لم تكن مفاجأة أن يحسم الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي بطاقة التأهل إلي دور الستة عشر لدوري أبطال أفريقيا وعبور عقبة ريكرياتيفو الأنجولي بفوزه بهدفين بلا رد مساء أمس في ملعب برج العرب بالإسكندرية في طريقه لاستعادة عرش الأميرة السمراء والحصول علي لقب البطل وجائزة المليون و500 ألف دولار بعد محاولتين فاشلتين في العامين الماضيين. ومن يتابع أحداث90 دقيقة يجد إن الهولندي مارتن يول المدير الفني رجل يعمل ولا يتكلم فقط.. وبعيدا عن كل السلبيات التي نرصدها لاحقا فالمدرب الهولندي كان له تصريح مثير للجدل الأسبوع الماضي قال فيه: أريد صناعة أبوتريكة جديد.. وبالفعل بدأت ملامح صناعة أبوتريكة فنيا ومعنويا خلال لقاء الأهلي مع ريكرياتيفو في واحدة من أصعب المهمات التي تواجه مارتن يول في المستقبل وبطلها رمضان صبحي. وخلال90 دقيقة كان هناك تحول كبير في أداء رمضان صبحي, فأدواره الهجومية زادت بشكل لافت وبات محركا أساسيا يسحب البساط من تحت قدمي عبدالله السعيد والكرة لابد أن تذهب له ويملك حرية اللعب الفردي وكذلك توزيع الأدوار, وهي تعليمات صريحة ومباشرة من مارتن يول. فالجبهة اليسري التي شارك فيها رمضان صبحي أمام صبري رحيل كانت مصدر الخطورة الدائم علي مرمي ريكرياتيفو, وكذلك كانت فردية رمضان صبحي والتوجه المباشر إلي المرمي واضحة للجميع بمعدلات تفوق مبارياته في أخر عامين, فهو سجل هدفا رائعا في أول10 دقائق من مهارة فردية وقوة شخصية لم يكن ليقدم عليها إلا بتعليمات من المدرب وهو هدف لم يسجله من قبله سوي أسطورتي الأهلي محمود الخطيب ومحمد أبوتريكة, وفي الوقت نفسه كانت له إنفرادات بالمرمي ومحاولات للتسديد وظهر في عدة مشاهد صانعا للألعاب ولاعبا حرا داخل الملعب مثلما كان يفعل مانويل جوزية مع محمد أبوتريكة بين عامي.2012.2004 ولكن المشهد الأكثر جدلا هو الحضن الدافئ الذي أستقبل به مارتن يول لاعبه الواعد البالغ من العمر18 عاما عقب تسجيله للهدف وأيضا عند سحبه من أرض الملعب وظهر إن رمضان صبحي هو أبوتريكة الجديدالذي يحاول مارتن يول صناعته داخل القلعة الحمراء في ولايته الأولي. وبعيدا عن حالة رمضان صبحي أبرز موهبة مصرية, فالفوز الأهلاوي يحمل في طياته عناصر إيجابية ولكن مخاطر كبيرة لابد من التعامل معها سريعا حتي يعود للمنافسة بقوة علي لقب بطل دوري أبطال افريقيا. وحسام غالي ومؤمن زكريا وعبدالله السعيد ورمضان صبحي وأحمد فتحي. والخطر الثاني يتمثل في الثنائي ماليك إيفونا ومؤمن زكريا, فالأول اصبح عبء علي هجوم الاهلي في ظل تردي حالته الفنية والنفسية وعقابه للنادي الواضح من رفض احترافه في أوروبا يناير الماضي وأما الثاني فهو متخصص في اهدار الفرص وغير متعاون بالقدر الكاف, وكلاهما يحتاج إلي الراحة خاصة إن الشوط الثاني شهد تألق وليد سليمان صانع الألعاب الذي برز بشدة, وكذلك جون أنطوي رأس الحربة الذي ظهر في15 دقيقة شاملة الوقت المحتسب بدلا من ضائع سجل هدفا وكاد يسجل مرة ثانية وصنع مساحة للتسجيل في فرصة ثالثة. في المقابل كتبت المباراة إيجابيات عديدة للشياطين الحمر. وأهم إيجابيات الأهلي في90 دقيقة, هي الإنتشار العددي الجيد والكثيف داخل الملعب في المناطق المطلوبة مثل الإنتشار ب6 لاعبين حول منطقة جزاء المنافس الأنجولي علي الأقل عند الاستحواذ علي الهجمة. ودخول منتصف ملعب ريكرياتيفو عبر عبدالله السعيد وحسام غالي وأحمد فتحي ومؤمن زكريا ورمضان صبحي, مع تقدم أحد ظهيري الجنب بالتناوب مع تمركز رأس حربة في عمق دفاع المنافس, وكذلك الكثافة العددية عند تنفيذ مرتدات سريعة عند استخلاص الكرة وظهر في أكثر من مناسبة إنتشار5 لاعبين في سرعة رد فعل كبيرة في منتصف ملعب ريكرياتيفو. وظهرت بصمة واضحة لمارتن يول اخري تمثلت في الفرص مابين الثلاث خشبات, وهو من نقاط التحول المثيرة والسريعة أيضا وتلخص جهدا كبيرا بذله المدير الفني من أجل تحقيق الفوز الأول له في القارة السمراء وكان له ما أراد وحقق الإنتصار علي