومة إلا أنني عاجلته بعدة ضربات علي الرأس و قبل أن يكمل كلماته بقوله: عاوز تموتني يا أبن الكلب كنت قد أنهيت حياته بسقوطه أرضا غارقا في الدماء وانتقمت لكرامتي وأخذت تلفونين ملكه وفكرت لمدة ساعة وأنا جنب الجثة في مصيره ومصيري فلقيت أحسن حاجه إني أنقله من الحوش بتاعي وأوديه مكانا تانيا في المقابر علشان محدش ياخد باله.
وأكمل المتهم اعترافاته قائلا: جاءتني فكرة لف الجثة بجلباب نسائي و وضع بعض ملابس النساء داخل الجوال مع الجثة لإبعاد الشبهة عني بأن سيد ممكن تكون ست موتته علشان هو كان بيعرف ستات وروحت مكتفه بيديه وقدميه بسلك كهربائي وحملت جثته لمسافة100 متر بره المقابر و حطيتها في سيارة نصف نقل بيضاء قلاب ملك والدي ورميت الجثة بالقلاب ومنزلتش من العربية وهربت بسرعة لغاية ما المباحث جابتني وبرغم كل حاجه أنا مش فارق معايا اني قتلته.
وبعد اعترافات المتهم التفصيلية أرشد عن المسروقات وهي هاتفان محمول ملك المجني عليه وكذلك تم ضبط السيارة المستخدمة في نقل الجثة وهي نصف نقل قلاب ماركة مازدا بدون لوحات معدنية المستخدمة في نقل الجثة وكذلك أداة الجريمة وهي ماسورة حديدية.
بإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة أمر بتحرير محضر للمتهم وإحالته إلي النيابة التي أمرت بحبس المتهم4 أيام علي ذمة التحقيقات.