ريكرياتيفو. الوثيقة حقق الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي فوزا غاليا علي ريكرياتيفو الأنجولي بهدفين مقابل لاشيء في اللقاء الذي جمع بينهما مساء أمس في استاد برج العرب بالإسكندرية في إياب دور ال32 لدوري أبطال أفريقيا. وبهذة النتيجة تأهل الأهلي إلي دور الستة عشر من عمر البطولة لملاقاة يانج أفريكانز التنزاني... وأفتتح رمضان صبحي التقدم الأهلاوي في الدقيقة10 وأضاف زميله الغاني جون أنطوي الهدف الثاني في الدقيقة83. مارتن يول: سعيد بالأداء والنتيجة تأهل مستحق.. التحية للمنافس.. هدف أنطوي طبيعي.. بهذة الكلمات تحدث الهولندي مارتن يول المدير الفني للفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي عن تأهله إلي دور ال16 لدوري أبطال أفريقيا. وقال مارتن يول: الفوز علي ريكرياتيفو بهدفين دون رد نتيجة جيدة والفريق محظوظ بالتسجيل في أول10 دقائق لأن التعادل السلبي في الذهاب نتيجة جيدة ولكنها خطيرة جدا, لو أهتزت شباكنا, لهذا بعد تسجيل الهدف الأول كان هناك حرص علي اللعب بشكل هجومي ومحاولة اضافة الهدف الثاني والذي تأخر لصعوبة المباراة. ويكمل المدير الفني: نستحق التأهل ولكن ريكرياتيفو فريق قوي ويملك لياقة بدنية هائلة وحاول تهديد مرمانا ولكن براعة أحمد عادل حارس المرمي وتركيز حجازي وصبري وربيعة وهاني منع المنافس من التسجيل. وأضاف مارتن يول: المباراة أنتهت بالفعل عندما سجل جون أنطوي هدف الفريق الثاني وهو هدف لا يضيع وانا سعيد بالهدف وسعيد بالنتيجة والاداء عرابي: تأهل مستحق أكد أسامة عرابي المدرب العام للفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي إن سوء التوفيق حرم لاعبيه من إحراز فوز كبير علي منافسه الأنجولي. وأضاف المدرب العام: تأهلنا عن جدارة, وكنا الأفضل في90 من أوقات المباراة ونجح اللاعبون في تنفيذ تعليمات المدير الفني في كيفية الوصول إلي مرمي المنافس عبر نقاط الضعف وجمل تدربوا عليها وينقصنا فقط التوفيق الذي منحنا هدفين فقط في وقت لاحت لنا أكثر من10 فرص. أبوتريكة الأصلي: بداية جيدة في أول رد فعل من جانبه علي فوز الأهلي وتأهله لدور الستة عشر, حرص محمد أبوتريكة نجم الكرة الأهلاوية المعتزل وأبرز لاعبيها في الألفية الثالثة علي تهنئة زملائه والجهاز الفني بقيادة مارتن يول عبر تغريدة أطلقها علي صفحته الرسمية في موقع التواصل الإجتماعي تويتر علي شبكة الأنترنت فور انتهاء اللقاء بفوز الأهلي علي ريكرياتيفو2/.0 وكتب أبوتريكة: فوز الأهلي وتأهله علي حساب ريكرياتيفو الأنجولي بداية جيدة في بطولة أفريقيا والأهلي يحتاج إلي مزيد من التركيز والجهد للحصول علي هذة البطولة الصعبة. رمضان يسجل.. وإيفونا بيلم كور.. حكاية هدف مارادوني بات رمضان صبحي لاعب النادي الأهلي والمنتخب الوطني أحد اللاعبين أصحاب المهارات الخاصة بعدما ارتبطت أهدافه مع الفريق الأحمر بمذاق خاص أطلق عليها البعض أهداف مارادونية نسبة للنجم الأرجنتيني مارادونا حيث اتسمت أهداف رمضان صبحي بالطابع الجمالي خلال الفترة الأخيرة وخاصة هدفه في مرمي ريكرياتيفو الأنجوليمساء أمس في عودة دور ال32 بدوري الأبطال الإفريقي لكرة القدم. بصرف النظر عن حاجة الأهلي لهذا الهدف في ظل رعونة المهاجم الجابوني ماليك ايفونا وتباري بقية لاعبي الأهلي في إضاعة الأهداف اخترق صبحي دفاع الفريق الانجولي من الناحية اليسري حيث تخطي المدافع الأول بشكل جمالي ثم تخطي المدافع الثاني وعندما اقترب من المرمي أوهم الحارس أنه سيضع الكرة عرضية ثم وضعها في الزاوية الضيقة بذكاء غير عادي. الأهرام المسائي تنشر مجموعة من الصور توضح مراحل الهدف الجمالي علي الملاعب المصرية بداية من مراوغة رمضان صبحي لدفاع الفريق الانجولي ثم التسديد في الزاوية الضيقة ومن بعدها دخول ماليك ايفونا المرمي والعودة بالكرة ثم فرحة رمضان صبحي مع زملائه باحراز الهدف في مشهد يعكس مدي الموهبة الرائعة للاعب الشاب الذي يعد أحد المكاسب الحقيقية للمنتخب الوطني.
